روسيا تشتري المزيد من الدين الأميركي
اشترت روسيا في مارس الماضي 13.5 مليار دولار من سندات الحكومة الأميركية، المعروفة باسم "سندات الخزينة". وارتفع إجمالي حيازات روسيا من الدين الأميركي إلى ما يقارب 100 مليار دولار، وفقا لبيانات أصدرتها وزارة الخزينة الأميركية حديثا.وهذا هو الشهر الثالث على التوالي الذي ترفع فيه روسيا من حيازتها من سندات الخزينة الأميركية. والسبب الرئيسي، هو أن روسيا تقوم بإعادة تخزين احتياطياتها الأجنبية التي انخفضت بشكل كبير إلى مستويات عام 2003 المتدنية، عندما تحطمت أسعار النفط العام الماضي. والاحتياطيات الأجنبية هي الوسادة التي تدخرها الدولة لاستخدمها في الأيام الصعبة.وعندما بدأ سعر النفط بالتهاوي أواخر عام 2014، تأثر الاقتصاد الروسي والعملة سلبا، وزادت العقوبات الاقتصادية الأميركية والأوروبية ضد روسيا الوضع سوءا.
وسجل الروبل الروسي أدنى مستوياته في أوائل عام 2016 عندما انخفضت أسعار النفط إلى نحو 26 دولارا للبرميل.وكان من الممكن أن يكون انهيار الروبل أسوأ إذا لم تنفق الحكومة الروسية الكثير من مقتنياتها بالدولار للحفاظ على العملة. وقبل تحطم أسعار النفط، بلغت حيازات روسيا من الديون 150 مليار دولار، وانخفضت إلى 66.5 مليارا في 2015.أما اليوم، فأسعار النفط تصل إلى ما يقارب 50 دولارا للبرميل، والروبل بدأ يتعافى من جديد، بزيادة بلغت 14 في المئة خلال الأشهر الـ12 الماضية. ومع هدوء الأوضاع الاقتصادية، يمكن لروسيا إعادة تخزين احتياطياتها.يقول وين ثين، رئيس استراتيجية العملات الناشئة في مؤسسة "براون بروثرز هاريمان": "لقد سمحت أسعار النفط المرتفعة لهم بشراء تلك الدولارات التي كانوا يستخدمونها لدعم الروبل".وتحتفظ معظم البلدان باحتياطياتها من العملات بسندات الخزانة الأميركية، لأنها تعتبر من أكثر الاستثمارات أمانا في العالم.ويقول خبراء آخرون إنه يمكن أن يكون لدى روسيا المزيد من الاحتياطيات الأميركية في الحسابات الخارجية في الملاذات الضريبية مثل سويسرا وجزر كايمان ولكسمبورغ، التي تمتلك جميعها حيازات أميركية أكثر بكثير من روسيا.ويوضح ثين: "يمكن أن تستنتج بسهولة أن حيازات روسيا تبلغ ضعف الحجم المُبلغ عنه".لكن من المستحيل أن نعرف الآن بالضبط كم تمتلك روسيا من الديون الأميركية. الرقم الرسمي 100 مليار دولار ليس رقما مذهلا، إذ تملك كل من الصين واليابان أكثر من تريليون دولار من الديون الأميركية.