مصر : مقترح برلماني لتجريم «الأسماء الأجنبية» يُعيد أمجاد قراقوش
"إذا ما رُزقت بمولود جديد فإياك والأسماء الأجنبية، وإلا فستكون عقوبتك السجن أو الغرامة المالية"... هكذا تفتق ذهن أحد نواب البرلمان المصري، على مقترح يغرم ويحبس من يطلق على ابنه الوليد اسماً أجنبياً، مما فجر موجة من السخرية بين المصريين، الذين استعادوا عهد بهاء الدين قراقوش، في القرن السادس الهجري، والمعروف بإصداره أحكاماً عجيبة وغريبة.المقترح العجيب الذي يسعى النائب عن دائرة (كفر الشيخ)، بدير عبدالعزيز، إلى تقديمه تحت قبة البرلمان، فجر موجة سخرية على مواقع التواصل، إذ اعتبر المدونون أن الأمر مُتعلق بمصادرة حرية الأهل في اختيار أسماء أولادهم، إلى جانب معارضة بعض النواب للمقترح. عبدالعزيز كتب عبر صفحته على موقع "فيسبوك" مدافعاً عن مقترحه قائلا: "اقتربت على الانتهاء من مشروع قانون يُجرم تسمية المواليد المصريين بأسماء غربية"، وتابع: "أسماء مثل: مارك وسام وصافيناز، هي أسماء أعجمية تستهدف طمس الهوية العربية والشرقية"، لافتاً إلى أن عقاب المخالفين هو الحبس من يوم إلى 6 أشهر، أو غرامة من ألف إلى خمسة آلاف جنيه، أو بإحدى العقوبتين.
في المقابل، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجة سخرية من المقترح، حيث كتب أحدهم: "هو أنتم فاضيين قوي للدرجة دي"، وقال آخر: "المفروض نسمي المولود ابن أبي شلحفة عشان أعصاب النائب متتعبش"، وتساءل ثالث: "طيب أنا مسيحي... أجيب أسماء عربي منين لأولادي؟!"، في حين تساءل آخرون عن المعيار الحاكم لقبول أو رفض الاسم من الجهات المختصة، أم سيتم إقرار قائمة بالأسماء التي يتم الاختيار منها مثلما هو متبع في كوريا الشمالية.النائبة البرلمانية إلهام المنشاوي عبرت لـ"الجريدة" عن استيائها من المقترح، وقالت: "للآباء الحرية في تسمية أطفالهم، وهذه المشاريع تعطي انطباعاً سلبياً عن البرلمان"، بينما وصف الحقوقي أمير سالم، مقترح القانون بـ"الساذج"، وقال لـ"الجريدة": "القانون يتعارض مع الحريات التي تنص عليها الدساتير العالمية". من جهته، وصف رئيس الائتلاف المصري لحقوق الطفل، المحامي أحمد مصيلحي، المقترح بـ"الاستهلاك الإعلامي"، وقال لـ"الجريدة": "النواب تفرغوا للقوانين المثيرة للجدل، والقانون الحالي يمنع الأسماء التي تحض على التحقير أو التقليل أو التمييز".يشار إلى أن عدداً من الدول تحظر على مواطنيها تسمية المواليد حديثي الولادة بأسماء بعينها، فالسلطات الصينية فرضت في أبريل الماضي، على مسلمي الدولة البالغين نحو 130 مليوناً، عدم تسمية أولادهم بأسماء العرب.