في معلومات جديدة تؤكد ما كتبته "الجريدة" قبل أيام عن تطور ميداني جديد على جبهة سورية الشرقية الجنوبية، كشفت مصادر عسكرية روسية وسورية، أمس، عن نية نظام الرئيس بشار الأسد الوصول إلى الحدود مع العراق، مؤكدة بذلك معلومات سابقة عن تحريكه مئات من الجنود وفصائل شيعية مدعومة من إيران بدبابات ومعدات ثقيلة إلى بلدة السبع بيار في منطقة صحراوية قليلة السكان على المثلث الحدودي بين سورية والأردن والعراق.وأوضحت المصادر العسكرية، لصحيفة "إزفستيا"، أن قوات النظام تخطط للسيطرة على الجزء السوري من طريق دمشق- بغداد، بغية تأمين وصول إمدادات الأسلحة والإمدادات الأخرى من العراق.
ونقلت الصحيفة عن الجنرال السوري المتقاعد محمد عباس وجود هذه النية، مشيرا إلى أن المعارضة المسلحة أو بالأحرى الولايات المتحدة التي تقف وراءها، تنوي إنشاء منطقة عازلة بمحاذاة مرتفعات الجولان والحدود مع الأردن والعراق، "وجيشنا ينوي منع ذلك".
مسار طهران
وفي وقت سابق، كشفت صحيفة "ذا غادريان"، البريطانية، عن قيام طهران بتغيير مسار أحد أهم ممراتها الأرضية لدعم الأسد، خوفا من الوجود العسكري الأميركي المتنامي شمال شرق سورية، مشيرة الى أن مدينتي الموصل وحلب كانتا الطريق لتحقيق حلمها القديم في الوصول إلى البحر المتوسط.ونقلت الصحيفة البريطانية، عن مصادر عراقية رفيعة، أن "الأوامر بتغيير مسار هذا الممر صدرت من قائد فيلق القدس قاسم سليماني وقائد قوات الحشد الشعبي في العراق هادي العامري"، موضحة أن "الممر الجديد لإيران انتقل 140 ميلا (225.31 كم) جنوبا لتجنّب تجمع للقوات الأميركية حُشد لمحاربة تنظيم داعش".مخيم الركبان
وبعد يومين من عملية مزدوجة بسيارتين ملغومتين في المكان نفسه، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، بوقوع انفجار جديد هز مخيم الركبان للنازحين، الواقع في البادية السورية، على مقربة من الحدود السورية - الأردنية، موضحا أنه ناجم عن تفجير آلية مفخخة استهدفت مقاتلين من جيش العشائر، وخلف عددا من الجرحى. إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الوضع في مناطق تخفيف التوتر مستقر، رغم رصد اللجنة المشتركة مع تركيا 8 انتهاكات خلال الـ24 ساعة الماضية، في دمشق وحماة وحمص ودرعا، التي شهدت أكبر خرق للاتفاق مع قيام قوات الأسد وميليشيات إيران بأعنف حملة عسكرية لاستعادة مناطق حررتها الفصائل المقاتلة في درعا البلد.خسائر الروس
في هذه الأثناء، أفادت وكالة "آكي" الإيطالية بأن مشافي محافظة حماة استقبلت نحو 150 عنصرا من الجنود الروس خلال الشهرين الماضيين، كانوا مصابين بجروح غالبيتها خطيرة، موضحة أن عمليات جراحية جرت لهم في حمص، قبل أن ينقلوا إلى مدينة السقيلبية بحماة ومدينة مصياف لتخفيف الضغط عن مشافي حماة.وفي الريف الشرقي لحماة، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، مقتل 24 في قصف للطائرات الحربية والمروحية الروسية والتابعة للنظام طال قرى ومناطق خاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" في ناحية عقيربات، مبينا أن القتلى هم 6 مدنيين بينهم طفلان شقيقان، و10 من عناصر التنظيم و8 لاتزال هوياتهم مجهولة بسبب تفحم معظم الجثث.«جنيف 6»
وغداة اقتراح "مفاجئ" من الأمم المتحدة يمهد لإعداد دستور جديد، باشر ممثلو الحكومة والمعارضة السورية اليوم الثاني من المحادثات غير المباشرة بجنيف في محاولة سادسة من أجل التوصل الى حل سياسي يرتكز على محاور أربعة، هي الدستور وتنظيم انتخابات والحكم ومكافحة الإرهاب. والتقى مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا مرتين وفدي الحكومة بقيادة بشار الجعفري والمعارضة ممثلة بالهيئة العليا للمفاوضات بقيادة نصر الحريري ومحمد صبرا، في محادثات استمرت حتى وقت متأخر من ليل الثلاثاء - الأربعاء، وركزت على قضية آلاف المعتقلين وإعداد دستور جديد.وقدم ديميستورا وثيقة لوفد المعارضة تقترح تشكيل فريق من الناشطين في المجتمع المدني والتكنوقراط يتم تكليفهم تمهيد الطريق أمام إعداد دستور جديد، وتنص على "آلية تشاورية" تعمل على "رؤى قانونية محددة، وكذلك ضمان عدم وجود فراغ دستوري أو قانوني في أي وقت خلال عملية الانتقال السياسي الذي يتم التفاوض عليه".وأكد المتحدث باسم الهيئة العليا، منذر ماخوس، أن هذه الورقة كانت مفاجئة ولم تكن مبرمجة أصلا، مشيرا إلى وجود "تحفظات كثيرة" حول الوثيقة، التي لاتزال قيد النقاش.خسارة الجميع
وفي كلمة أمام البرلمان الأوروبي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من أن النزاع في سورية لا يجلب الفائدة لأحد، ويضمن المخاطر الجدية للجميع، مشددا على أن الجميع خاسرون، والوضع يمكنه زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بالكامل، ويزيد من خطر انتشار الإرهاب الدولي.وأشار غوتيريس إلى أن حل النزاع سيسمح بالتخلص من الخطر المهدد للأمن العالمي. وتحدث عن المشاكل الإنسانية، مؤكدا ضرورة النظر إليها بشكل موضوعي.«البنتاغون» وتركيا
وقبل مغادرة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى الولايات المتحدة، بعد حصوله على تطمينات نظيره الأميركي دونالد ترامب في مواجهة الأكراد، جددت وزارة الدفاع (البنتاغون) دعمها لأنقرة في محاربة "داعش" وحزب العمال الكردستاني، معلنة توسيع خطط التعاون المشترك في هذا المجال.وتعليقا على نتائج لقاء وزير الدفاع جيمس ماتيس ونظيره التركي فكري إشيق في 15 مايو، ذكرت المتحدثة باسم "البنتاغون"، دانا وايت، أن واشنطن خططت لرفع مستوى التعاون مع أنقرة فيما يخص مكافحة الحزب وحل الأزمة السورية.عائلة الأسد
في غضون ذلك، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على خمسة أشخاص وخمسة كيانات متهمين بـ "تقديم الدعم لحكومة دمشق أو مرتبطين بمن سبق خضوعهم لعقوبات بشأن العنف الذي تمارسه"، ومن بينهم محمد عباس قريب رامي مخلوف الشخصية المهيمنة على الأعمال في سورية، وابن خال الأسد.وذكرت الخزانة الأميركية أن عباس كان يدير المصالح المالية لمخلوف، مشيرة إلى أن العقوبات شملت جمعية البستان الخيرية ومديرها، لكونها مملوكة لمخلوف أو تقع تحت سيطرته.