الملك سلمان: قمم الرياض نقطة تحول في العلاقة مع أميركا
أكد العاهل السعوي الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمس، لدى ترؤسه جلسة الحكومة السعودية، أن القمم الثلاث التي شهدتها الرياض بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب، «جسدت عزم الدول المشاركة وحرصها على كل ما يساهم في مواجهة مختلف التحديات، وتثبيت أسس السلم والأمن والاستقرار».وقال خادم الحرمين الشريفين، في بداية الجلسة، بقصر اليمامة في مدينة الرياض، إن المباحثات مع ترامب، التي تناولت سبل تطوير العلاقات الأميركية ـ السعودية ومستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والعالم، وتوقيع إعلان الرؤية الاستراتيجية المشتركة وتبادل عدد من الاتفاقيات التجارية والفرص الاستثمارية بين البلدين، «تعد نقطة تحول في العلاقات بين البلدين، وستنتقل بها من البعد الاستراتيجي والشراكة إلى مستوى تكثيف عمليات التشاور والتعاون والتنسيق في مختلف المجالات».وذكر ان «الاتفاق التاريخي الذي أبرمته دول مجلس التعاون مع أميركا على اتخاذ إجراءات صارمة لاستهداف تمويل الإرهاب بتأسيس مركز في مدينة الرياض، جاء امتداداً للجهود المبذولة في محاربة الإرهاب ومبنيا على الجهود القائمة في هذا الصدد».
وأضاف أن إعلان إطلاق «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف جاء بهدف نشر مبادئ الوسطية والاعتدال ومواجهة التغرير بالصغار وتحصين الأسر والمجتمعات ومقارعة حجج الإرهابيين الواهية لأن التطرف يولد الإرهاب».من جهته، شدد مجلس الوزراء على المضامين القيمة لكلمة الملك سلمان أمام القمة العربية الإسلامية الأميركية، مثمناً «إعلان الرياض». وأنهى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، زيارة تاريخية للسعودية شارك خلالها في ثلاث قمم مثمرة، ساهمت في تعزيز شراكات الولايات المتحدة مع دول المنطقة، ووضع اهداف مشتركة، والتوصل إلى آليات للعمل.
«إعلان الرياض»
وأكد «إعلان الرياض»، البيان الختامي الذي صدر عن القمة العربية- الإسلامية- الأميركية في الرياض التي جرت بحضور قادة وممثلي أكثر من 55 دولة عربية وإسلامية مع الولايات المتحدة، أن القمة تمثل منعطفًا تاريخيًا في علاقة العالمين العربي والإسلامي مع الولايات المتحدة، متحدثا عن بناء شراكة وثيقة بين المشاركين لمواجهة التطرف والإرهاب وتحقيق السلام والاستقرار والتنمية إقليميا ودوليا. وكشف عن إعلان نوايا لتأسيس «تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي» في مدينة الرياض، والذي ستشارك فيه العديد من الدول للإسهام في تحقيق السلم والأمن بالمنطقة والعالم، وسيتم استكمال التأسيس وإعلان انضمام الدول المشاركة خلال عام 2018.كما كشف الاعلان عن استعداد دول مشاركة في القمة لتوفير قوة احتياط قوامها 34 ألف جندي لدعم العمليات ضد المنظمات الإرهابية في العراق وسورية عند الحاجة.وأشار إلى ضرورة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ونبذ الأجندات الطائفية والمذهبية ورفض «ممارسات النظام الإيراني المزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم»، مدينا «المواقف العدائية للنظام الإيراني، واستمرار تدخلاته في الشؤون الداخلية للدول». وفي الاعلان، التزم القادة بـ»تكثيف جهودهم للحفاظ على أمن المنطقة والعالم، ومواجهة نشاطات إيران التخريبية والهدامة بكل حزم وصرامة داخل دولهم وعبر التنسيق المشترك»، مشددين على «خطورة برنامج إيران للصواريخ الباليستية»، كما أدانوا خرق النظام الإيراني المستمر لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية».مركز «اعتدال»
وكان ترامب شارك، أمس الأول، الى جانب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في افتتاح مركز «اعتدال» لمكافحة الفكر المتطرف. ويقوم المركز على ركائز أساسية ثلاث هي مكافحة التطرّف بأحدث الطرق والوسائل فكرياً وإعلامياً ورقمياً.وسيطور المركز تقنيات مبتكرة يمكنها رصد ومعالجة وتحليل الخطاب المتطرف بدقة عالية، وجميع مراحل معالجة البيانات وتحليلها يتم بشكل سريع لا تتجاوز 6 ثوان فقط من لحظة توفر البيانات أو التعليقات على الإنترنت، بما يتيح مستويات غير مسبوقة في مكافحة الأنشطة المتطرفة في الفضاء الرقمي.ويعمل المركز على تفنيد خطاب الإقصاء وترسيخ مفاهيم الاعتدال، وتقبل الآخر، وصناعة محتوى إعلامي يتصدى لمحتوى الفكر المتطرف بهدف مواجهته، وكشف دعايته الترويجية.ويضم المركز عدداً من الخبراء الدوليين المتخصصين والبارزين في مجال مكافحة الخطاب الإعلامي المتطرف على كل وسائل الإعلام التقليدية والفضاء الإلكتروني.ويعمل المركز بمختلف اللغات واللهجات الأكثر استخداماً لدى المتطرفين، كما يجري تطوير نماذج تحليلية متقدمة لتحديد مواقع منصات الإعلام الرقمي، وتسليط الضوء على البؤر المتطرفة، والمصادر السرية الخاصة بأنشطة الاستقطاب والتجنيد.