اعتماد مَن لا اعتماد له
![حمدة فزاع العنزي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1473441780931794300/1473441825000/1280x960.jpg)
وصلت كراتينهم إلى الأقسام العلمية، حين يعتلي أحدهم مقعداً يخرّج منه معلمات ومعلمين ومربي أجيال، بينما هو خارج التغطية المعرفية، حيث يختلف تخصصه التعليمي عن الشهادة التي يمنحها، ورغم خطورة تلك المشكلة فإنه يتم التستر على أصحابها، حيث تخفي لجان التحقيق نتائجها، وما توصلت إليه، لأننا شعب يحب الستر، «ولا تفضح أخاك سارقاً أو كرتوناً». لكن المخجل والمخزي في مجتمعنا أنه يعاقب من يعري الوهم ويسلط عليه الضوء لكي يحمي ما تبقى من الهيكل التعليمي والوظيفي في الدولة، ومع ذلك نتباكى على المخرجات والنتائج التي وصلت إليها إدارات الدولة بشكل عام وإدارات وزارة التربية بشكل خاص، فهل علمنا يوماً أن الهبوط السريع وغير المدروس للمخرجات التعليمية هو إحدى النتائج التي وصلنا إليها نتيجة السكوت والصمت الكبير عن الجموع الغفيرة التي جاءت لنا بوهمها، سواء من المواطنين أو من غيرهم، فكم حالة سمعنا عنها وتجاهلناها حتى وصلت بنا الأحوال إلى ما هي عليه. والآن نرى مساهمة كبيرة في طمس ما تم فضحه من ذوي الشهادات الوهمية، وكيفية الحصول على هذه الشهادات التي يمارسون تحت غطائها وظائفهم الحالية التي لها تبعات مالية ومجتمعية وتعليمية التي بتنا نرى آثارها على أبنائنا، فهل هذا الطمس متعمد أم جاء نتيجة تدخلات نيابية وغيرها، أم أن النتائج وُضِعت في الأدراج لتنسى كما نسيت قضايا أخرى قبلها، أم أن اللجان المشكّلة للتحقيق تخجل من كشف تلك الأعداد التي حصلت على الشهادات من جامعات معينة، لأن ذلك ربما يكشف دهاليز التزوير، ومن يمتلك مفاتيح أبوابها، ومن ثم سيتم كشف علي بابا والأربعين كرتونياً.