الأجزاء الثانية من الأفلام... استغلال نجاح أم استسهال؟
ما الذي يدفع صانعي الأعمال الفنية إلى تقديم أجزاء ثانية منها، خصوصاً إذا كانت أحداث الجزء الأول لا توحي بذلك؟ والسؤال الأهم، لماذا بعد سنوات طويلة نشاهد أجزاء جديدة لأعمال قديمة؟ عند هذه الظاهرة نتوقف.
أعلنت الفنانة والمنتجة إلهام شاهين أن تجربتها المقبلة ستكون جزءاً ثانياً من فيلمها السابق «يا دنيا يا غرامي»، الذي شاركتها بطولته زميلتاها ليلى علوي وهالة صدقي، ويحمل اسم «بحبك يا دنيا».شاهين تؤكد أن فكرة الفيلم خطرت على بالها بعد حوار مع ليلى علوي عند ظهورهما في أحد البرامج التلفزيونية حول ما مصير الفتيات الثلاث بعد مرور نحو 20 عاماً على الفيلم، موضحةً أن الكاتب محمد حلمي هلال يعكف راهناً على كتابة الجزء الثاني، مع التحفظ على الخطوط الدرامية. وتوضح أن لدى فريق العمل حماسة لإنجاز هذا المشروع.كذلك يعمل صانعو «أولاد رزق» على إطلاق جزء جديد من الفيلم، خصوصاً بعد تحقيق الجزء الأول إيرادات مرتفعة. وكان الكاتب صلاح الجهيني وضع الخطوط العريضة وسط حماسة طاقم العمل الذي كان قرّر خوض التجربة أثناء تصوير الجزء الأول وقبل التأكد من نجاحه.
كذلك طُرحت فكرة إطلاق جزء ثان من «القرد بيتكلم» من بطولة عمرو واكد وأحمد الفيشاوي، ذلك رغم عدم تحمس بعض أعضاء الطاقم، كما تردد.
آراء متنوعة
يرى المؤلف صلاح الجهيني أنه إذا قرّر الصانع طرح جزء ثانٍ مستغلاً نجاح الجزء الأول من دون وجود جديد يضيفه، فهذا يعتبر استسهالاً، مؤكداً أننا لا نستطيع الحكم على أي عمل قبل أن نراه. يتابع: «بالنظر إلى السينما الأميركية نلاحظ وجود أفلام عدة عبارة عن سلاسل وأجزاء مثل «الغاضب والسريع» و«قراصنة الكاريبي» وغيرهما في سلاسل تتضمّن خمسة أجزاء أو ثمانية... قديماً، كان ينظر إلى هذه الأجزاء على أنها تأتي ضمن نطاق الاستسهال، لكنها اليوم بمنزلة استغلال العلامات التجارية، تماماً مثل افتتاح أحد محلات الوجبات السريعة، ثم افتتاح فرع آخر نتيجة لنجاح الأول».ويضيف الجهيني أن أجزاء الأفلام في السينما المصرية ليست كثيرة، أبرزها «الجزيرة» و«بخيت وعديلة» و«عمر وسلمى»، موضحاً أن إطلاق جزء ثان يتضمن إضافة ما لا يُعتبر استغلالاً لنجاح الجزء الأول، ولو نظرنا إلى الأفلام المكونة من أجزاء سنجد أنها تراهن على محاولة التفوق على الجزء الأول، وهذا ما يريده الجمهور الذي يحتاج إلى هذه الجرعة من النجاح.يضيف: «إن أخفق الجزء الجديد فإن السلسلة ستتوقف، والنجاح الذي حققه الجزء الأول من «أولاد رزق» ورأي الجمهور الجيد فيه الذي فاضت به وسائل التواصل الاجتماعي، يؤكدان ضرورة إطلاق جزء ثان منه.أما عن الجزء الثاني فيؤكِّد مؤلفه أن الخطوط العريضة للفيلم وضعت، لكن نتيجة لتحضير المخرج طارق العريان فيلم «الخلية»، كذلك انشغال أبطاله بأعمال أخرى، تأجّل المشروع إلى وقت لاحق.من جانبه، يرى الناقد السينمائي نادر عدلي أن تقديم أجزاء جديدة من الأعمال يُعد استغلالاً للنجاح لكن الحالة تختلف من عمل إلى آخر، وهذا النظام موجود في هوليوود، ونحن للأسف نقلده فنصنع أجزاء ثانية وثالثة وأكثر.ويشير عدلي إلى أن الجزء الثاني من «يا دنيا يا غرامي» سيكون مختلفاً لأنه يتناول ما حدث للفتيات الثلاث بعد 20 سنة من خلال ما طرأ على المجتمع، وهو ما يحتاج إلى مؤلف بارع، لذا لا بد من أن ننتظر إلى أن نرى ما سيحمله الجزء الجديد.