قررت الشرطة البريطانية إيقاف اطلاع السلطات الأميركية على سير التحقيقات حول اعتداء مانشستر، بعد أن سرب الأميركيون معلومات عن التحقيقات، بما في ذلك الكشف عن هوية منفذ الهجوم، الأمر الذي أغضب حكومة بريطانيا.وانتقدت الحكومة والشرطة في بريطانيا التسريبات، وقالتا إنها قد تقوض تحقيقاتهما. وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمس إنها ستبحث مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب على هامش قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) قضية التسريبات الأميركية المتعلقة بالتفجير.
وشددت ماي، في تصريح صحافي عقب ترؤسها اجتماعا للجنة الطوارئ الوطنية (كوبرا)، على أنها ستبلغ ترامب بصورة واضحة أن المعلومات الأمنية يجب أن تظل آمنة، مؤكدة من جهة اخرى ان مستوى التأهب الأمني في البلاد سيظل عند اعلى مستوى، وهو درجة الخطر، ما يعني ان هجوما إرهابيا يمكن ان يقع في أي لحظة.يذكر أن مسؤولين أميركيين قاموا الثلاثاء الماضي بتسريب اسم منفذ التفجير سلمان عبيدي، قبل أن تعلن عنه الشرطة البريطانية رسميا. ونشرت صحيفة نيويورك تايمز أمس الأول صورا جنائية لمكان التفجير، وأظهرت اجزاء من الحقيبة التي حملها منفذ الاعتداء، وما يبدو انه بطارية تفجير العبوة الناسفة.
معلومات جديدة
الى ذلك، تكشفت معلومات جديدة عن الارهابي سلمان عبيدي منفذ هجوم مانشستر، الذي اودى بحياة 22 شخصا بينهم أطفال خلال حفل موسيقي.ألمانيا وإسطنبول
في شأن متصل بالتحقيقات، مكث عبيدي مدتين زمنيتين منفصلتين في ألمانيا، واستقل الطائرة من مطار دوسلدورف الألماني إلى مدينة مانشستر البريطانية قبل أربعة أيام من الاعتداء، في وقت لم يرد اسم عبيدي في أي قائمة للمشتبه بهم بخصوص الإرهاب.ويعتقد أن عبيدي استقل الطائرة كذلك عام 2015 من مطار فرانكفورت الألماني إلى بريطانيا، ويبدو أنه كان قد تلقى تدريبا على القتال الميليشياوي في سورية.وفي إسطنبول، قال مسؤول، طلب عدم كشف هويته، إن منفذ الهجوم «مر بمطار أتاتورك». وقالت الشرطة البريطانية إنها تعتقد أن عبيدي لم يتصرف وحده، بل تقف وراءه شبكة إرهابية. وأفادت مصادر مطلعة على التحقيق أمس بأن عبيدي ربما تمكن من صنع القنبلة بنفسه، وسط مخاوف من وجود صانع قنابل طليق.وتحتجز شرطة مانشستر ثمانية أشخاص على خلفية التفجير، وأطلقت سراح امرأة دون توجيه تهمة إليها أمس.وأعلنت السلطات الليبية اعتقال والد عبيدي رمضان وشقيقه هاشم للتحقيق معهما. وأعلن مسؤول أمني في طرابلس أن رمضان عبيدي كان عضوا في الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة التي كانت ناشطة جدا في تسعينيات القرن الماضي ولها علاقات بالقاعدة.وبعد سقوط القذافي، شغل رمضان عبيدي منصبا مسؤولا في ادارة شرطة طرابلس.شقيقه يعلم
وأكد مسؤول محلي في طرابلس أن «التحقيق لا يزال جاريا، ورمضان عبيدي يخضع للاستجواب من قبل الاجهزة المعنية»، مضيفا أن شقيقه هشام الموقوف كان على علم بمخطط مانشستر قبل أكثر من شهر. وافادت التقارير البريطانية امس بأن هاشم شارك في التخطيط للهجوم.اتصل بأمه
وكشف مسؤول أمني ليبي أن عبيدي اتصل بأخيه، وطلب منه أن يجعل أمه سامية طبال تتصل به. وتقول معلومات إن طبال ذات الخمسين عاما تخرجت في جامعة طرابلس مهندسة نووية، وتخرجت أولى على دفعتها.أقاربه حذروا
من جهتهم، حذر أحد أقارب عبيدي المخابرات البريطانية الداخلية «ام آي 5» من تصرفاته، وبأنه خطير. وكشف التقرير أن دعم سلمان للجماعات المتطرفة كان معروفا، حيث قام صديقه بالإبلاغ عنه قبل 5 أعوام، من خلال الخط الساخن لمكافحة الإرهاب.ثأر لصديق
في غضون ذلك، قال صديق لأسرة منفذ الاعتداء إن الأخير كانت تدفعه رغبة في الانتقام لمقتل صديق من أصل ليبي مثله في مايو 2016 في المدينة نفسها. وتابع المصدر، الذي رفض كشف هويته، ان صديق سلمان توفي بعدما طعنه شبان بريطانيون في مانشستر.على صعيد متصل، أعلنت الشرطة البريطانية انها أرسلت فرقة من خبراء المتفجرات للتحقيق في طرد مشبوه وسط مدينة مانشستر، لكنه تبين فيما بعد أنه لا يشكل اي خطر. وجاء إغلاق الطرق أثناء العملية متزامنا مع وصول ملكة بريطانيا الملكة إليزابيث الثانية الى المدينة، لتفقد أحوال جرحى الاعتداء، وخصت بزيارتها مستشفى للأطفال في مانشستر.