في هذا السياق يأتي كتاب «الميتافيزيقيا الشعرية» للكاتب والناقد حسن مشهور ليتناول بالشرح (فلسفة ما ورائيات النص والطبيعة) عبر دراسة مقارنة بين الأدبين العربي والإنكليزي، يقدمها المؤلف في حقل «الشعر الميتافيزيقي» الذي يعتبر أنه انتقل إلينا من الغرب وأصبح بعض شعرائنا العرب يكتبون قصائد بعينها يعرضون فيها لبعض قضاياه وتساؤلاته.يقول المؤلف: «هدفت أن أزود القارئ برافد آخر إفهامي حول الشعر العالمي وانعكاساته على الأدب العربي. كذلك جربت أن أقدم للقارئ العربي الجاد - كذلك - نصوصاً غربية في حقل الشعر الماورائي. وقد حرصت في كتابي هذا أن أعمل على ترجمتها وتقديمها له – أي القارئ الهدف – في قالب أكثر وضوحاً وأكثر تجدداً. ومنها – أي النصوص – ما لم يترجم لأدبنا من قبل كقصيدة «أنشودة لأموريت» للشاعر الميتافيزيقي الكبير هنري فون. وكذلك نص «الفاجعة»؛ للشاعر الماورائي الإنكليزي الشهير جورج هيربرت...».
انطلاقاً من هذا الهم المعرفي والأكاديمي يبدأ المؤلف كتابه بمقدمة حول المذاهب الأدبية والمدارس النقدية والتحولات التي طالت الشعر وأبرز الأنواع الشعرية التي تولدت من الشعر الإنكليزي، من بينها «شعر ما وراء الطبيعة»، منوهاً بفضل الشاعر ورجل الدين الإنكليزي «جون دون» عبر تحفته الأدبية التي حملت عنوان «أيها الموت»، وقد أحدث حركة تجديدية في مياه الثقافة الأنكلو – ساكسون الراكدة لسنين، ويُتبعه بالشاعر هنري فون والشاعر أندرو مارفيل والأديب ريتشارد كرشوا والناقد الحداثي الكبير «توماس ستيرن إليوت» الذي كتب مقالة نقدية شهيرة، سلط فيها الضوء على شعر هؤلاء وقضاياهم الفلسفية الجدلية التي صبوها في شعرهم... وفي هذا الإطار يذكر المؤلف الأثر الذي تركته هذه المذاهب الأدبية العالمية على الأدباء العرب، ويورد ما اختطه الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش في قصيدته المطولة التي عنونها «الجدارية»، وكذلك الشاعر المصري صلاح عبد الصبور في قصيدته «حوارية الموت» بينهما. بالإضافة إلى أعمال لشعراء وأدباء آخرين... كذلك سعى المؤلف إلى تقديم بحث يشكل دراسة مقارنة بين الشعر الميتافيزيقي والشعر الصوفي وما يُعرف برمزية العشق الإلهي.يستفيد من هذا الكتاب الدارس العربي، لا سيما طلاب الدراسات العليا في التعليم العالي، كذلك الشاعر والناقد والمثقف العربي.. ما يشكل إضافة مهمة إلى المكتبة العربية.
نبذة
حسن مشهور كاتب رأي في صحيفة الشرق السعودية، محلل سياسي لصحيفة جورنال مصر التابعة لحزب مصر الحديثة، معد برامج في القناة الثقافية -التلفزيون السعودي، مفكر وناقد، رئيس لجنة المطبوعات في النادي الأدبي والثقافي بمنطقة جازان. له ثلاثة كتب، من بينها، «متتالية التجديد: دراسات في الشعر السعودي الحديث، الثبيتي أنموذجاَ» تقديم سعيد السريحي (الدار العربية للعلوم/ نادي جازان الأدبي) «جينالوجيا التشكيل» (الدار العربية للعلوم)، يتناول فيه تطور الشعر الأميركي الحديث وانعكاسه على الآداب العالمية ومن ضمنها الأدب العربي. انطلق في كتابه من تجربة الأديب العالمي عيزرا باوند، أحد رموز الشعر الحداثي الأميركي، وتداعيات تجربته الشعرية على الأدب العالمي.