تعزيزات عسكرية سورية ـ إيرانية إلى حدود العراق والأردن

بوتين لا يرى ضرورة لتسليح الأكراد... ويمنح ورقة ضغط لأنقرة قبل لقاء ترامب

نشر في 15-05-2017
آخر تحديث 15-05-2017 | 21:45
سوريون تم إجلاؤهم من حي قابون شمال شرق دمشق يصلون إلى معسكر مؤقت في ريف محافظة إدلب الشمالي أمس  (أ ف ب)
سوريون تم إجلاؤهم من حي قابون شمال شرق دمشق يصلون إلى معسكر مؤقت في ريف محافظة إدلب الشمالي أمس (أ ف ب)
مع اتجاهه إلى بسط سيطرته التامة على أحياء دمشق كاملة، يستعد الرئيس السوري بشار الأسد، مدعوماً من إيران، لخوض معارك كبرى على حدود بلاده مع الأردن والعراق تأهَّب لها بحشد الجنود والمعدات العسكرية الثقيلة في البادية، الواقع معظمها تحت سيطرة تنظيم «داعش»، التي شهدت خلال الساعات الماضية غارات أميركية مكثفة أسفرت عن مقتل العشرات.
بينما تعزز فصائل المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة سيطرتها على مواقع انسحب منها تنظيم «داعش» في البادية السورية، نقل جيش الرئيس بشار الأسد المئات من جنوده مدعومين بميليشيات شيعية موالية لإيران برفقة دبابات ومعدات ثقيلة إلى بلدة السبع بيار في المنطقة الصحراوية المتاخمة لحدوده مع العراق والأردن، بحسب ما أفادت أمس مصادر استخبارية وقادة من فصائل المعارضة.

ووفق المتحدث باسم «الجبهة الجنوبية» الرائد عصام الريس، فإن النظام وحلفاءه سيطروا على تلك البلدة النائية الواقعة قرب الطريق الاستراتيجي الرئيسي بين دمشق وبغداد الأسبوع الماضي، مع سعيهم للحيلولة دون سقوط مناطق صحراوية انسحب منها «داعش» في يد الجيش الحر المدعوم من الغرب، مؤكداً أن الأسد أرسل تعزيزات ضخمة من المدفعية والدبابات والمركبات المدرعة.

وشعر نظام الأسد بقلق نتيجة انتصارات حققها الجيش الحر على «داعش» على مدى شهرين، مما سمح لمقاتليه بالسيطرة على مساحة شاسعة من الأراضي القليلة السكان الممتدة من بلدة بير القصاب الواقعة على بعد نحو 50 كيلومتراً جنوب شرقي دمشق على الطريق إلى الحدود مع العراق والأردن.

وأكد الريس أن خطة النظام هي الوصول إلى الحدود العراقية- السورية وقطع الطريق على تقدم الجيش الحر بشكل أكبر صوب الشمال الشرقي ضد معاقل «داعش» هناك بعد فقدهم الأراضي في البادية.

وقصفت الطائرات الحكومية مواقع المعارضة قرب الحدود مع الأردن والعراق يوم الثلاثاء الماضي. وفي الأيام القليلة الماضية صعدت أيضاً عمليات المراقبة في البادية، وقامت بقصف بلدة بير القصاب.

ولكن مقاتلي المعارضة، قالوا إن تقدم النظام وحلفائه المدعومين من إيران قد يخاطر بجعلهم يقتربون من قاعدة التنف بالقرب من الحدود العراقية حيث تعمل قوات أميركية خاصة وتقوم بتدريب مقاتلي الجيش الحر.

قاعدة التنف

وبحسب مصادر مخابرات إقليمية، فإنه يجري توسيع هذه القاعدة لتصبح نقطة انطلاق للعمليات الرامية إلى طرد المتشددين من محافظة دير الزور بشرق سورية من جنوب شرقها.

ولكن وجود فصائل من العراق مدعومة من إيران و»حزب الله» اللبناني في تلك المنطقة أثار قلق الأردن حليف الولايات المتحدة، الذي يدعم جماعات معارضة معتدلة ويحاول منذ فترة طويلة منع سقوط جنوب سورية في يد تنظيم «داعش».

وأوضح مقاتلو المعارضة، أن الهدف النهائي لتقدم الجيش النظامي في البادية هو ربط قواته بميليشيات شيعية عراقية على الجانب الآخر من الحدود، مؤكدين أنهم بدأوا هذا الأسبوع في استهداف مواقعها.

وأكدت مصادر مخابرات إقليمية إن طريق دمشق-بغداد كان أحد الطرق الرئيسية لإدخال الأسلحة الإيرانية إلى سورية إلى أن سيطر «داعش» على مساحات واسعة من الأراضي بمحاذاة الحدود السورية- العراقية. ويقول مقاتلو المعارضة، إنهم بدأوا هذا الأسبوع استهداف مواقع يعتقدون أن فصائل تدعمها إيران تسيطر عليها.

غارات التحالف

وغداة مقتل 12 امرأة على الأقل في عملية مماثلة استهدفت قرية في ريف الرقة الشرقي، قتل 23 مدنياً على الأقل أمس، جراء غارات نفذتها طائرات تابعة للتحالف الدولي على مدينة البوكمال في محافظة دير الزور.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، إن من بين القتلى 15 نازحاً على الأقل من مناطق سيطرة التنظيم في دير الزور والرقة، كذلك في العراق المجاور، موضحاً أن الغارات استهدفت منطقة سكنية في المدينة عند الثالثة فجراً.

الروس والأكراد

وبعد لقاء مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان في بكين، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، أن موسكو لا ترى ضرورة لتزويد الأكراد السوريين بالسلاح فلديهم مصادر أخرى، لكنها ستواصل اتصالاتها معهم حتى لو لمجرد تجنب وقوع اشتباكات بطريق الخطأ أو حوادث قد تشكل خطراً على عسكريينا.

وأكد بوتين، في ختام مشاركته في منتدى «حزام واحد، طريق واحد» للتعاون الدولي، أنه ناقش هذا الموضوع مع إردوغان، الذي «أعرب عن قلقه في هذا الصدد». وقال: «موقفنا صريح، ولا أعتقد أن فيه ما يمكن أن يثير قلق شركائنا الأتراك. نحن على الاتصال معهم ونأمل أن يفهموا موقفنا».

واعتبر الرئيس الروسي أن إنشاء مناطق تخفيف التصعيد يهدف بالدرجة الأولى إلى ترسيخ الهدنة ودفع عملية المصالحة والتوصل إلى الحل السياسي، مشيراً إلى أن العسكريين الروس والأتراك والإيرانيين بالتنسيق مع دمشق سيبحثون خلال لقائهم المرتقب في أنقرة، الحدود الدقيقة لهذه المناطق ووسائل المراقبة والسيطرة على الوضع فيها.

إلى ذلك، يبحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع نظيره الأميركي دونالد ترامب خلال زيارته الرسمية المقررة الى الولايات المتحدة اليوم ملفات عدة أبرزها تسليح واشنطن للأكراد وتسليم زعيم «الكيان الموازي» فتح الله غولن، الذي تتهم أنقرة بالضلوع بالمحاولة الانقلابية الفاشلة في منتصف يوليو الماضي.

ونظراً إلى أهمية الموضوعين، أرسلت تركيا وفداً رفيع المستوى إلى واشنطن في الخامس من الشهر الجاري ضم رئيسي هيئة الأركان خلوصي أكار وجهاز الاستخبارات حقان فيدان والمتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين للتحضير لاجتماع إردوغان الأول مع ترامب منذ تولي الأخير منصبه في يناير الماضي.

مفاوضات جنيف

وبينما يوشك النظام على بسط سيطرته على كل أحياء دمشق بعد بعد إجلاء مقاتلي المعارضة من أحياء برزة والقابون وتشرين، التي شهدت أولى التحركات الاحتجاجية ضده في 2011، تنطلق اليوم الجولة السادسة من مفاوضات جنيف غير المباشرة.

ووصلت الوفود السورية إلى جنيف أمس. وكما جرت العادة، يرأس مندوب دمشق الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك بشار الجعفري الوفد الحكومي، فيما يرأس وفد الهيئة العليا للمفاوضات الطبيب نصر الحريري، ويتولى الحقوقي محمد صبرا مهمة كبير المفاوضين.

وأكد مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا أن الاجتماعات المقبلة ستكون مختلفة عن السابق وبحضور كل الوفود ويستستمر خلال شهر رمضان، موضحاً أنها ستركز على مناهج عملية لوقف التصعيد تترابط مع محادثات أستانة ولا نية للفصل بينهما.

محادثات أستانة وخسائر المعارضة في دمشق تطغيان على انطلاق "جنيف 6"
back to top