كيشيشيان: لإ سلام حقيقياً في غياب العدالة

اعتبر في «ندوة التسامح» بالجامعة أن الكويت ولبنان نموذجان مميزان للتعايش المشترك

نشر في 18-05-2017
آخر تحديث 18-05-2017 | 19:15
كيشيشيان متحدثا في الندوة
كيشيشيان متحدثا في الندوة
دعا كاثوليكوس الأرمن لبيت كيليكيا آرام الأول كيشيشيان إلى ضرورة أن تكون هناك خطوات جادة فعلية في تحقيق التسامح والسلام بين المجتمعات، مع استدامة ذلك عبر التركيز على الجانب التعليمي لغرس مثل هذه القيم في نفوس الأبناء.
أكد كاثوليكوس الأرمن لبيت كيليكيا – آرام الأول كيشيشيان، أن المسيحية والإسلام تتصلان بشكل مباشر بواقع حياة الناس، كما تجمعان قيما وتعاليم وتقاليد مشتركة، لأن لهما جذوراً واحدة، إذ تنحدران في أصلهما إلى الجذور الإبراهيمية، داعياً إلى «تقوية المشتركات فيما بيننا مع احترام الاختلافات في الوقت ذاته».

جاء ذلك خلال ندوة نظمها مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية بجامعة الكويت تحت عنوان «أهمية التسامح في أوقات الاضطراب»، في مقر نادي الجامعة، بحضور مدير الجامعة د. حسين الأنصاري، ونائب مديرها للأبحاث ورئيس مجلس إدارة المركز د. طاهر الصحاف، ومدير المركز د. محمد غانم الرميحي، وعدد من أساتذة الجامعة إلى جانب شخصيات اجتماعية وسياسية وأكاديمية.

وشدد كيشيشيان على أهمية صنع السلام والتشجيع عليه، مع ضرورة وجود العدل في المجتمع، إذ «عندما يختفي العدل فإن مسألة السلام تغدو مسألة هشة»، مؤكداً أهمية أن تكون هناك خطوات جادة فعلية في تحقيق التسامح والسلام بين المجتمعات، مع استدامة ذلك عبر التركيز على الجانب التعليمي وغرس مثل هذه القيم في نفوس الأبناء وفتح قنوات الحوار مع الآخرين. واعتبر أن دولتي الكويت ولبنان تعتبران نموذجين مميزين من دول المنطقة للتسامح والعيش المشترك، مضيفاً «أننا نعيش في زمن مضطرب، ينبغي علينا جميعاً مواجهته بالتعاون والتسامح، لاسيما أن مجتمعات اليوم تغيرت بشكل كبير بفضل العولمة التي باتت آثارها تظهر في مستويات مختلفة من حياتنا، حتى إنها تمكنت من تغيير شخصية مجتمعنا وطبيعته، وأثرت على الفهم الذاتي للدين وللإنسان».

وأوضح كيشيشيان أنه «من الصعب أن نعلق كل شيء على الإيمان بالغيب، إذ علينا في الوقت نفسه أن ندرس ونبحث بشكل عميق»، كما «أننا بحاجة ماسة إلى دراسة العلاقة بين الدين والسياسة، وتمييز الأمر السياسي من غيره، بالإضافة إلى تحديد الأمر الديني من غيره»، مبيناً أن الدين يجب أن يتعامل مع القضايا الاجتماعية كالعدالة والسلام والإصلاح، وهذه ليست قضايا سياسة، بل هي إنسانية متعلقة بالدين.

ولفت إلى أن الدين يجب ألا يستغل لأغراض غير دينية، مبيناً أن التاريخين المسيحي والإسلامي في بعض محطاتهما يكشفان لنا كيف تم استغلال الدين في السياسة، الأمر الذي تسبب في مشاكل كثيرة.

back to top