أكد صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد وجوب المحافظة على حرمة حدود المملكة العربية السعودية بكل الامكانات من الاعتداءات الحوثية المستمرة عليها.

وقال سموه في كلمة امام القمة الخليجية - الاميركية المنعقدة في الرياض، اليوم : إننا لا ننفي هنا الحاجة الماسة لمساعدة حلفائنا وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية، حيث ان الصراع ليس مع اليمن فقط ولكن هناك طرفا خارجيا يزودهم بالسلاح والمال لقتل أبناء الشعب اليمني والدول المجاورة، مؤكدا سموه ان لا حل الا سياسيا وذلك بالضغط على الأطراف المتنازعة للعودة لطاولة المفاوضات.

Ad

وفيما يلي نص كلمة سموه:

أعرب عن التقدير البالغ للرئيس الأميركي لمبادرته بزيارة المملكة العربية السعودية واللقاء بنا في بداية نشاطه الخارجي بعد توليه الرئاسة، ونتفهم أبعاد هذه المبادرة التي تؤكد عمق العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية ودول المجلس وتجسد الشراكة الاستراتيجية بيننا وعلى التزام الولايات المتحدة بأمن واستقرار المنطقة.

إن أحداث اليمن بما تمثله من تهديد على الأمن والاستقرار في المنطقة لاسيما المملكة العربية السعودية باعتبار حدودها الطويلة مع اليمن واستمرار الاعتداءات الحوثية عليها الأمر الذي يستوجب علينا أن نحافظ على حرمة حدود المملكة بكل ما نملك من إمكانيات ولا ننفي هنا الحاجة الماسة لمساعدة حلفائنا وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية حيث ان الصراع ليس مع اليمن فقط ولكن هناك طرفا خارجيا يزودهم بالسلاح والمال لقتل أبناء الشعب اليمني والدول المجاورة ولن يكون هناك حل إلا سياسيا وذلك بالضغط على الأطراف المتنازعة للعودة لطاولة المفاوضات. ومن الجدير بالذكر ان الكويت استضافت مشاورات السلام اليمنية لمدة تزيد على ثلاثة أشهر ولكنها بكل أسف لم تسفر عن أية أمور إيجابية بل ان الأمور قد تعقدت أكثر نتيجة للتدخلات الخارجية.

الكارثة السورية

إن الأوضاع المتدهورة في سورية تفرض علينا التحرك وبأسرع وقت ممكن لانهاء هذه الكارثة ونرى أن على الولايات المتحدة الأميركية دورا كبيرا في وضع حد لهذا الصراع مع تقديرنا في الوقت نفسه لما تقوم به من جهود في هذا الشأن.

وفيما يتعلق بمسيرة السلام في الشرق الأوسط فان تعثرها يؤكد الحاجة إلى تحقيق انفراج في هذه القضية حيث ان ذلك يخفف من الاحتقان الذي تعيشه المنطقة والذي يمثل سببا أساسيا لكل التداعيات السلبية التي تشهدها المنطقة.

وبهذا الصدد نطالب الولايات المتحدة باعتبارها الوحيدة القادرة على الضغط على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي وذلك لإيجاد حل عادل وشامل.

اننا نؤمن بأن العلاقات بين دول المنطقة يجب أن تنطلق من القواعد الأساسية للقانون الدولي وفي مقدمتها احترام سيادة الدول وأنظمتها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية تحت أي ذريعة وتعميق عناصر حسن الجوار معها.

وفي إطار ذلك نسعى إلى تحقيق الالتزام الكامل بتلك الأسس بشأن العلاقات الخليجية - الايرانية متطلعين إلى أن تجسد الرئاسة الايرانية الجديدة هذه الأسس بما يحقق الأمن والاستقرار بالمنطقة.

مواجهة الإرهاب

اننا في الوقت الذي نقدر فيه ما يقوم به تحالفنا في مواجهة الارهاب فلازلنا مطالبين ببذل المزيد من الجهد والتعاون للقضاء على داعش باعتباره أولوية مستحقة لينعم العالم بالامن والسلام ويأتي ما تحققه دول التحالف والقوات العراقية بقيادة الولايات المتحدة لتحرير الموصل ومدينة الرقة تجسيدا لذلك التعاون والتنسيق ونؤكد في هذا السياق أن القضاء على تنظيم داعش وأفكاره وسياساته في المنطقة يستوجب استمرار المجابهة الدولية الجماعية والقضاء على البيئة الاقتصادية والاجتماعية التي تغذيهم ولن يأتي ذلك إلا بتوفير التنمية المستدامة وتحسين العدالة الاجتماعية.

إننا نتطلع مع بدء هذه الحقبة الجديدة للعمل معا لتعزيز شراكتنا الاستراتيجية بجميع أبعادها لنتمكن معا من مواجهة التحديات التي تحيط بمنطقتنا وعالمنا مجددا الشكر لكم ومتمنيا لاعمال قمتنا النجاح والتوفيق.