ترامب يغرق في أزمة سياسية جديدة بسبب روسيا

• «واشنطن بوست»: الرئيس تقاسم معلومات مع لافروف لا يمكن لحلفائنا الاطلاع عليها
• أميركا والإمارات توقعان اتفاقاً دفاعياً يحدد «حجم وشروط» الوجود العسكري الأميركي

نشر في 16-05-2017
آخر تحديث 16-05-2017 | 21:45
ترامب مستقبلاً الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على مدخل البيت الأبيض أمس (أ ف ب)
ترامب مستقبلاً الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على مدخل البيت الأبيض أمس (أ ف ب)
نجح خصوم الرئيس دونالد ترامب في السياسة والإعلام في زجه بأزمة سياسية جديدة، بعد إحراجه بنشر تقرير يؤكد أنه تقاسم معلومات سرية حساسة مع موسكو بشأن عملية يعدها «داعش» وتستهدف الطيران.
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس حقه "المطلق" في مشاركة معلومات تتعلق بالإرهاب والسلامة الجوية مع موسكو، بعد الجدل الذي أثارته الأنباء عن كشفه معلومات سرية لوزير الخارجية الروسي خلال لقائهما الأخير في واشنطن.

وكتب ترامب على "تويتر" صباحاً "بصفتي رئيساً، رغبت في أن أتقاسم مع روسيا، وهو حقي المطلق، وقائع تتعلق بالإرهاب والسلامة الجوية. ولأسباب إنسانية أرغب أيضاً في أن تسرع روسيا بشكل كبير حملتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية والإرهاب".

وفي تغريدة أخرى، قال: "لقد طلبت مرراً من مدير مكتب التحقيقات الاتحادي جيمس كومي وغيره كشف المسربين في أجهزة الاستخبارات"، في إشارة إلى تسريب محادثته مع لافروف الى "واشنطن بوست".

ماكماستر

وحاول البيت الأبيض، مساء أمس الأول، احتواء البلبلة التي أثارتها صحيفة "واشنطن بوست" بكشفها ان ترامب تقاسم مع لافروف خلال لقائهما الأسبوع الماضي في البيت الابيض معلومات استخباراتية سرية تتعلق بعملية يحضرها تنظيم "داعش".

وكان الجنرال هربرت ريموند ماكماستر، الذي يرأس مجلس الأمن القومي وحضر الاجتماع، أكد مساء أمس الأول ان "الرواية التي تم نشرها كاذبة".

وأوضح أن ترامب ولافروف استعرضا "التهديدات التي تمثلها التنظيمات الإرهابية على بلدينا، بما يشمل التهديدات المحدقة بالطيران المدني".

وأضاف "لم يتم في أي لحظة بحث وسائل الاستخبارات أو المصادر"، لكن بدون أن ينفي بشكل واضح أن الرئيس الأميركي كشف عن معلومات سرية.

وفي ختام هذا التصريح المقتضب أمام الجناح الغربي في البيت الأبيض، غادر رئيس مجلس الأمن القومي بدون الرد على أسئلة العديد من الصحافيين الحاضرين.

توقيت سيئ

ويأتي الكشف عن هذه المعلومات، فيما سلطت الأضواء مجدداً على الدور الذي لعبته موسكو في الحملة الانتخابية الرئاسية الأميركية، إثر الإقالة المفاجئة لمدير مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) جيمس كومي، الذي كانت اجهزته تحقق في تواطؤ محتمل بين فريق حملة ترامب وروسيا.

كما يأتي قبل أيام من مغادرة ترامب في اول رحلة له الى الخارج ستقوده الى السعودية، وإسرائيل، والفاتيكان، وبروكسل لحضور قمة حلف شمال الأطلسي وصقلية (مجموعة السبع).

لا مخالفة للقانون

ورغم أن ترامب لم يخالف القانون مبدئياً، لأن الرئيس يملك هامش مناورة كبيراً للكشف عن معلومات بحوزته، فإن مبادرته يمكن ان تهدد عملية تقاسم معلومات مع حلفاء مقربين. والكشف عن مثل هذه المعلومات الحساسة يمكن ان يعطي مؤشرات حول الطريقة التي تجمع فيها، وبالتالي ان يعرض المصادر لصعوبات.

رواية «واشنطن بوست»

وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" ان ترامب خلال لقاء عقده في الآونة الأخيرة في المكتب البيضاوي مع لافروف تطرق الى معلومات استخباراتية تتعلق بعملية يعدها تنظيم "داعش"، مضيفة أن هذه المعلومات وصلت لواشنطن عبر شريك للولايات المتحدة، لكنه (الشريك) لم يعط الإذن بتقاسمها مع موسكو.

وبحسب واشنطن بوست فإن ترامب "بدأ وصف تفاصيل تهديد إرهابي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية ومرتبط باستخدام اجهزة كمبيوتر محمولة داخل طائرات".

وبحسب الصحيفة، فقد تباهى ترامب خلال لقائه مع لافروف بأنه مطلع على معلومات محددة جداً حول هذا التهديد. وقال بحسب المسؤول الذي تحدث الى الصحيفة "لديّ معلومات ممتازة. لديّ اشخاص يقدمون لي يومياً معلومات ممتازة".

وأوضحت الصحيفة انها قررت عدم نشر مزيد من التفاصيل المتعلقة بهذا المخطط الإرهابي بناءً على طلب صريح من مسؤولين أميركيين.

سرية

ونقلت الصحيفة عن مسؤول اميركي طلب عدم كشف اسمه ان المعلومات التي كشفها ترامب لوزير الخارجية الروسي، وكذلك للسفير الروسي في الولايات المتحدة سيرغي كيسلياك، الذي كان حاضرا ايضا، تتسم بإحدى أعلى درجات السرية التي تستخدمها وكالات الاستخبارات الأميركية.

وقال هذا المسؤول إن الرئيس الأميركي "كشف للسفير الروسي عن معلومات اكثر من تلك التي نتقاسمها مع حلفائنا".

الصحافي

دافع غريغ ميلر احد صحافيي "واشنطن بوست" مع غريغ جاف في حديث لشبكة "سي ان ان" عن صحة مقاله، معتبرا أن البيت الأبيض "يتلاعب بالكلمات"، ويتجنب الخوض في عمق المسألة.

الكرملين

من جهته، اعتبر الكرملين هذه الأنباء انها "بدون معنى"، ولا تستحق النفي أو التأكيد.

انتقادات

وفي تصريحات لشبكة "سي ان ان"، قال السناتور الجمهوري جون ماكين معلقاً على هذه القضية "إذا تبينت صحة هذا الأمر، فإنه بالطبع مثير للقلق".

وقال دوغ اندرس الناطق باسم رئيس مجلس النواب الجمهوري بول راين "ليس لدينا اي وسيلة لمعرفة ما قيل لكن حماية أسرار أمتنا أمر أساسي". وأضاف ان راين "يأمل في تفسير كامل لما حصل من جانب الإدارة".

من جهته، قال زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر "على الرئيس تقديم تفسير مفصل لعالم الاستخبارات وللاميركيين والكونغرس".

ووصف السناتور الديمقراطي ديك ديربن تصرف ترامب "بالخطير والأهوج".

ووصف بوب كوركر رئيس لجنة الشؤون الخارجية الجمهوري بمجلس الشيوخ المزاعم بأنها "مثيرة جداً للقلق".

وقعت الولايات المتحدة الأميركية والإمارات العربية المتحدة اتفاقا جديدا للتعاون الدفاعي قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أمس، إنه يوضح "حجم وشروط" الوجود العسكري الأميركي داخل الإمارات.

وقال كريستوفر شيرود المتحدث باسم البنتاغون لـ "رويترز" إن "هذا سيتيح للجيش الأميركي القدرة على الاستجابة بسلاسة أكبر لعدد من السيناريوهات داخل وحول الإمارات العربية المتحدة عند الضرورة". ولم يذكر مزيدا من التفاصيل.

back to top