أجّل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حسم مسألة ترشحه لولاية ثانية (2018-2022) إلى موعد فتح باب الترشح في مارس المقبل، معتبرا أن الشعب سيد اختياره.وفي الجزء الثاني من حواره مع الصحف القومية، قال السيسي: «لا أشعر أبدا بالزهق من المسؤولية، وأنا مستعد أن أقاتل مع الناس ما دامت راضية بقتالي»، داعيا وسائل الإعلام إلى أن تعطي فرصة لمن يعتزم الترشح للرئاسة لأجل مصلحة الوطن.
ونفى ما تردد حول وجود صراع أو منافسة بين أجهزة الدولة، مشددا على أن الصراع بين الأجهزة يعني غياب صانع القرار، وهذا غير متوفر لأنه يعمل على تنظيم العمل بينها بحكم سلطات الرئيس الدستورية.وحول تجاهل مجلس الدولة تعديلات قانون الهيئات القضائية، التي أطاحت بمبدأ الأقدمية، وتقديمه المستشار يحيى دكروري مرشحا وحيداً لرئاسته، شدد السيسي على احترامه لكل المؤسسات والحفاظ عليها، مؤكدا أنه بالنسبة لمجلس الدولة سيتخذ القرار طبقا للقانون وللمصلحة الوطنية.وطالب بعدم الإساءة للأحزاب، وعدم وصفها بالكرتونية أو الضعيفة، متمنيا أن تسعى بالأيديولوجيات المتشابهة لإيجاد صور للتنسيق أو الاندماج، كاشفا أن الحكومة تعمل على مشروعات قوانين لضبط الزيادة السكانية، بعدما ارتفع عدد المواليد سنويا إلى 2.5 مليون نسمة، بمعدل يزيد على 3 أمثال النسبة في الصين.
خطر الإرهاب
ورغم تنفيذ التنظيمات الإرهابية عدة عمليات في القاهرة وسيناء خلال الأشهر القليلة الماضية، فإن الرئيس السيسي قال إن «الإرهاب لم يعد يهدد بقاء الدولة المصرية، ولن يستطيع أحد أن يهدد بقاءها إلا الداخل المصري».وذهب إلى أن الموقف بالنسبة للحرب على الإرهاب تحسن بشكل كبير، وأشاد بجهود قوات الجيش والشرطة «التي تتحسن كل يوم في مجابهة الإرهاب»،، مؤكدا أن الدولة المصرية تعمل على وضع القانون المنظم للمجلس الأعلى لمكافحة التطرف والإرهاب المزمع تأسيسه.وحذر من تصريحات تكفير المصريين، وأنه «يجب أن نتحسب من الهوس الديني، فنحن نريد أن نعيش ونمارس إيماننا باعتدال حقيقي وبسماحة وفهم»، مشيدا بالأزهر الشريف لما له من «مكانة كبيرة في مصر وخارجها، لذا نحن مصرون على أن ينهض بهذا الدور، والمنطقة والعالم أحوج ما يكونان لهذا الدور»، مشددا على أن الخط العام لنظامه هو الحفاظ على مؤسسات الدولة.قمة الرياض
وأعلن السيسي استجابته لدعوة العاهل السعودي للمشاركة في القمة الإسلامية الأميركية، التي تعقد في الرياض بعد غد، وأشاد بالعلاقات المصرية السعودية باعتبار البلدين «جناحي هذه الأمة»، مجددا ثقته بنظيره الأميركي دونالد ترامب: «أنا أعتبر الرئيس ترامب شخصية متفردة وعظيمة للغاية».وشدد على أن هناك فرصة إذا تم اغتنامها فسيتم التوصل إلى حل القضية الفلسطينية، وسيصبح الصراع تاريخا، ملقيا بمسؤولية تحريك المياه الراكدة على الرئيس الأميركي فـ«الرئيس ترامب هو الرقم الحاسم في هذا الحل».وعن العلاقات المصرية الخليجية، قال: «العلاقات المصرية الخليجية لا يمكن أن تنفصم، فنحن مصيرنا واحد»، مشيرا إلى أن مصر تسعى لإيجاد مخرج للأزمة السورية في إطار الحفاظ على الأراضي السورية ووحدتها، وأن استقرار ليبيا يؤثر بشكل مباشر على أمن مصر القومي.وجدد دعم بلاده للجيوش الوطنية في كل الدول العربية التي تعاني أزمات، وأن العلاقات المصرية السودانية تتسم بالخصوصية الشديدة، رافضا أي محاولات من شأنها النيل من عمق العلاقات بين البلدين.أراضي الدولة
في غضون ذلك، تسابق الأجهزة المصرية الزمن للانتهاء من ملف وضع اليد على أراضي الدولة، استجابة لتوجيهات السيسي بإنهاء هذا الملف قبل نهاية الشهر الجاري، إذ قال مصدر أمني لـ»الجريدة» إن لجنة استرداد أراضى الدولة ومستحقاتها، برئاسة مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية إبراهيم محلب، نجحت خلال يوم واحد في استرداد ما يزيد على 50 ألف فدان، تبلغ قيمتها السوقية نحو 4 مليارات جنيه.وتمكنت محافظة القاهرة من استرداد أكثر من مليون متر مربع من أراضي الدولة المعتدى عليها، خلال حملات مكثفة طوال اليومين الماضيين، وقال المحافظ عاطف عبدالحميد، أمس، إن حي حلوان (جنوبي العاصمة) استرد أرضا بمساحة تبلغ 320 فدانا.شركات إخوانية
قضائيا، أصدرت لجنة التحفظ وإدارة أموال جماعة «الإخوان» الإرهابية، أمس، قرارا بالتحفظ على 12 شركة وأموال 28 فردا، لثبوت انتماء ودعم هذه الشركات والأفراد لجماعة «الإخوان» المصنفة إرهابية في مصر، وتضمنت أسماء المتحفظ على أموالهم أبناء القيادي الإخواني حسن مالك، فضلا عن بعض أبناء وأقارب قيادات أخرى في الجماعة.ميدانيا، أصيب ضابط شرطة برتبة نقيب وثلاثة من أفراد القوة، في شمال سيناء أمس، إثر تفجير عبوة ناسفة زرعها مسلحون من تنظيم «ولاية سيناء»، الذراع المصرية لتنظيم داعش، وقال مصدر أمني إن عبوة ناسفة انفجرت أثناء سير إحدى مدرعات الشرطة، ما أسفر عن وقوع إصابات دون سقوط قتلى.