زار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأراضي الفلسطينية اليوم وتعهد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بالقيام بكل ما بوسعه من أجل التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

واستقبل عباس ترامب لدى وصوله إلى بيت لحم، أمس، بمراسم عُزِف فيها النشيدان الوطنيان الأميركي والفلسطيني.

Ad

وقال ترامب، الذي وصل إلى القصر الرئاسي الفلسطيني قادما من القدس في سيارة: "ندعو من بيت لحم إلى مستقبل آمن، فلابد من قدوم السلام، ونحتاج العزيمة لتحقيقه"، مضيفاً "سأعمل على دعم الاقتصاد الفلسطيني بالتعاون مع عباس لتوفير مستقبل آمن للفلسطينيين والإسرائيليين".

وتحدث ترامب عن القمم الثلاث في الرياض مع العاهل السعودي الملك سلمان، وقال إن "اجتماع الرياض كان تاريخياً والملك سلمان شديد الحكمة".

صفقة تاريخية

من جهته، قال الرئيس الفلسطيني: "نتمنى عقد صفقة سلام تاريخية مع إسرائيل"، كما شدد على مواصلة العمل على محاربة الإرهاب في المنطقة والعالم.

ووجه عباس حديثه لترامب: "بال اليوم خلال زيارتكم التاريخية للقدس الشرقية المحتلة، رأيتم أن الصراع ليس بين الأديان، بل نحرص على فتح باب الحوار مع الجميع، مشكلتنا هي الاحتلال والاستيطان وعدم اعتراف إسرائيل بدولتنا"، مؤكداً "أن مشكلتنا ليست مع الدين اليهودي، بل مع الاحتلال".

وأضاف: "أتمنى أن يسجل التاريخ أن الرئيس ترامب، هو الذي حقق السلام للفلسطينيين".

إلى ذلك، أضاف أن حل الدولتين على أساس "حدود 67" والقرارات الشرعية الدولية هو ما يمهد الطريق لتطبيق مبادرة السلام العربية.

وأكد عباس أن "محادثاتنا تبعث أملاً إلى إمكانية تحقيق سلام عادل".

ورأى أن "نيل شعبنا الفلسطيني حريته واستقلاله مفتاح السلام في العالم"، مشيداً بـ"أهمية القمة العربية الإسلامية الأميركية، وما توصلت إليه من مقررات".

وتطرق عباس إلى مسألة إضراب الأسرى عن الطعام، ومطالبهم العادلة التي دعا إسرائيل إلى الاستجابة لها.

وقف إيران

ولاحقاً، عاد ترامب إلى القدس ودعا من هناك الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني إلى تقديم تنازلات من أجل السلام واتخاذ "القرارات الصعبة" التي يترتب عليها الأمر.

وقال ترامب في خطاب ألقاه في متحف إسرائيل بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين في الحكومة الاسرائيلية: "الفلسطينيون على استعداد للوصول إلى السلام، ونتنياهو يريد السلام". لكنه أكد أن الأمر "ليس سهلا"، مضيفاً أن "الجانبين سيواجهان قرارات صعبة".

وأشار الرئيس الأميركي إلى قدومه من المملكة العربية السعودية التي شارك بها في مؤتمر قمة، عربية إسلامية أميركية، وصفه بـ"التاريخي". وأشاد باستقبال الملك سلمان له وبـ"حكمته".

وتعهد ترامب بألا تحصل إيران على "سلاح نووي". وأكد أنه لم يعد بوسع القادة الإيرانيين الدعوة إلى تدمير إسرائيل في ظل إدارته، مشددا على أن "الشراكة الأمنية بين الولايات المتحدة وإسرائيل قوية".

وأكد وقوف الولايات المتحدة دائما إلى جانب الشعب اليهودي من أجل حماية القيم المشتركة في مواجهة "منظمات إرهابية"، مثل "حماس" و"حزب الله" و"الجهاد"، تقوم بإطلاق الصواريخ على المدارس والمدنيين.

وقال إن مدينة القدس احتضنت الشعب اليهودي حيث يمكن لمختلف الأديان والمذاهب أن تعيش بسلام وتتجاوز الخلافات الدينية والطائفية لتعلي قيم الكرامة الإنسانية المشتركة.

وكان ترامب أكد اليوم الأول خلال استقبال نتنياهو له أن تحقيق الأمن في المنطقة سيحقق أمنا للولايات المتحدة والعالم أجمع، معرباً عن أمله التوصل إلى اتفاق بين الطرفين في نهاية الأمر.

معارضة واحتجاج

من جانب آخر، أبدت فصائل فلسطينية من بينها "حماس" و"الجهاد الإسلامي" عدم ترحيبها بزيارة ترامب.

ورفضت "حماس" وصف ترامب لها خلال زيارته السعودية بأنها تمارس الإرهاب، وقالت إن "الإرهاب الحقيقي في المنطقة هو الاحتلال الإسرائيلي"، محذرة من "التطبيع مع الاحتلال والعودة إلى صيغ المفاوضات العبثية".

وحذر القيادي في حركة "الجهاد" محمد الهندي من "مفترق تاريخي لاستهداف المقاومة الفلسطينية وتصفية القضية الفلسطينية".

واتهم القيادي في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" محمود خلف الولايات المتحدة بأنها "مصدر حماية الإرهاب العالمي"، محذرا من "أن التحالف الذي تريده واشنطن يقوم على الطائفية وإثارة النعرات الدينية والصراعات في المنطقة".

في موازاة ذلك، تظاهر عشرات الفلسطينيين في بيت لحم دعما للسجناء الفلسطينيين المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية، داعين ترامب إلى الضغط على إسرائيل لتحسين أوضاعهم.

ونُظم الاحتجاج أثناء اجتماع ترامب مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في المجمع الرئاسي ببيت لحم.