أنوار مراد: المذيعة التلفزيونية بلا ثقافة صورة جامدة

• تقدِّم برنامجاً سياسياً في المستقبل ستعلن تفاصيله لاحقاً

نشر في 20-05-2017
آخر تحديث 20-05-2017 | 00:04
أنوار مراد
أنوار مراد
لكل مذيعة تلفزيونية طريقتها في التقديم، وأنوار مراد تتميِّز بأسلوب متفرّد توظّفه لنقل الأحداث بأحسن الطرائق وأوقعها في نفوس المتلقين، من صورة جميلة مريحة للنفس والروح، وصوت واضح النبرات يتصف بسلامة النطق وبمخارج حروف صحيحة ليس فيها البطء المخل ولا السرعة المزعجة، فضلاً عن أنه خال من العيوب وجاذب للمتلقي وليس خافتاً بالشكل الذي يزعج المتابع.
ومذيعة الأخبار في تلفزيون الكويت، لا تكتفي بنقل الأخبار بل تعطيها من روحها من خلال التفاعل معها والتعامل مع كل خبر بصفته الخاصة.
وتتميز أنوار مراد بأنها إنسانة تلقائية وعفوية، فتظهر إزاء الكاميرا بملامح جدية غالباً ولكنها بعد التقديم تعود إلى طبيعتها المتميزة.
خلال حوارها مع «الجريدة» تكشف المزيد عن هذا المجال الذي اختارها فعشقته.
أخبرينا عن جديدك.

كما تعلم، مذيع الأخبار عموماً، لا سيما السياسية، يتلّون مع طبيعة الأخبار التي لديه سواء كانت محزنة أو مفرحة، لذا جديدي انتظار الخبر المقبل والتفاعل معه. أما من ناحية البرامج فكان لدي برنامجان «الكويت في أسبوع» و«مراسلون». أما الآن فأكتفي بتقديم النشرة الأخبارية السياسية في تلفزيون الكويت، وربما أظهر في برنامج سياسي في المستقبل ولكن لن أدخل في تفاصيله إلى حين الموافقة عليه إن شاء الله.

لماذا سلكتِ درب الإعلام؟

أحببت الإعلام منذ اختياري تخصّص الإعلام في الجامعة، ولكن كان حباً فحسب (من بعيد) ولم تكن لدي أية نية في خوض هذه التجربة الإعلامية على أرض الواقع. ولكن بعد دخولي لتحرير الأخبار السياسية وممارسة التحرير نحو أربع سنوات، جمعت خلفية لا بأس بها عن وظيفة المذيع وأصبح لدي الفضول لخوض هذه التجربة كوني إنسانة تحبّ المجازفة والتطوّر. كذلك عرض علي المسؤولون فكرة التقديم مراراً لما تلمسوه لديّ من مواصفات تجعل مني مذيعة ناجحة، وأشكرهم جزيل الشكر على دعمهم لي وعلى ثقتهم التي جعلتني أخطو تلك الخطوة، ولله الحمد راضية عن نفسي.

مواصفات ومواقف

كيف أعددت نفسك لتكوني إعلامية متميزة؟

عموماً، أن تكون إعلامياً ناجحاً ومتميزاً، يعني أن تكون مغامراً، وراضياً عن نفسك لأنّك تقدِّم رسالة عظيمة تمنحك الفرصة لتكون على رأس الحدث 24 ساعة خلال الأيام السبعة في الأسبوع. ولا تنسَ أنّ الإعلامي البارز يحقِّق قدراً كبيراً من نقل المعلومات بصورة موضوعية، ويكون معظم أخباره منقولاً بشكل صحيح فيجذب المشاهد إليه ويسترعي انتباهه. فما قيمة مذيعة ليس لديها ما تقوله أو تعبِّر عنه. كذلك أشير إلى أن الثقة لا تأتي من فراغ بل من كثرة القراءة والمعرفة والتجارب الإعلامية، بالإضافة إلى البساطة.

ما البرامج التي تعجبك ومن مثلك الأعلى في الإعلام؟

كل شخص ناجح في عمله قدوة لي وأتعلّم من الصغير قبل الكبير، وليس ثمة اسم محدد أعلنه لأن المجتهدين كثر ما شاء الله، وأود أن أقتدي بكل إنسان ناجح.

ما المواقف الصعبة التي واجهتها؟

الإعلام كأي مجال آخر، تتخلله عقبات كثيرة. لكن على المستوى الشخصي الحمد لله لم أواجه تلك العقبات بل لقيت الدعم والترحيب، والتدريبات التي خضعت لها قبل الدخول إلى هذا المجال علمتني كيف أتصرف مع المصاعب. لكن الأخطاء الفنية واردة، خصوصاً في النقل المباشر. أما الموقف الصعب الذي واجهته خلال التسجيل فكان عند ذهابي في مهمة إلى مخيم «أونجو بينار» للاجئين السوريين على الحدود التركية السورية، لإعداد تقرير إخباري. لكن الدموع انهمرت من عيني فور رؤيتي الأطفال اللاجئين الذين يعانون الكثير ولم أستطع تمالك مشاعري آنذاك.

ومن المعروف أن تلفزيون الكويت أكاديمية متميزة، أدّت دوراً كبيراً في تقديم المذيعين بالشكل الأمثل في مختلف مجالات البرامج، إذ تعدّهم بالشكل المثالي وطبقاً للمواصفات العالمية في التدريب، خصوصاً من يتصدى لإذاعة الأخبار حيث للصوت وتلوينه دور كبير في إبعاد الرتابة والملل عن المتلقي، فضلاً عن تنويع معدل السرعة في الأداء والذي يؤدي إلى التشويق ويوحي في الوقت نفسه بقيمة الخبر وأهميته. كذلك تنويع شدة الصوت يضفي على الخبر أبعاداً أخرى يمكن توظيفها لخدمة عملية إخراج الكلمات بالشكل المطلوب. فالصوت الأعلى والأكثر شدة يوحي بأهمية أكثر من الصوت الضعيف. والجمع بين قوة الصوت وبين عنصر الوقت يعد إحدى أهم الوسائل لتأكيد المعاني التي يراد إبرازها في الخبر.

حظ ونجم

هل للحظ دور في أنك أصبحت إعلامية؟

في مجال الإعلام، خصوصاً الأخبار السياسية، ثمة أولويات: ثقافة المذيع، وإجادته اللغة العربية، ومخارج الحروف الصحيحة، والحضور، والكاريزما، بالإضافة إلى مواصفات أخرى على المذيع التحلي بها، وبالطبع الشكل المقبول مهم للمشاهد لما يعكسه من صورة إيجابية على الشاشة. فهل بإمكان الحظ أن يأتي بتلك المواصفات؟

ماذا تعني كلمة إعلامي لكِ؟

الإعلامي نجم ساطع في سماء الإعلام يعي أن مهنته ذات رسالة. يمنحه هذا الوعي رؤية واضحة، تجعله في تطور دائم لتنمية إمكاناته، وهو الذي يسعى دوماً إلى الارتقاء بمهنته، وهو المهموم بواقع أمته، والمتألم لقضاياها.

منافسة

حول المنافسة بين المذيعات على القنوات، تقول أنوار مراد: «التنافس أمر طبيعي، وهو الدافع للإجادة وارتقاء المذيع بقدراته، خصوصاً الحضور على الشاشة الذي يجب أن يكون جميلاً في الشكل والمضمون، وأبرز عناصرهما اللباقة والنطق السليم وحسن التصرف والثقافة العامة، فالمذيعة بلا ثقافة كأية صورة جامدة».

الإعلامي يجب أن يكون مهموماً بواقع أمته ومتألماً لقضاياها

كل شخص ناجح قدوة لي وأتعلّم من الصغير قبل الكبير
back to top