أعلنت أمس أول حكومة في ولاية الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون وتتألف من 18 وزيراً نصفهم نساء، من اليسار واليمين والوسط والمجتمع المدني، برئاسة إدوار فيليب اليميني المعتدل، على أمل الحصول لاحقاً على غالبية واضحة خلال الانتخابات التشريعية المقبلة تخوله تطبيق وعوده بالتجديد.

واختار الرئيس الشاب (39 عاماً) وشريكه اليميني الوسطي فيليب، وزير الدفاع المنتهية ولايته، جان إيف لودريان، وزيراً للخارجية ووزيراً لأوروبا.

Ad

وينتمي لودريان للحزب "الاشتراكي" وهو صديق مقرب من الرئيس السابق فرانسوا هولاند ومقرب من الأوساط السياسية الخليجية وشهد عهده إبرام اتفاقيات تسلح ضخمة مع عواصم خليجية عدة.

كما عينت سيلفي غولار وزيرة للدفاع، وهي مشرعة بالاتحاد الأوروبي تنتمي لتيار الوسط.

واختار ماكرون برونو لو مير السياسي اليميني الموالي لأوروبا وهو من حزب "الجمهوريين" الذي ينتمي إليه فيليب لمنصب وزير الاقتصاد.

واختير جيرار كولومب رئيس بلدية ليون وزيراً للداخلية. وكان كولومب أحد أقوى داعمي ماكرون في الحزب "الاشتراكي".

وعين ماكرون الحليف الوسطي فرنسوا بايرو (حركة موديم) حقيبة العدل، الوسطية مارييل دو سارنيز أيضاً وزيرة للشؤون الأوروبية، والناشط البيئي، الذي يحظى بشعبية كبيرة نيكولا أولو وزيراً "للانتقال البيئي والتضامن".

وستعقد الحكومة الجديدة أول اجتماع لها صباح اليوم. وكان ماكرون واجه وضعاً حساساً لدى سعيه إلى تشكيل حكومته الأولى لأنه كان يترتب عليه إبقاء حلفائه راضين، إلى جانب تسليم مناصب جديدة لحزب "الجمهوريين".

وماكرون بحاجة لتأمين غالبية في البرلمان من أجل تطبيق خططه الطموحة لجعل قوانين العمل أكثر ليبرالية وتشجيع أجواء الأعمال.

يقول الخبير السياسي الفرنسي أوليفييه إيل، إنه سيتعين على رئيس الحكومة أن يكسب خلال الانتخابات التشريعية "غالبية كبيرة تكون قاعدة للعمل المستقبلي للحكومة" ومن أجل "تهميش المعارضين في الأحزاب الحاكمة في السابق عبر ضمان دعم يمتد من التقدميين في الحزب الاشتراكي إلى يمين الوسط".

ومنذ الاثنين وقّع مئة نائب من اليمين ومن الوسط نداءً للاستجابة لليد الممدودة من الرئيس الجديد. رداً على ذلك وجّه حزب الجمهوريين اليميني بقيادة فرنسوا باروان نداء إلى مرشحي اليمين والوسط الـ 577 للانتخابات التشريعية للدفاع عن "قناعاتهم" وكسب هذه الانتخابات لفرض التعايش على الرئيس.

وفي معسكر اليسار، بلغ ضعف الحزب الاشتراكي بعد هزيمة لا سابق لها في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، حداً جعل زعيم اليسار المتشدد جان لوك ميلزنشون لا يخفي رغبته في الهيمنة عليه.

في سياق منفصل، بدأت بلدية باريس أمس، إزالة "عين باريس" أو "عجلة باريس" أحد أبرز المعالم السياحية في العاصمة الفرنسية، التي كانت تقدم لزوارها إطلالة رائعة على برج إيفل وشارع الشانزليزيه.

وقال متحدث باسم البلدية، إن قرار تفكيك العجلة، التي يبلغ ارتفاعها نحو 70 متراً جاء بسبب مشكلات قانونية كانت تلاحق مالكها مارسيل كامبيون تتعلق بـ"التعسف في استخدام المناطق العامة". وأضاف المتحدث أن من المتوقع أن تستمر عملية الإزالة أربعة أيام على أن يعاد بناؤها في نوفمبر المقبل بموقعها الحالي في ميدان كونكورد بعد أن تم بيعها لرجل أعمال بلجيكي.

وتعد فرنسا الوجهة السياحية الأولى في العالم، حيث زارها العام الماضي نحو 83 مليون سائح من مختلف بلدان العالم.