إسرائيل تخترق «داعش» بسورية
«معلومة» ترامب للافروف تكشف جاسوساً لتل أبيب بالتنظيم يعمل في الرقة
● الاستخبارات الإسرائيلية غاضبة من نتنياهو لإبلاغه الرئيس الأميركي المخطط الإرهابي
إلى جانب الضجة السياسية، أثارت معلومة كشفها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لروسيا بلبلة على الصعيد الاستخباري، بعدما فضحت جاسوساً إسرائيلياً يعمل في صفوف التنظيم بسورية.
أكد مصدر أن إسرائيل هي التي زودت الولايات المتحدة بمعلومة عن تفاصيل محاولة تنظيم داعش شن هجوم يستهدف طائرة مدنية، والتي أبلغها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال لقائهما في واشنطن قبل أيام. وقال المصدر، لـ«الجريدة»، إن الكشف عن هذه المعلومة عرض حياة جاسوس إسرائيلي اخترق «داعش» للخطر.وتقاطعت هذه المعلومة مع ما ذكرته «نيويورك تايمز»، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، أن «المعلومة» التي كشف عنها ترامب جاءت من مصدر استخبارات إسرائيلي في مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة «داعش» في سورية.
وشدد المصدر على أن جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي أبدى امتعاضاً شديداً من الحادثة، مؤكداً أن نقاشاً أمنياً جرى أمس في إسرائيل شهد انتقاداً ضمنياً للجهة التي نقلت الأمر للإدارة الأميركية، دون تسمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. لكن «الجريدة» علمت أن نتنياهو أبلغ ترامب المعلومة خلال لقائهما.وكانت صحيفة «واشنطن بوست» نقلت عن مسؤول أميركي قوله إن دولة لم يسمها شريكة لواشنطن شاركت معلومتها مع أجهزة الاستخبارات الأميركية، التي أبلغتها لترامب، لكن واشنطن لم تنسق مع هذه الدولة حول إبلاغ المعلومة لروسيا، أو لدولة أخرى.وقال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان على «تويتر»، في تعليق ردد صداه وزير الاستخبارات، إن «العلاقة الأمنية بين إسرائيل وأكبر حلفائنا، الولايات المتحدة، عميقة ومهمة، وليس لها مثيل من حيث الحجم».وأصدر سفير إسرائيل لدى واشنطن رون ديرمر بياناً مماثلاً قال فيه: «إسرائيل لديها الثقة الكاملة بعلاقتنا الخاصة بتبادل الاستخبارات مع الولايات المتحدة، وتتطلع إلى تعميق تلك العلاقة في السنوات المقبلة في ظل الرئيس ترامب».وقال خبراء مخابرات إسرائيليون إنهم لا يستطيعون تأكيد ما إذا كان عميل إسرائيلي هو مصدر المعلومة، لكنهم قالوا إن إسرائيل كونت شبكة عميقة للاستخبارات بمقومات بشرية واستخبارات الإشارة في مختلف أنحاء المنطقة، ومن المنطقي أنها تمكنت من اختراق «داعش»، في إطار هذا الجهد المستمر منذ فترة طويلة.