كشف نشطاء سوريون معارضون في ريف محافظة دير الزور المحاذية للحدود مع العراق، عن عملية إنزال جوي جديدة نفذها التحالف الدولي بقيادة واشنطن من طائرات مروحية فجر أمس في منطقة سوق الغنم (بادية السيال) بمحيط مدينة البوكمال الواقعة على الحدود، وذلك بعد 24 ساعة من عملية مماثلة جرت في قرية السيال القريبة أسفرتا عن مقتل وإصابة عدد من مسلحي "داعش" وأسر آخرين.

وشهدت البوكمال وريفها أخيراً عمليات قصف جوي مكثفة، وأنشطة عسكرية للتحالف الدولي، الذي يدعم هجوماً لفصيل "مغاوير الثورة" الجديد التابع لـ"الجيش الحر" على مواقع "داعش"، في خطوة اعتبرها مراقبون سباقاً مع جيش النظام، الذي زاد بدوره من وتيرة عملياته العسكرية لتحرير ريف دير الزور، والبحث عن طريق من دمشق إلى بغداد.

Ad

وفي وقت سابق، كشف قيادي في "مغاوير الثورة" عن وجود نحو 100 عسكري أميركي على الأرض لدعم عمليات الفصيل المعارض، تزامناً مع انتشار صور لعناصر من "المارينز" على شبكة الإنترنت في بادية ريف البوكمال، بالإضافة إلى الوجود الأميركي المتزايد في قاعدة التنف في قلب البادية في المثلث الحدودي بين سورية والعراق والأردن.

وأفاد مسؤول أميركي بقيام طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بتدمير آليات للنظام والميليشيات الإيرانية الموالية له قرب معبر التنف في المثلث الحدودي بين سورية والعراق والأردن.

أنقرة وواشنطن

وفي خطوة تظهر حجم الخلاف بين أنقرة وواشنطن، رغم اللقاء الذي جمع الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان، والأميركي دونالد ترامب قبل يومين، دعا وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو أمس إلى تغيير منسق واشنطن للتحالف الدولي بريت ماكغورك، لكونه عقد اجتماعا في مدينة كوباني الكردية على الحدود بين سورية وتركيا مع "وحدات حماية الشعب" الكردية السورية التي تدعمها واشنطن.

وخلال رحلة عودته من واشنطن، إثر لقاء مع ترامب تم في أجواء من التوتر بسبب قرار واشنطن تسليح "الوحدات الكردية"، لتسريع دحر تنظيم "داعش" في سورية، أكد إردوغان أنه أبلغ الإدارة الأميركية أن تركيا "ستتحرك دون الرجوع لأحد، وستطبق قواعد الاشتباك" إذا واجهت هجوماً من أي نوع من الأكراد.

وبحسب صحيفتي "حرييت" و"صباح" أمس، فإن إردوغان أوضح أن الولايات المتحدة اتخذت قرارها بشأن عملية الرقة، وأن تركيا لن تتمكن من المشاركة بسبب مشاركة "الوحدات"، لكنه توقع أن تلعب تركيا دوراً.

ورداً على الاعتراضات التركية، قال مسؤول رفيع في "البنتاغون"، إن القيادات التركية، التي زارت واشنطن بدت وكأنها موافقة على تسليح الأكراد في سورية، وما الانتقادات التركية الآن سوى مزايدة في إطار سياسي داخلي.

ودعا السيناتور النافذ في مجلس الشيوخ الأميركي جون ماكين أمس، إلى طرد السفير التركي لدى الولايات المتحدة بعد صدامات عنيفة بين عناصر الأمن المرافقين للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، وأكراد تظاهروا سلمياً في واشنطن الثلاثاء الماضي.

وقال خلال مقابلة تلفزيونية: "يجب طرد سفيرهم من الولايات المتحدة الأميركية"، مضيفاً "نحن في الولايات المتحدة الأميركية لسنا في تركيا أو في بلد من بلدان العالم الثالث".

وتابع "هذه الأمور لا يمكن أن تبقى بدون رد فعل دبلوماسي".

في هذه الأثناء، شنّ "داعش" أمس أعنف هجوم على قرية عقارب الصافية قرب الطريق الرئيسي بين حلب وحمص وقرية الصبورة القريبة منها، وقتل أكثر من 50 شخصاً بينهم أسرى لديه، بحسب وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، والمرصد السوري لحقوق الإنسان.

«جنيف 6»

وفي اليوم الثالث من محادثات "جنيف 6"، أعلن المبعوث الأممي ستيفان ديميستورا أمس بدء عمل الآلية التشاورية حول الدستور السوري، موضحاً أن أول الاجتماعات سيجريها خبراء مكتبه مع الوفد الحكومي برئاسة بشار الجعفري، والثاني مع وفد المعارضة.

وفي أول تعليق له على الورقة، التي اعترض عليها وفد المعارضة وطالب بتقديم توضيحات مكتوبة لتفسير غموضها، أكد الجعفري أن المشاورات تمخضت عن اتفاق يبدأ بموجبه اجتماع غير رسمي بين خبراء دستوريين من وفده وخبراء قانون دوليين، مشدداً على أن "موضوع الدستور حق حصري للشعب السوري، ولا نقبل التدخل الخارجي فيه".