بدأ الجيش البريطاني أمس انتشاراً لحماية المواقع الرئيسية في البلاد دعماً للشرطة عقب رفع حالة التأهب إلى أقصى درجة إثر الاعتداء الانتحاري في مانشستر، والذي توصلت التحقيقات إلى أن منفذه هو البريطاني من أصل ليبي سلمان العبيدي (22 عاماً).
رفع التأهب
وأعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي رفع حال التأهب إلى «حرجة»، وهي أقصى درجة، لأول مرة منذ يونيو 2007، حين وقع هجوم في مطار غلاسكو، مضيفة أن وقوع هجوم جديد «قد يكون وشيكا».انتشار الجيش
وعلى الأرض، انتشر الجيش البريطاني أمس في محيط المواقع الرئيسية في البلاد بينها البرلمان وقصر باكينغهام والسفارات الأجنبية في لندن لدعم عناصر الشرطة المسلحين بالقيام بمهامهم في مواجهة الإرهاب. ونشر 1000 جندي حول باكغنهام، حيث شوهد جنود مدججين بالسلاح.إلغاء مراسم
وأُلغيت، أمس، إلغاء مراسم تبديل الحرس التي تجري عادة قرب قصر باكينغهام وتعد نقطة جذب سياحي، في حين علق البرلمان جميع المناسبات العامة.«عملية تيمبرير»
وتم الكشف عن خطة نشر الجيش التي لم تطبق سابقا والمعروفة باسم «عملية تيمبرير» لأول مرة عقب هجمات باريس الإرهابية التي وقعت في نوفمبر عام 2015. ويعتقد أن العملية تسمح بنشر خمسة آلاف جندي كحد أقصى.وكانت آخر مرة نشر فيها الجيش في الشوارع البريطانية بعد مخطط محتمل لتفجير طائرة تابعة للخطوط الجوية البريطانية عام 2003.وأعلنت الشرطة البريطانية اجراءات أمنية إضافية لحماية مناسبات رياضية مقبلة بينها المباراة النهائية بعد غد في كأس الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم.ورجحت أجهزة الأمن أن يكون الانتحاري المشتبه فيه البريطاني الليبي سلمان رمضان عبيدي تلقى دعما من أشخاص آخرين في تدبير الاعتداء الذي أسفر ليل الاثنين- الثلاثاء عن مقتل 22 شخصا بينهم أطفال ومراهقون خلال حفل موسيقي للمغنية الأميركية آريانا غراندي وتبناه تنظيم «داعش».وأعلنت وزيرة الداخلية أمبر راد أن المهاجم يبلغ من العمر 22 عاما، و»كان معروفا إلى حد ما لدى أجهزة الاستخبارات»، مشيرة إلى أن «عبيدي عاد في الآونة الأخيرة من ليبيا، ومن المرجح أنه لم يعمل منفردا».من هو؟
ولد عبيدي في مانشستر ليلة رأس السنة عام 1994 لأبوين ليبيين، كان قد فرا من ليبيا بسبب معارضتهما لنظام العقيد معمر القذافي.وقضت الأسرة سنوات قليلة في لندن، ثم انتقلت إلى مانشستر، حيث كان الأب يعمل مؤذنا في مسجد في ديدسبري.وتلقى عبيدي تعليمه في مدرسة في مانشستر، ثم التحق بجامعة سالفورد قبل أن ينقطع عن الدراسة، ويعمل في مخبز. ويتذكر أصدقاؤه أنه كان لاعب كرة قدم جيدا، ومشجعا شغوفا لنادي مانشستر يوناتيد، وأنه كان يدخن القنب. ويعتقد أن والديه رجعا إلى ليبيا ويعيشان هناك الآن، وهو نفسه ترك بريطانيا فترة، ولكن يعتقد أنه عاد إليها في الأيام القليلة الماضية. وأفادت تقارير بأن والده ينتمي الى إحدى الجماعات الليبية المسلحة.وقال قائد شرطة مانشستر، إيان هوبكنز، إن الطب الشرعي لم يؤكد رسميا أن عبيدي هو منفذ الهجوم.دهم منازل
وعاشت أسرة عبيدي في مناطق مختلفة في مدينة مانشستر، منها منزل في شارع إلسمور روود في منطقة فالوفيلد التي دهمتها الشرطة، التي فتشت أيضا منزلا في منطقة والي رينج. وقبض على شخص في الثالثة والعشرين يعتقد أن له صلة بالتحقيق.وأعلنت الشرطة اعتقال ثلاثة رجال أمس في جنوب مانشستر حيث عاش عبيدي. واعتقل شقيق سلمان الأصغر في عملية امنية بطرابلس بتهمة اتصاله ب « داعش»، كما اعتقل رجل خامس كان يحمل عبوة في بلدة ويجان على بعد 27 كيلومترا إلى الغرب من وسط مانشستر.يحب «داعش»
ونقل عن أحد أعضاء المركز الإسلامي في مانشستر، المعروف أيضا بمسجد ديدسبري، قوله إن عبيدي كان يتردد على المسجد.وقال فواز حفار إن والد عبيدي كان يؤذن للصلاة في المسجد، وان أحد إخوته كان متطوعا فيه.ونقل عن إمام مسجد ديدسبري، محمد سعيد السعيتي، قوله إن عبيدي كان متشددا خطيرا.وأوضح أن «سلمان عبيدي أظهر شيئا من الامتعاض بعد خطبة لي عن تنظيم داعش»، مضيفا «وكان معتادا إظهار كراهيته، وأستطيع القول إن هذا الشخص لم يكن يحبني. ولا يثير هذا دهشتي». وتفيد تقارير إعلامية أخرى أن عبيدي طالب إدارة أعمال سابق ترك دراسته الجامعية في جامعة سالفورد وتحول إلى التطرف. وعرف عنه أثناء مراهقته الهدوء. وزار عبيدي ليبيا عندما كان في 14 من عمره.زار سورية
في سياق متصل، أكد وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب لشبكة «بي اف ام تي في» أنه وفقا لما أوضحته أجهزة الاستخبارات البريطانية للجانب الفرنسي، فإن المشتبه فيه «نشأ في بريطانيا وفجأة بعد رحلة الى ليبيا، ثم على الارجح الى سورية، اصبح متطرفا وقرر تنفيذ هذا الاعتداء». وأضاف أنه «على أي حال، صلاته بداعش مثبتة». وتحدثت تقارير عن تلقيه تدريبا سريا في سورية.تراخ أمني
من جهته، وصف النائب العمالي خالد محمد الاجراءات الحدودية في بريطانيا بالخدعة، حيث قال إن التراخي يسمح لأشخاص مثل عبيدي بالسفر من معاقل «داعش»، مؤكدا ان السلطات لا تعلم شيئا عن كيفية دخوله البلاد.هلع السياح
ومباشرة بعد تحذير ماي بحدوث عملية ارهابية وشيكة، أثيرت حالة من الهلع بين السياح عندما قبض عناصر سكوتلاند يارد على رجل أسود. وبحسب شهود، أحيط الرجل بثمانية رجال أمن بجانب منتزه سانت جيمس بارك قبل حضور الملكة اليزابيث مناسبة في كاتدرائية سانت بول.الأكثر مبيعاً
وأعلن مسؤولون أمس أن 12 شخصا لا يزالون في العناية المركزة. ومن ناحيتها، نشرت صحيفة «ذي صان» الأكثر مبيعا في بريطانيا صورا أمس للطفلة سافي روز روسوس البالغة من العمر ثمانية أعوام التي لقيت حتفها في الهجوم كتب فوقها «طاهرة»، إضافة إلى صورة لعبيدي كتب فوقها «شر».