بعد ساعات من أزمة إعلامية أثارتها تصريحات منسوبة إلى أمير دولة قطر تميم بن حمد آل خليفة، أكد مصدر أمني في وزارة الداخلية، أنه تم حجب ٢١ موقعاً إلكترونياً، تبث محتواها داخل مصر بتهمة «دعم الإرهاب والتطرف، وبث محتوى يدعم الإرهاب والتطرف ويتعمد نشر الأكاذيب ومساندة جماعة الإخوان المسلمين» المصنفة إرهابية في مصر.وقال المصدر إن من أبرز تلك المواقع: «مصر العربية، عربي ٢١، الشعب، قناة الشرق، الجزيرة، بينما دافعت مصادر مسؤولة عن قرار الحجب، حيث نشرت مواقع إخبارية تقريراً نسبته إلى «جهة سيادية» يحتوي تبريراً لأسباب الحجب ويرصد تجارب الدول الأجنبية والعربية في حجب مثل هذه المواقع.
وفي حين رحّب نقيب الصحافيين المصريين عبدالمحسن سلامة بقرار الحجب للمواقع الخارجية، قائلاً إنها «تهدد الأمن القومي المصري بعدما ثبت ذلك بالدليل القاطع»، اعتبر عضو مجلس نقابة الصحافيين حاتم زكريا، أن هذا القرار يعكس موقف دول عربية عدة، لمواجهة الهجوم غير المبرر، لافتاً إلى أن «هذه المواقع المحجوبة متهمة بتمويل قطري، كما تروج لأخبار كاذبة»، على حد وصفه.عدد كبير من الشخصيات العامة، تحفظ عن قرار الحجب، بينهم رئيس لجنة الثقافة والإعلام في المجلس القومي لحقوق الإنسان جمال فهمي، الذي استنكر فكرة الحجب دون تحقيق قائلاً: «لو هناك موقع يحرض على العنف أو الإرهاب يكون حالة بذاتها، وليس قراراً جماعياً».الفقيه القانوني، طارق نجيدة قال إن الدولة من حقها إذا ثبت لديها أن هذه المواقع إرهابية أو تدعم الإرهاب أن تغلقها، مضيفاً: «للأسف يأتي القرار كنوع من التضييق على حرية الرأي والتعبير تحت مظلة القانون، على الرغم من أن الدستور يتضمن مواد تضمن حرية التعبير عن الرأي».مدير الوحدة القانونية في مؤسسة «حرية الفكر والتعبير» حسن الأزهري، قال إنه لم يستطع التوصل إلى الجهة المنوطة بحجب المواقع الإخبارية، وقال إن «القرار استند إلى مادتين في قانون الإرهاب، الأولى هي المادة 29 والتي نصت على صدور عقوبة على المواقع الإلكترونية في حال نشرها أخباراً كاذبة ومحرضة، والثانية هي المادة 49 التي تمنح النيابة حق طلب حجب للمواقع المطلوب حجبها من قبل جهات غير معروفة».
تحذير أميركي
وأصدرت السفارة الأميركية في القاهرة بياناً تحذيرياً لرعاياها في مصر دعتهم فيه إلى اتخاذ التدابير الأمنية لضمان سلامتهم. وقالت السفارة في البيان: «التحذير يأتي في أعقاب نشر تنظيم (حسم) الإرهابي تهديداً بتنفيذ عمليات إرهابية»، ورغم ان التحذير كان خاصا بليل الاربعاء ـ الخميس، فإن المصادر لا تزال تتخوف من حدث أمني.مقتل 4 في سيناء
وبعد ساعات من بيان السفارة الذي صدر مساء أمس الأول، قتل أمين شرطة مصري، برصاص عناصر تكفيرية، أثناء تحركاته في مدينة العريش، شمال سيناء، صباح أمس، بينما لاذ مرتكبو الحادث بالفرار، كما لقي 3 مجندين تابعين للجيش حتفهم، نتيجة تفجير عبوة ناسفة في مدرعة كانوا يستقلونها، خلال تمشيطها لمنطقة أبو شنار على ساحل البحر، في مدينة رفح شمالي سيناء. وتخوض قوات الأمن المصرية، في شمال سيناء، معركة منذ عام 2013، مع عناصر تنظيم «ولاية سيناء» الفرع المصري لتنظيم «داعش» الإرهابي، التي استطاعت أن توجه إلى القوات المصرية ضربات موجعة، كان أكثر ضحاياها سقطوا خلال ضربات تم توجيهها في أعوام سابقة خلال شهر رمضان.الخبير الاستراتيجي، اللواء فاروق المقريحي، قال إن «الداخلية» تأخذ أي تهديد على محمل الجد، وتبدأ في اتخاذ إجراءات استباقية للوصول إلى مصدر التهديد، وأضاف: «عقب نشر «حسم»، إحدى الحركات الإرهابية التابعة لجماعة «الإخوان»، فيديو للحظة تنفيذ عملية مدينة نصر أوائل الشهر الجاري، بدأت وزارة الداخلية تتبع العناصر وتم القبض على 5 أفراد تابعين لحركة حسم».هيكل «حسم»
في السياق، أعلنت وزارة الداخلية المصرية، في بيان لها أمس، الكشف عن الهيكل المسلح لعناصر حركة «حسم» الإرهابية، وتحديد مسؤوليها والقائمين على عمليات التجنيد والتدريب والتمويل، والتخطيط لتنفيذ العمليات التي تستهدف مقومات الدولة ومقدراتها من بينها حادث استهداف الفوج الأمني في دائرة قسم أول مدينة نصر بالقاهرة أوائل مايو الجاري، والذي أسفر عن مقتل ضابطين وأمين شرطة من قوة مديرية أمن القاهرة.بيان «الداخلية» أكد التوصل إلى «ضلوع 9 من عناصر تنظيم الإخوان، في تنفيذ الحادث، مستقلين 3 سيارات وبحوزتهم الأسلحة الآلية والطبنجات وكاميرات التصوير، عقب تلقيهم دورات تدريبية في إحدى الدول التي تؤوي عدداً من العناصر الإرهابية، تنفيذاً لتكليف القياديين الإخوانيين الهاربين بدولة تركيا، علاء علي السماحي، ويحيى السيد إبراهيم موسى»، مضيفاً: «أمكن تحديد 4 من العناصر الإخوانية القائمة على ارتكاب الحادث، بينهم نجل القيادي الإخواني مصطفى محمد سالم».إلى ذلك، وبينما عقد مساعد وزير الداخلية، مدير أمن القاهرة، اللواء خالد عبدالعال، أمس، اجتماعاً مع قيادات المديرية، بمناسبة شهر رمضان، بغية تسيير حركة المرور المتأزمة، والتي تعانيها شوارع القاهرة والجيزة، قبيل حلول الشهر الكريم، قال مصدر أمني مسؤول في وزارة الداخلية، أمس، إن الوزارة وضعت خطة أمنية لتأمين جميع المنشآت المهمة والحيوية، والمواقع الشرطية والسفارات والمناطق السياحية، مضيفاً، في تصريح لــ»الجريدة»، إن «القوات منتشرة في الشوارع، مع تواجد الأكمنة الداخلية والخارجية، وتوسيع دائرة الاشتباه، بالإضافة إلى إجراءات التفتيش».غينيا
في الأثناء، جدَّد الرئيس عبدالفتاح السيسي التزام مصر بالتعاون مع إفريقيا في مواجهة التحديات. وقال السيسي، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس غينيا الفا كوندي في القاهرة أمس الخميس، إن مباحثاته مع الرئيس الغيني تناولت التطورات السياسية والأمنية في القارة الإفريقية خاصة الأزمة الليبية.ومن جانبه، قال كوندي إن مصر ساهمت في استقرار الدول الإفريقية، كما لعبت دوراً كبيراً في إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية واستقلال دولها.