وسط توقع مراقبين بموجة جديدة من ارتفاع الأسعار مع حلول شهر رمضان الكريم، كثفت الحكومة المصرية من تحركاتها في محاولة لكبح جماح الأسعار، إذ فتحت معارض «أهلا رمضان» أبوابها للجماهير في المحافظات أمس، في حين يفتتح رئيس مجلس الوزراء، شريف إسماعيل المعرض بالقاهرة، بعد غد، في محاولة لتوفير السلع بأسعار مخفضة.

في السياق، كشف مصدر رفيع المستوى لـ«الجريدة»، أن الحكومة المصرية أعلنت الاستنفار في محاولة للسيطرة على الأسواق قبل حلول شهر رمضان الأسبوع المقبل، وذلك بالإسراع في تنفيذ خطط توفير السلع الغذائية في الأسواق والمحال التجارية لامتصاص الطلب الكبير عليها، خاصة أن شهر الصوم يشهد طفرة في استهلاك المصريين، وأنه تقرر تشكيل غرفة عمليات من الوزارات المعنية لمتابعة أسعار السلع وتوافرها أولا بأول والعمل على حل أية مشكلة قبل تفاقمها.

Ad

وكشف المصدر وجود أزمة بين الحكومة والمستوردين بشأن توفير الدولار الأميركي لكي يتمكن المستوردون من توفير السلع الرمضانية، والذين اشتكوا من قلة المعروض من الدولار بما لا يتناسب مع احتياجاتهم لشراء السلع، وأنهم رفعوا مذكرة إلى رئيس الحكومة لعرض شكواهم، في حين يتم توفير الدولار أساسا لوزارتي التموين والصحة لتوفير السلع الاستراتيجية وشراء الأدوية المستوردة، كي لا يحدث ضغط على الدولار فيؤدي إلى ارتفاع سعر صرفه أمام الجنيه (الدولار بـ18.05 جنيها).

خبراء اقتصاد قالوا، إن تحركات الحكومة مجرد مسكنات، ولن تتمكن من مواجهة الارتفاع المتوقع للأسعار بالتوازي مع زيادة الاستهلاك، ما عبر عنه صراحة الخبير الاقتصادي وائل النحاس، قائلا لـ»الجريدة»: «خطة الحكومة مجرد مسكنات لتقليل غضب المواطنين من ارتفاع الأسعار، فالمعارض التي تقيمها الحكومة لا تغطي سوى احتياجات مليوني أسرة، في حين هناك نحو 29 مليون أسرة في مصر، فضلا عن ضعف الرقابة على الأسواق، الأمر الذي يستغله التجار في التلاعب بالأسعار لتعظيم مكاسبهم».

«خلية تكفيرية»

أمر النائب العام المصري المستشار نبيل صادق، أمس، بإحالة 14 إرهابيا، إلى محكمة الجنايات، في قضية اتهامهم بتشكيل «تنظيم تكفيري» يستهدف ارتكاب جرائم اغتيالات لشخصيات سياسية وأمنية وعسكرية، وتنفيذ عمليات عدائية وتفجيرات ضد مؤسسات الدولة ومنشآتها الحيوية والارتكازات الأمنية الشرطية، وأرسلت النيابة أوراق القضية إلى محكمة استئناف القاهرة تمهيدا لتحديد جلسة عاجلة لمحاكمة المتهمين أمام إحدى دوائر محاكم الجنايات.

وتضم القضية 12 متهما محبوسين بصورة احتياطية على ذمة التحقيقات، ومتهمين اثنين هاربين، وتبين من تحقيقات النيابة وتحريات قطاع الأمن الوطني بوزارة الداخلية أن المتهمين يعتنقون «الأفكار الإرهابية»، وأن ثلاثة منهم تلقوا تدريبا في معسكرات «داعش» بسورية، وأنهم قسموا التنظيم إلى ثلاث خلايا عنقودية، وجميعهم يعتنقون أفكارا تقوم على تكفير الحاكم بدعوى عدم تطبيق الشريعة الإسلامية، ووجوب تغيير نظام الحكم باستخدام القوة، من خلال مركز تجمعهم في وحدة سكنية بمدينة السلام (جنوبي العاصمة).

في غضون ذلك، قضت محكمة جنايات دمنهور في جلستها أمس الأول، بإحالة أوراق ثمانية أعضاء من «خلية إخوانية» إلى مفتي الديار المصرية لاستطلاع رأيه في إعدامهم، وتحديد جلسة 17 يونيو المقبل للنطق بالحكم على باقي المتهمين، وعددهم 12 شخصا في اتهامهم بالانضمام إلى جماعة محظورة، وتدمير أبراج كهرباء الضغط العالي، وإطلاق النيران على قسم شرطة أبوالمطامير، أبريل الماضي.

استنكار حزبي

سياسياً، أعلنت أحزاب «الدستور» و»المصري الديمقراطي» و»العيش والحرية» و»التحالف الشعبي» و»عدالة وحرية»، وقوى سياسية معارضة، استنكارها لما وصفته باحتجاز نحو 30 من أعضائها خلال الأسبوع الماضي، وتوجيه تهما سياسية لهم، ووصفت القوى الحزبية في مؤتمرها الصحافي أمس الأول، عمليات القبض على الشباب بالهجمة الاستباقية قبل موعد الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل.

وبينما وصف عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، جورج إسحاق، عمليات الاحتجاز بـ»هجمة غير مسبوقة تزيد الاحتقان لدى الجميع»، قال القيادي بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي، مدحت الزاهد لـ»الجريدة»: «القبض على الشباب جاء ردا على المطالبة بضمانات لإجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة في مناخ من الشفافية»، وكشف عن مشاورات تدور بين قوى حزبية للاتفاق على مرشح مدني ديمقراطي للدفع به في الانتخابات الرئاسية العام المقبل، وأشار إلى أن هذه القوى والشخصيات العامة ستجتمع الأربعاء المقبل لبحث مزيد من التنسيق.

تهديد قبلي

ميدانيا، بدأت نذر مواجهة شرسة بين قبائل سيناء وعناصر تنظيم «داعش» في التجمع، إذ بدأت حرب بيانات متبادلة تحمل تهديدات بتصفية قيادات القبائل وقادة التنظيم الإرهابي، حيث قال بيان لاتحاد قبائل سيناء أمس الأول، إن «الحرب ستكون كما نريد، وليس كما تريدون يا دواعش»، وتعهد البيان بتصفية زعيم التنظيم في سيناء أبو أسامة المصري، والثأر لمقتل القيادي بقبيلة الترابين سالم أبو لافي. وكان «داعش» أصدر بيانا الأربعاء الماضي، حاول فيه الإيحاء بأن معظم قبائل سيناء تنحاز إلى صفه، ما فنده بيان اتحاد قبائل سيناء بالتأكيد على لجوء التنظيم إلى «الكذب ومحاولة شق صفوف القبائل».

قمة الرياض

وعلى صعيد العلاقات العربية، أنهت الرئاسة المصرية أمس، الاستعدادات الخاصة بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في القمة الإسلامية الأميركية، التي ستعقد في الرياض، غداً، بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولفيف من القادة العرب.

وعلمت «الجريدة» أنه من المتوقع أن يزور السيسي عمان للقاء العاهل الأردني الملك عبدالله، اليوم.