مع سيطرة القوات العراقية أمس، على حي الرفاعي وسط مدينة الموصل ، مركز محافظة نينوى شممال العراق، بدأ فعلياً العد العسكري للتنظيم «داعش» الإرهابي في هذه المدينة المتنوعة تاريخياً، التي تعد أكبر تجمع حضري سني في العراق، وثاني مدن البلاد بعد العاصمة بغداد. إلى ذلك، حذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من استمرار شلل المعادلة السياسية في ظل غياب التمثيل العادل لكل المكونات المجتمعية، مشدداً على أن «التركمان قومية أساسية وليست ثالثة، إلى جانب باقي قوميات العراق، وأنها تصدت بشجاعة نادرة لخوارج العصر ممثلين في تنظيم داعش».
واعتبر العبادي، في كلمة ألقاها نيابة عنه النائب عباس البياتي بمؤتمر «مستقبل التركمان في عراق موحد»، أن «العراق دون تنوع طوائفه ليس عراقاً، ولا يمكن لأي جهة أن تلغي قومية أخرى أو تشطب على هويتها، ويجب أن يتفق الجميع على العيش المشترك في جميع المحافظات لاسيما في كركوك». وأكد أن «الحرص على إجراء الانتخابات في موعدها بلا تأخير يعد رسالة واضحة على التمسك بالديمقراطية والتداول السلمي للسلطة»، مشيراً إلى أنه «ما هي إلا أيام معدودات وسيتم قطع رأس الأفعى وهدم أركان الدولة الزائفة في نينوى».وطالب العبادي عناصر «داعش» بتسليم أنفسهم وعدم التفكير بالهروب من مناطق القتال في الساحل الأيمن للموصل.في المؤتمر نفسه، حذر رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم، من مخططات الأعداء الجديدة، معتبراً أن الحرب المرنة أخطر من الحرب العسكرية.وقال الحكيم، إن «شؤون العراقيين تبحث على أرض العراق وبغداد، هنا نبحث شراكتنا ومشاكلنا ونعالج همومنا، وما دمنا نعيش المحن فعلينا تحويلها إلى منحة، وعلينا تحويل التحدي إلى فرصة، وأما من حيث التوقيت والزمان، فإن المؤتمر يعقد ونحن على مشارف الانتصار على داعش، ونحن في لحظة الخروج منتصرين من الإرهاب».وأضاف «علينا امتلاك مشروع واضح للتعايش فيما بيننا، وأن تكون الحكومة الاتحادية راعية للجميع العراقيين».بدوره، أكد رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، خلال المؤتمر عدم السماح بتطبيق فكرة التجزئة والتقسيم تحت أي تبرير، مشدداً على أن «العراقيين لن يتنازلوا عن أي شبر من أرض العراق لمصلحة المشاريع العدوانية الخارجية مهما كان الثمن».وانتقد حزب «الشعب» التركماني في كركوك، أمس، مؤتمر الأحزاب التركمانية في بغداد، وقال، إن «إقليم كركوك الذي طالب به البعض يمزق المناطق، التي يعيش فيها التركمان وسيبقى الكثير من التركمان في أربيل والموصل وكفري والسليمانية، ويفتت الامتداد الطبيعي لجغرافيا وجودهم»، موضحاً أن «إقامة أي إقليم مرهون بإجراءات قانونية حددها الدستور، ومنها الاستفتاء، حيث يجب إجراء الاستفتاء العام على كركوك، لا تحويلها الى إقليم بقرار سياسي». وأكد أن «التاريخ المشترك بين أبناء المنطقة أثبت وجود التعايش السلمي بين مكونات كركوك، وأن العلاقة، التي تربطنا بالكرد لسنين عدة كانت لمصلحة الجميع، وأصبح إقليم كردستان ملاذاً آمناً لجميع القوميات». وأفادت مصادر كردية بأن تنظيم المؤتمر أغضب الأكراد، الذين قاموا بإجراءات لضمان بقاء كركوك في إقليم كردستان.
دوليات
عد عكسي لـ «داعش» في الموصل
17-05-2017