غداة تشكيله حكومة عكست عزمه على إعادة المشهد السياسي، ترأس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أول اجتماع لمجلس الوزراء، وحضّ جميع أعضائه على «التضامن».

وقبل ترؤسه اجتماعاً أيضاً لمجلس الدفاع، انتهز ماكرون جلسة مجلس الوزراء لتحديد التوجهات الكبرى لولايته وخريطة طريق الحكومة قبل بضعة أسابيع من الانتخابات التشريعية.

Ad

وقال المتحدث باسم الحكومة كريستوف كاستانيه، إن الرئيس ذكّر الوزراء بأنه يعود إليه «أن يحدد الاستراتيجية»، موضحاً أن «الخطط البعيدة المدى تتم في الإليزيه (القصر الرئاسي) والمناقشات اليومية أو القصيرة المدى ستتم في ماتينيون» مقر رئيس الوزراء.

وركز ماكرون أيضاً على بعض «قواعد العمل السليم» مثل «التضامن الضروري بين جميع أعضاء الحكومة» الآتين من تيارات مختلفة رغم أن «التجانس لا يعني التماثل».

وهذا «التجانس» يجب أن يستثمر في الانتخابات التشريعية في 11 و 18 يونيو الحاسمة بالنسبة إلى ماكرون، الذي سيحتاج إلى غالبية برلمانية لتنفيذ سياسته الإصلاحية.

وشارك في اجتماع الحكومة، التي يتولى رئاستها اليميني المعتدل إدوار فيليب، 18 وزيراً وأربعة وزراء دولة.

وقال ريشار فيران وزير تماسك الأقاليم وأحد أقرب حلفاء ماكرون، رداً على سؤال بشأن اختلافات محتملة بين الرئيس والحكومة، إن الحكومة تسير وفق «الخط الذي (انتخب) بموجبه الرئيس».

وشدد فيليب على أنه سيشارك «بالتأكيد» في معركة الانتخابات التشريعية «لمنح رئيس الجمهورية الأغلبية التي يحتاج إليها»، مشيراً إلى أن حكومته، التي تضم شخصيات من اليسار واليمين والوسط ومن المجتمع المدني وتحترم المناصفة بين النساء والرجال، «شكلت لتستمر» إلى ما بعد الانتخابات.

وبينما أشار استطلاع أنجز لقناة «بي إف إم تي» نشر أمس، أن أكثر من ستة فرنسيين من أصل عشرة (61 في المئة) راضون عن تشكيلة الحكومة، ورأى 65 في المئة أنها تجسد «تجديداً» مقابل 33 في المئة رأوا العكس، أظهر استطلاع مماثل لمجموعة «هاريس انتراكتيف» أن حزب ماكرون «الجمهورية إلى الأمام» يتصدر المشهد قبل الانتخابات البرلمانية، موضحة أن 32 في المئة من الناخبين يعتزمون التصويت له في الدورة الأولى المقررة في 11 يونيو. وتعد هذه زيادة بثلاث نقاط مئوية عن الأسبوع السابق، وست نقاط مئوية مقارنة بعشرة أيام سبقت. وانخفضت شعبية الجمهوريين اليمينيين وحزب «الجبهة الوطنية» اليميني المتطرف بشكل طفيف مقارنة بالأسبوع الماضي إذ لم تتعد تلك النسبة 19 في المئة.

وعشية قيامه بأول زيارة خارجية لتفقد القوات الفرنسية بقاعدة غاو في مالي، أجرى الرئيس الفرنسي الجديد للمرة الأولى محادثة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين ناقشا فيها تعزيز العلاقات الضعيفة بين بلديهما.

ووفق الكرملين، فإن «فلاديمير بوتين هنأ إيمانويل ماكرون بتوليه رسمياً مهامه وبتشكيل حكومة جديدة»، موضحاً أن «الطرفين عبرا عن رغبتهما في تطوير العلاقات الروسية-الفرنسية الودية تقليدياً في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية»، واتفقا على «العمل معا بشأن القضايا الدولية والإقليمية الراهنة بما في ذلك محاربة الإرهاب».