أحيا المطرب محمد المطيري أمسية غنائية استثنائية في مركز اليرموك الثقافي التابع لدار الآثار الإسلامية، في ختام موسمها الـ22، حيث قدم 9 أغان، كلها من مقام الحجاز الموسيقي، أبرز من خلاله، ومن خلال درجات مساحته النغمية ما بين "القرار الرخيم والجواب الحنون" قدراته الصوتية التي جاءت رائعة النقاء والحس والجمال، فأطرب الحضور بأدائه العذب، وأسر الآذان بتدفق احساسه نغماً خالصاً، وأمسك القلوب بسحر تألقه، فألغى المسافات بينه وبين المتلقين قربا وابتعادا، وأسهم في رفع درجات الشجن عند المستمعين من الطرب النبيل والغناء الجميل، في واحدة من روائع "ليالي اليرموك". وقال مدير إدارة البرامج الإعلامية والتقنية والعلاقات العامة في دار الآثار الإسلامية أسامة البلهان، إن الأمسية الاخيرة في البرنامج الثقافي لدار الآثار الاسلامية، بغناء المطرب الكبير محمد المطيري، كانت بالفعل "مسك الختام" للسهرات الغنائية والموسيقية التي بلغت 22 ليلة، لتفردها، وكانت كل الاغاني من مقام الحجاز العربي الاصيل والذي تعود جذوره إلى ارض الحجاز بالمملكة العربية السعودية، وهو مقام الشوق والحنين والكل يشتاق لسماعه ويرتاح لأنغامه، حينما يغني منه سلمه المغني، وينشد من سلمه المنشد، ويتلو من فروعه قارئ القرآن ليكون قالباً مختلفاً في التقاسيم والألحان، وهو من المقامات القليلة التي فروع كثيرة، وكثيرا ما يدخل الى فروع المقامات الأخرى.
وأضاف البلهان أن المطرب الاصيل محمد المطيري اعطى للانغام بتمكنه وملكاته الصوتية لمسات عميقة الجمال ونقلات شديدة الحرفية، ومنح كلمات الأغاني الـ9 بأدائه الحالم بعداً وعمقاً، مما جعل خريطة غنائه تحمل ملامح التفرد والتغريد.واستهل المطرب محمد المطيري الليلة بكلمات عبر من خلالها عن سعادته الكبيرة للغناء في أمسيات دار الآثار الاسلامية التي اصبحت مكانا لهواة الطرب الاصيل والنغمة المتميزة والكلمة المعبرة، من خلال كوكبة من المطربين المتميزين، سواء من الداخل والخارج، مما عمل على ترسيخ وجوده كمركز مبهر لانطلاقة كل من يملك موهبة جميلة في كل ألوان الفنون.وكان الحضور على موعد مع الطرب من أول اغنية لمحمد المطيري، وهي "عشقت الليل" والتي تقول كلماتها:عشقت الليل من شانهونسمة نجد وتلاله ومن ذاق الهناجمع الكون بجلالهومن الليل وسحره إلى الجمال وتأثيره، والذي وضح جليا في اغنيته الثانية "العيون التونسية":يا قمر تونس حنانكبالقلوب العاطفيةكملك زي وزانكبالعيون التونسيةفي العيون التونسية تعرف السحر الحلالراحت ضحيةرمش حال من الغزالوبعدما تجاوز الليل وانفك من أسر العيون، أهل عليه الصبح فشدا بأغنية "ضحكت لي":وضحكت لي لشفة مثل الشفقحسها قلبي وحن اليها وخفقواستلت في طرف ذوبي عشقتمن شديد البرد نضحني عرقوكان محمد المطيري في اغنيته الحجازية الرابعة على موعد مع الأقدار، حيث غني "القدر حاكم بأمره":القدر حاكم بأمرهما لنا في الحكم شيءوالزمن ظالم وعمرهللرضا ما خلى شيءومن فرط لعبة القدر وسحر العيون في عشق الليل تاه محمد المطيري عشقا فغنى اغنيته الخامسة "يا سارية خبريني": يا سارية خبريني عن ما جرى خبريني وحبيّبي اش جرى له ايش اللي شاغل له باله هوَ حبيبي نساني والا غواه جو ثاني لا بد يرجع حبيبي من بعد طول المغيبِ لو كان يعطف عليا اعطي لُه قلبي هديّهوتوالت باقي الاغاني فكانت "تذكرته مع النسمة " و"زل وخطب" و"عاد ام نساني القمر".واختتم الأمسية الرائعة بأغنية "أنا غلطان" والتي تقول بعض كلماتها:انا غلطان ومتأسفانا غلطان ومتأسفيا ريت تسمعني وتصالحتراني خلاص متلهفلكلمة صلح نتصالحانا في الواقع اتسرعتبكلمة زل بها لسانيما كنت اعرف ولا فكرتعليها تغيب وتنسانيوضح التناغم جليا بين المطرب الكبير محمد المطيري وأعضاء الفرق الموسيقية بقيادة مبارك بوعيد، فانعكس على المتلقين سحرا وجمال وشجنا ونغما من خلال العزف المنفرد لبعضهم على آلات الكمان والعود والناي والايقاع، وضمت الفرقة بالإضافة إلى بوعيد كلا من اسلام فارس واحمد حمزة "كمان"، ود. إبراهيم طامي "عود"، ووليد شكري "قانون"، وصفي الدين مصطفى "كونترباص"، ومحمد الشيحة ومحمد السبيعي "إيقاع"، ود. أيمن الأبيض "ناي".
هروندال حاضر عن علاقات «الفايكنغ» مع العرب
ألقى أستاذ الحضارة الإسلامية في معهد الشرق الأوسط بجامعة ايسلاندة د. ثورر جونسون هروندال، محاضرة في مركز اليرموك الثقافي، ضمن فعاليات الموسم الثقافي الـ22 لدار الآثار الإسلامية عن علاقات الفايكنغ "الروس" مع العالم العربي، خلال العصر العباسي في القرون الثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر الميلادي.وقدم المحاضر وأدار الحوار معه أحمد خاجة عضو اللجنة التأسيسية لاصدقاء الدار، بحضور المشرف العام للدار ونخبة من الاصدقاء والمهتمين بالثقافة.