شهد المتحف الوطني في لبنان زيارات منظمة مع أدلاء سياحيين عرّفوا الزوار إلى القطع الأثرية المعروضة، مع عرض لمرحلة النهوض بالمتحف بعد الحرب في لبنان وإعادة فتح أبوابه بطوابقه الثلاثة.أما في المواقع الأثرية: صيدا، وصور، وعنجر، وطرابلس وجبيل، فتوزّعت النشاطات بين عرض تقنيات الحفر الأثري، وسُمح للزوار والطلاب بحفر طبقات ترابية داخل أحواض أعدت خصيصاً لهذا النشاط، وبالتالي التنقيب عن الآثار، كذلك اطلعوا على طريقة تصنيع الفخار والصابون، بالإضافة إلى زيارات منظمة للمواقع المذكورة برفقة اختصاصيين في هذا المجال .
أما في موقع بعلبك الآثري فعُرضت أفلام قصيرة عن بعلبك، ونُظم نشاط يلقي الضوء على مساوئ الرصاص العشوائي والتشويه الذي يلحقه بصورة بعلبك الحضارية والثقافية وتأثيره السلبي في تطوّر السياحة في المدينة.في المناسبة أيضاً، نُصبت لوحة كبيرة حملت عنوان «كيف ترى موقع بعلبك الآثري» ما أتاح للزوار التعبير عن آرائهم ورؤيتهم المستقبلية لهذا المعلم الأثري، وصدحت في المكان أغاني العتابا والميجانا مع عزف على العود. وكان للأطفال حصتهم من خلال نشاط يدوي اطلعوا من خلاله على الفرق بين الفخار والمواد البلاستيكية.
جمعية أبساد
تأسست «جمعية تشجيع حماية المواقع الطبيعية والأبنية القديمة في لبنان» (APSAD) عام 1960، بهدف التصدّي للتدهور الذي يطاول التراث الوطني، وتوعية الرأي العام والأجيال الصاعدة على قيم الهندسة المعمارية اللبنانية، وأهمية الحفاظ على كل ما يحمل في طياته هوية لبنان، ذلك من خلال العمل على صيانة وترميم الأبنية القديمة التي ترتدي طابعاً فنياً أو تاريخياً، مع مراعاة مفهوم تطوّر التنظيم المدني، والحفاظ على البيئة والمناظر الطبيعية وإقامة مساحات خضراء في المدن والقرى. في هذا الإطار، تنظم الـ «أبساد» أيام التراث الوطني اللبناني كتقليد سنوي بالتنسيق مع وزارة الثقافة.عام 1996، نشرت «أبساد» اللائحة الأولى للمواقع التراثية في لبنان من بينها 1016 موقعاً في بيروت، قسمت إلى فئات ثلاث: مواقع في حالة جيدة، وأخرى تستلزم الترميم، وثالثة في حالة سيئة. تعدّ الجمعية تصنيفاً تراثياً للمباني الأثرية لحمايتها من الهدم أو استبدالها بالمباني التجارية الشاهقة التي لا تتلاءم مع الطابع التراثي للمنطقة ومفهوم التنظيم المدني.«من ليس له تراث ليس له حداثة»، انطلاقاً من هذه المقولة تحاول جمعية APSAD الحفاظ على هوية التراث الوطني، البيئي والمدني.اليوم العالمي للمتاحف
بدأ المجلس العالمي للمتاحف (ICOM) تنظيم الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف سنة 1977، في 18 مايو من كل عام. لا يقتصر الاحتفال على هذا اليوم، بل يمتدّ أسبوعاً بكامله، أو شهراً، وذلك لإتاحة فرصة للمختصين في المتاحف في أنحاء العالم بالتواصل مع مجتمعاتهم، وزيادة الوعي بأهميتها المتاحف في التنمية. يشجع المجلس العالمي للمتاحف على مشاركة المتاحف بمختلف أنواعها وتخصصاتها في هذه الاحتفالية، ويعمل جاهداً على جمعها سنوياً في هذا اليوم لنشر فكرة الشمولية والعالمية، وهي إحدى خصائص هذه الاحتفالية التي تتخطى الحدود الجغرافية والحواجز.عنوان الاحتفالية هذا العام «المتاحف وتاريخ النزاعات: سرد ما لا يقال في المتاحف»، ويركز على دور المتاحف التي تعمل لصالح المجتمع فتصبح محاور لتعزيز العلاقات السلمية بين الناس. ويسلّط الضوء على أن تقبل تاريخ النزاعات هو الخطوة الأولى في تصور مستقبل مشترك تحت راية المصالحة.ويعدّ المتحف المكان الذي يضمّ المعروضات والأشياء الثمينة لحمايتها وعرضها والاطلاع عليها وفحصها ودراستها، هو أيضاً إحدى وسائل الاتصال التي تعنى بعرض ثقافة وتاريخ وآثار وتقاليد الشعوب. من ثم، نقلها من جيل إلى آخر، ومن شعب إلى آخر.يبيّن موضوع الاحتفالية أن دور العرض المتحفي ليس حكاية قصص عن الماضي، ولكن كيف يمكنه جذب المجتمع، وإيجاد شعور مجتمعي عام بتعزيز العلاقات السلمية بين الناس، وتقبل تاريخ النزاعات تحت راية المصالحة هو هدف اسمى لمستقبل أفضل. أحد أهم أهداف هذا اليوم تمكين المتحف من الوصول إلى العائلات التي ليست ضمن زواره المعتادين، لذا يتضمّن تنظيم تلك الاحتفالية أنشطة وفعاليات مبهجة تعكس جو المودة والألفة وتبرزها، وتترك أثراً إيجابياً لدى المشاركين في هذا اليوم وتشجعهم على العودة لزيارة المتحف.لتحقيق هذه الغاية، يخصّص بعض المتاحف جولات مجانية مزودة بمرشدين للعائلات والأطفال، أو مسابقات في الرسم ويقدّم جوائز قيمة، أو عروضاً موسيقية وفنية، وغيرها من أمور تجعل زيارة المتحف يوماً مختلفاً عن غيره من الأيام.محطات مهمة
إحدى المحطات المهمة في تاريخ الاحتفالية اقتراح المجلس العالمي للمتاحف منذ عام 1992 تحديد موضوع خاص لها، وجاء ذلك نتيجة لتزايد أعداد المتاحف المشاركة في الاحتفال.وكان موضوع 1992 «المتاحف والبيئة»، و2008 «المتاحف وسائل للتغير الاجتماعي والتنمية» بعدما تجاوزت المتاحف المشاركة عشرين ألفاً من 90 دولة، و2009 «المتاحف والسياحة»، و2011 «المتحف والذاكرة، معروضات تحكى قصتنا»، لمناسة انضمام اليونسكو إلى هذه الاحتفالية ومشاركة المجلس العالمي للمتاحف في السعي إلى الحفاظ على التراث.