خارج السرب: لا... لن يخفى القمر
![فالح بن حجري](https://www.aljarida.com/uploads/authors/613_1685039147.jpg)
كنا قبلاً كحراك نلوم خصومنا عند إتيانهم حديثا مقتطعا لنا أو تغريدات مفرومة بخلاط التصيد ليلصقوا بنا التهم، كنا نغضب عندما يتهم أحدنا بشيء صغير انتُزع من حضن أمهات سياق معانيه، كنا نتهم خصومنا باجتزاء الكلام وإبعاده عن مضارب مقاصده ليعاني وحيداً غربة الفهم، واليوم صرنا توءماً لمن نخاصمه نقطع رحم "مصداقيتنا" بأيدينا، ونتهم خصومنا بما لم يقوموا به، وأمام واقع مؤسف كهذا لا يسعني سوى القول "ارتقوا شوي" يا قومنا وكفاكم لعبا بـ"كتالوج" أخلاقنا وعبثا بمواد نقاء مبادئها.اللقاء كاملا كان سوقا يستطيع الحراك أن يتخير من رفوفه بضائع النقد كما يشاء ويشتهي، وكنت سأقول وقتها هنيئا مريئاً لكم يا مستهلكي حراكنا، وحفظتكم معاني الدستور ومواد حرياته، ولكن ترك كل جمل "الحوار" بما حملت والبحث كالأطفال عن أرفف الحلويات و"البفك" و"الشيبس" فقط لإسعاد طفولة معارك مصداقية وهمية نخوضها، هو منهج لا يصح! ما آلمني أكثر هو استغلال بعض الأقلام الخارجية لهذا المقطع المبتور وجعله حصان طروادة لهدم أسوار سمعة الكويت ذاتها، تغاريدهم كانت تخفي مقاصد تقصّد واضح في بطن مشاعر نجسة نعرفها ولا نثق بها، وأقول لهؤلاء من "مشافيح التصيد": لا... لن يخفى قمر الكويت أبداً، وإن كان قمر تجربتنا الديمقراطية يخفى عليكم فجربوا أن تفعلوها مع مسؤوليكم، ثم لنرى بعدها هل ستنامون في بيوتكم بسلام أم سيكون القمر المخفي آخر همكم أثناء رحلتكم لما وراء شمس مجرة النجوم في عز الظهر؟! ولا يضر رئيس وزرائنا الاستشهاد بشعر ابن أبي ربيعة، فعبدالله بن عباس، رضي الله عنه، أنشد قصيدته في مجلسه بمكة:أَمِن آلِ نُعمٍ أَنتَ غادٍ فَمُبكِرُغَداةَ غَدٍ أَم رائِحٌ فَمُهَجِّرُتَهيمُ إِلى نُعمٍ فَلا الشَملُ جامِعٌ وَلا الحَبلُ مَوصولٌ وَلا القَلبُ مُقصِرُ والاستشهاد بشعر الغزل ليس محذورا كما تعتقد قلوبكم المريضة بجلطات الحسد، فهذا الحسن البصري يستشهد بأحد مجالسه بقول الشاعر:اليوم عندك دلّها وحديثهاوغداً لغيرك كفّها والمعصمكما أنشد عروة بن أذينة شيخ الإمام مالك: إنَّ التي زَعَمَتْ فُؤَادَكَ مَلَّهاخلقت هواكَ كما خلقتَ هوىً لهاوغيرهم كثير ولكن: كم تَطْلُبُونَ لَنَا عَيْباً فيُعجِزُكمْوَيَكْرَهُ الله ما تَأتُونَ وَالكَرَمُ.