أصوليو إيران يتحدون ضد روحاني ويسحبون قالیباف
• روحاني ينال دعم كروبي
• مسلحون يقتحمون مخفراً ويقتلون ضابطين في الأهواز
نجح التيار الأصولي بإيران في ضمان وحدة أصوات مناصريه في الانتخابات الرئاسية المقررة يوم الجمعة المقبل، بعد إقناعهم رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف بالانسحاب لمصلحة رجل الدين النافذ إبراهيم رئيسي، على أن يصبح نائباً له في حال فوزه.
كما ذكرت "الجريدة" في تقريرها قبل 3 أيام، عقدت "الجبهة الشعبية لقوى الثورة الإسلامية" (جمنا) أكبر تجمع للتيار الأصولي في إيران أمس، اجتماعا قررت فيه انسحاب رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف من الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في 19 الجاري، لمصلحة رجل الدين النافذ، سادر مرقد الإمام الرضا، إبراهيم رئيسي، الذي يعتقد على نطاق واسع أنه أحد أقوى المرشحين لخلافة المرشد الأعلى، علي خامنئي. وحسب معلومات خاصة حصلت عليها "الجريدة"، فإن المشاركين في اجتماع "جمنا" بحثوا استراتيجية بقاء رئيسي وقاليباف في الانتخابات والدفع نجو دورة ثانية يجري خلالها سحب أحد المرشحين، ولكن بعد الاطلاع على الإحصاءات التي جمعها مندوبو "جمنا"، تبين لهم أن شعبية مرشح الوسطيين والإصلاحيين الرئيس الحالي حسن روحاني وشعبية رئيسي ازدادت بعد المناظرة الثالثة والأخيرة، بينما احتفظ قاليباف بموقعه دون إحراز أي تقدم.ويعتقد خبراء "جمنا" أنه على الرغم من ارتفاع نسبة أصوات روحاني خلال الأيام الأخيرة، فإن نسبه معارضيه مازالت تزيد على الستين في المئة، وبالتالي إذا وحد الأصوليون أصواتهم خلف مرشح واحد هناك إمكانية لحسم المعركة الانتخابية في الجولة الأولى.
وحسب تقرير لجنة إحصاءات "جمنا"، فإن رئيسي يحظى بدعم جماهيري قوي بخاصة في المحافظات، في حين أن الحضور الجماهيري لمهرجانات قاليباف في المحافظات ضعيف جدا، على عكس طهران التي يرأس بلديتها.
نائب أول
وبعد الاطلاع على هذا التقرير، تقرر انسحاب قاليباف لمصلحة رئيسي، حسب الاتفاق السابق بينهما، على أن يصبح قاليباف نائبا أولا لرئيس الجمهورية إذا فاز رئيسي بالرئاسة. وفي بيان، قال قاليباف: "المهم في هذه المرحلة هو الحفاظ على مصالح الشعب والبلاد والثورة"، وكذلك "على وحدة القوى الثورية". وأضاف: "أطلب من كل المناصرين لي دعم أخي حجة الإسلام ابراهيم رئيسي"، قائلا: "آمل في أن يشكل هذا القرار بداية تغير اقتصادي لمصلحة المحرومين".وكان قاليباف رفض قبل أيام الانسحاب، قائلا إنه ترشح ليكمل. وعند إعلان دعمه لرئيسي، قال قاليباف إنه "ليس هناك من طريق آخر غير النضال ضد الـ 4 في المئة (الأثرياء) الذين يسيطرون على القنوات الاقتصادية والسياسية في البلاد".ومنذ بدء الحملة الانتخابية، تطرق رئيس بلدية طهران ورئيسي الى مواضيع زيادة المساعدات للمحرومين، واستحداث حوالى مليون وظيفة سنويا لخفض معدل البطالة الذي بلغ 12.5 في المئة ودعم الانتاج الوطني ومكافحة التهريب.وفي سن 56 عاما، يعد رئيسي شخصية صاعدة في السلطة منبثقا عن نظام المحافظين. هو مقرب من المرشد الأعلى الذي عينه في عام 2016 رئيسا للمؤسسة الخيرية "آستان قدس رضوي" التي تحظى بنفوذ واسع.وتدير هذه المؤسسة في مشهد (شمال شرق) مرقد الإمام الرضا، ثامن الأئمة الاثنا عشر عند الشيعة، وتملك العديد من شركات البناء والخدمات ومصانع كبرى وأراض زراعية وأراض في مختلف أنحاء البلاد.وعمل رئيسي على مدى أكثر من عقدين ضمن النظام القضائي الخاضع حاليا لسيطرة رجال الدين المحافظين. وقال الجمعة "أنا أمثل العمال والمزارعين والنساء المحرومات"، متهما حكومة الرئيس روحاني بأنها تمثل "الارستقراطية" وبعدم الاكتراث بشؤون الأكثر فقرا.روحاني
في المقابل، من المرتقب أن يعلن اسحاق جهانغيري المرشح الاصلاحي والنائب الأول للرئيس، انسحابه ايضا من السباق، وأن يدعو للتصويت للرئيس المنتهية ولايته روحاني، الذي حاز أمس الأول دعم الرئيس السابق محمد خاتمي، الذي يعد مرجعية للتيار الإصلاحي. كما حاز روحاني، أمس، دعم المعارض الإيراني الإصلاحي البارز مهدي كروبي، الذي يعيش قيد الإقامة الجبرية منذ عام 2011. وطلب كروبي من جميع الإيرانيين المشاركة في الانتخابات لحماية العملية الديمقراطية. ونقل موقع "سحام نيوز"، وهو الموقع الرسمي لحركة كروبي السياسية، عنه قوله "سأصوت لروحاني".الأهواز
في سياق متصل، أعلن نائب قائد قوى الأمن الداخلي بمحافظة خوزستان (الأهواز) جنوب غرب إيران، التي تسكنها غالبية عربية، مقتل 2 من القوات في مدينة الأهواز مركز المحافظة في الساعات الأولى من فجر أمس، في هجوم شنه مجهولون.وذكرت وكالة "إيلنا" العمالية، أن أفراد مجموعة مسلحة فتحوا النار على حراس مخفر حي مجاهد في الأهواز واقتحموه وقتلوا ضابطين، كما اشتبكوا مع جنود وجرحوا اثنين منهما، قبل أن يطلقوا شعارات وهتافات لدى هروبهم، ويهددوا بتنفيذ عمليات أخرى.وتداول ناشطون أهوازيون مقطعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر 3 مسلحين ملثمين، أطلقوا على أنفسهم "سرايا البعث"، وقالوا إنهم يتبعون "الجيش الأحوازي لتحرير الأحواز"، وهددوا "بتنفيذ عمليات ضد طهران". وبالرغم من أن العديد من الناشطين الأهوازيين ربطوا التصريحات التي جاءت في الفيديو بعملية اقتحام المخفر، فإن المسلحين لم يتبنوا صراحة الهجوم.وأمس الأول أقدم محتجون في مدينة معشور بالأحواز، على حرق أحد مراكز الاقتراع، وذلك "رفضا للانتخابات الإيرانية" من قبل الشعب الأحوازي، حسب ما قال ناشطون وأظهرت لقطات مصورة.وبثت "سكاي نيوز عربية" شريط فيديو يظهر الدخان وهو يتصاعد من مبنى، قال شهود عيان إنه مركز انتخابي في معشور.اقتراع للزوار في العراق
أعلن السفير الإيراني في العراق أريج مسجدي، أمس، أن الزوار والمقيمين الإيرانيين في العراق سيدلون بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية الإيرانية يوم الجمعة المقبل بالتزامن مع الاقتراع في إيران. وقال مسجدي في مؤتمر صحافي عقده في كربلاء: "ستكون هناك أربعة صناديق اقتراع في كربلاء"، مضيفاً: "لا يتصور الفرد أنه شخص واحد، وأن صوته لا يؤثر في هذه الانتخابات يجب عن الكل أن يشاركوا".
رئيس بلدية طهران سيكون مساعداً أول لرئيسي في حال فوزه