وللحب شياطينه أيضاً!
![مسفر الدوسري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1507745577082709700/1507745592000/1280x960.jpg)
إلا أن السؤال المأزق حقا هو: هل تسلُّح ملائكة الحب بتلك الصفات السيئة يؤهلها لتحظى بشرف حمل الحب؟! وهل يستحق ذاك الحب حينها بأن يعلو وأن يوصف بالسمو، فيما هو مرفوع على أكتاف ملائكة تسكنها الشياطين أو شياطين تتشح برداء الملائكة؟! جاء الجواب على شكل نصيحة زعم من صاغها أنها الوسيلة الوحيدة لنصرة ملائكة الحب، وقد صاغ تلك النصيحة "مزارو"، و"ككزارو"، و"لوزارو" وهم قردة ثلاثة عبَّروا عن تلك النصيحة بالإشارة، حيث غطّى "مزارو" عينيه بمعنى لا ترى شراً، وغطّى "ككزارو" أذنيه أي لا تسمع شراً، أما "لوزارو" فغطى فمه بمعنى لا تنطق شراً!ولقد اختُبرت تلك النصيحة كثيراً، وثبت أن نسبة فشلها ضئيلة جدا، مقارنة بنسبة نجاحها، فقد تبيَّن أن شياطين الحب تنجح في الوصول لغاياتها السيئة فقط حين تجعلنا نرى ما تريدنا أن نرى من شر، فيخيفنا ذلك، ويربك ملائكة الحب فينا، فتخطئ طريقها وتجرّها إلى حيث الفخ المنتظر، أو حين نسمع ما تريدنا أن نسمع من شرّ يضعف يقين ملائكة الحب، فيحدث ذلك ثغرة تتسلل منها أفعى الشك، أو حين تجبرنا على قول الشر، وهذا يعني أننا سقطنا في درن اللغة، ما يجعل ملائكة الحب تعفّ عن اللحاق بنا، خوفاً على نقائها، لنبقى نحن وحبنا في وحل جرنا إليه ما تفوهنا به، كذلك يكبّنا الحب على قلوبنا في الوحل حصاد ألسنتنا!لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم، السلاح الوحيد لهزيمة شياطين الحب، سواء كانت الشياطين من داخل أنفسنا أو خارجها!