مع مواصلة «الحشد الشعبي» عملياته في محيط قضاء سنجار، غربي الموصل، والمحاذي للحدود مع سورية، وجه رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني قوات البيشمركة الكردية بعدم السماح لـ»الحشد» باقتحام قرى ومناطق الأكراد الأيزيديين في سنجار. ولليوم الرابع على التوالي، واصلت قوات الحشد قرب تلعفر هجوما صوب ناحية القيروان التابعة لقضاء سنجار، واستعادت حتى الآن 9 قرى ذات أغلبية تركمانية وعربية بالمنطقة، فيما تحاصر مجمعين سكنيين للكرد الايزيديين.
وأكد مسؤول قوات البيشمركة في محور سنجار، سربست لزكين، العلم المسبق بالعمليات العسكرية التي يشنها «الحشد»، مضيفا: «قبل بدء الهجوم أبلغنا مسؤول في الحشد الشعبي هاتفيا بذلك، لكنه تحدث عن القيروان والبعاج فقط، وأخبرناهم بعدم جواز الدخول لمناطق الأكراد الايزيديين، لكنهم الآن يحاصرون تل القصب وتل البنات، وحينما علمنا أنهم غيروا خطتهم، أبلغنا الرئيس البارزاني فورا الذي دعا لعقد اجتماع عاجل، وأكد أنه يجب ألا يدخل الحشد إلى تلك المناطق».واشار لزكين إلى الأهداف الرئيسية لهجمات الحشد الشعبي بالقول إن «إيران تحاول منذ فترة فتح ممر من هذه المنطقة إلى سورية، وان دعم القوات التابعة لحزب العمال الكردستاني في سنجار من قبل إيران وقوى شيعية يصب في هذا الاتجاه، وإيران بدأت الآن تنفيذ الخطة عبر الحشد الشعبي الذي يبعد 60 كلم عن الحدود مع سورية، لكن لا أعتقد أن يتحول حلم إيران إلى حقيقة، لأنه إذا تقدم الحشد أكثر فإن السعودية وتركيا والولايات المتحدة ستتدخل».
«الحشد» يعلق
وأكد المتحدث باسم «الحشد الشعبي» أحمد الأسدي، أمس، أن التنسيق بين قيادات «الحشد» وقيادات «البيشمركة» ليس جديدا، مبينا أن «الحشد لا يتعامل مع تصريحات أو توجيهات نسبت للبارزاني». وأضاف الأسدي ان «التنسيق بين قيادات الحشد الشعبي وقيادات البيشمركة ليس جديدا، وسبق ان عملنا معا في مناطق مثل جلولاء والسعدية ولدينا تفاهمات واضحة».وأعلنت قوات الحشد الشعبي، أمس، استعادة قرية واقتحام أخرى شمال ناحية القيروان «البليج» التابعة لقضاء سنجار، لاستعادتها من تنظيم «الدولة الإسلامية» داعش.وأفاد إعلام «الحشد»، في بيان، بأنه «لليوم الرابع على التوالي انطلقت عمليات محمد رسول الله الثانية لاستكمال ما تبقى من صفحتها الأولى»، مضيفا أن «ألوية الحشد الشعبي حررت قرية خزنة الشمالية، واقتحمت قرية مبهل المهدي شمال القيروان، وفجرت عجلة تحمل أحادية في قرية تل البنات شمال القيروان».اجتماع كردي - أميركي
واستقبل البارزاني في مصيف صلاح الدين، مبعوث الرئيس الأميركي الخاص في التحالف الدولي ضد «داعش» الجنرال ماطك ماكغورك، وبحثا الأوضاع الميدانية وتحديات مرحلة ما بعد «داعش».كما سلط الاجتماع الضوء على العلاقات بين أربيل وبغداد ومستقبل العملية السياسية في العراق، إضافة إلى الأوضاع السياسية والأمنية في سورية.وكان رئيس حكومة إقليم كردستان، نيجيرفان البارزاني، أكد أمس الأول أن هناك جهات في بغداد تقدم المساعدة لحزب «العمال الكردستاني»، ولا تراعي مبدأ حسن الجوار مع تركيا، لافتا إلى أن السياسات الخاطئة للحكومة الاتحادية هي التي تشكل خطراً على وحدة البلاد.الأنبار
وفي غرب العراق، تمكن ثلاثة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة أمس من التسلل إلى بلدة حديثة، التي صمدت في وجه هجمات متكررة من الجهاديين، واشتبكوا مع القوات العراقية، ما أدى الى مقتلهم، إضافة الى اثنين من رجال الشرطة. ولم تسقط مدينة حديثة بيد تنظيم داعش، الذي سيطر على أغلب مناطق ومدن محافظة الأنبار، كبرى المحافظات السنية في البلاد من حيث المساحة. وقال رئيس مجلس حديثة خالد سلمان إن «قوات الامن حاصرت المهاجمين في داخل منزل وتمكنت من قتلهم جميعا».