يترقب المصريون حلول شهر رمضان الكريم، وسط تنامي الضغوط الاقتصادية التي تشهدها البلاد، ورغم أن "موائد الرحمن" تعد ملاذاً لبعض الفقراء في رمضان، فإن ثمة توقعات بتقلص عددها هذا العام، بعدما أصدر المستشار العلمي لمفتي الجمهورية د. مجدي عاشور، فتوى بعدم جواز بيع السلع المدعمة في السوق السوداء لغير مستحقيها، حتى وإن استخدمت في موائد الرحمن.

ويقيم الأثرياء موائد طعام مجانية لإفطار الفقراء في رمضان، تعرف في مصر بـ"موائد الرحمن"، وقبيل الشهر الكريم بأيام يزيد الإقبال على شراء السلع الأساسية سواء من جانب المواطنين العاديين أو الأثرياء والمؤسسات الخيرية، التي تقيم الموائد المجانية، ومع زيادة الطلب على السلع ترتفع أسعارها في الأسواق.

Ad

من هذا المنطلق، أصدر محافظ بورسعيد عادل الغضبان قراراً قبل أيام، بمنع إقامة موائد الرحمن في محافظته "خشية استخدام السلع المدعمة فيها، ما يعود بالضرر على المواطن"، الأمر الذي أثار استياء مقيمي الموائد وكذلك الفقراء الذين يعتمدون عليها في شهر رمضان، فتراجع المحافظ عن قراره، وأصدر بياناً أوضح فيه أن تصريحاته "فهمت خطأ"، وأنه كان يقصد "توصيل الأطعمة والوجبات إلى المحتاجين في منازلهم".

وعبّر أحد مقيمي موائد الرحمن في ضاحية المعادي علي القوطي، عن رفضه أي قرار بمنع هذه العادة الخيرية التي اعتاد عليها منذ سنوات قائلا لـ"الجريدة" إن "الفقراء يعتمدون على هذه الموائد بشكل كبير، وليس من العدل منعها"، مشيراً إلى أن زيادة الأسعار رفعت تكلفة المائدة من 180 إلى 250 ألف جنيه خلال الشهر الكريم، مطالباً الدولة بأن تراعي ذلك، وتبيع السلع بسعر مخفض لمقيمي الموائد.

ويعكس حجم القلق الجماهيري لدى مواطني الطبقات الفقيرة، من إلغاء موائد الرحمن، تزايد معدلات الفقر في البلاد، فبحسب بيانات صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن نحو 1. 27 مليون مصري انضموا إلى شريحة ما تحت خط الفقر، خلال العامين الأخيرين.