ساسة الموصل يبدأون حراكاً ضد إيران
الإدارة المحلية لنينوى تشهد أول صدام بشأن الفدرالية
تعرضت محافظة نينوى العام الماضي لزلزال سياسي نادر، تمثل بإزاحة واحد من أبرز من يشغلون منصب محافظ في العراق، وهو أثيل النجيفي السياسي المعروف، وشقيق نائب رئيس الجمهورية، أعقب ذلك المجيء بشخصية توصف بأنها مغمورة، وليست بحجم مشاكل نينوى، هو المحامي نوفل العاكوب، في مناورة واضحة من جناح رئيس الحكومة السابق نوري المالكي، الذي يعمل منذ سنوات مع إيران لتغييب أبرز القيادات السنية في البلاد، وتقديم قيادات أقل تأثيرا يراد لها أن تشكل بديلا «مرنا يطيع رغبات المحور الممتد من طهران الى دمشق»، كما يفيد تعبير شائع في الأوساط السياسية.لكن الأسبوع الماضي، وبخطوة من مشيخة قبيلة شمر، شهد أول حراك سياسي داخل «البرلمان المحلي» لنينوى المعروف بمجلس المحافظة، لاستجواب المحافظ الذي بات مقربا من المالكي، حيث اتهم العاكوب بتسهيلات يقدمها أخيرا لأذرع سياسية ومسلحة موالية لطهران.ولا يحظى العاكوب بشرعية كافية بين أهل مدينة الموصل، بينما كان سلفه النجيفي يمثل عائلة تاريخية تمتد أدوارها في السياسة والمجتمع الى العهد العثماني، وتحتفظ بتحالفات وعلاقات مع مراكز القوى المؤثرة في العراق والمحيط الإقليمي.
وبدعوة من بنيان الجربا أحد مشايخ قبيلة شمر وعضو البرلمان المحلي لنينوى، انعقد مجلس المحافظة الأسبوع الماضي لاستجواب العاكوب في محاولة لإقالته، لكن الأخير تذرع بالمرض ولم يحضر الجلسة، ما اعتبره خصومه دليل ضعف لأنه لا يمتلك ضمانات سياسية كافية تجنبه الإقالة.وتدور الخلافات الرئيسية بين العاكوب المدعوم حاليا من المالكي، والذي يغازل طموحات النفوذ الإيراني من جهة، وبنيان الجربا الذي يترأس أحد التحالفات المحلية، والمقرب من أربيل عاصمة اقليم كردستان المعارضة لسياسات المالكي، والمقربة كذلك من تركيا من جهة أخرى.وتستثمر الكتلة المعارضة اتهامات تفيد بأن المحافظ الحالي يقدم تسهيلات لحلفاء المالكي من فصائل مسلحة ومتحالفين مع طهران يطمحون الى إضعاف الجناح المعتدل في بغداد ممثلا برئيس الوزراء حيدر العبادي وشراكته مع التحالف الدولي بقيادة أميركا، وهي تسهيلات من شأنها لو استمرت أن تساعد إيران لتحقيق بعض طموحاتها في نينوى، ما يعرقل محاولات أميركا تأسيس واقع سياسي جديد يمنح الأهالي نوعا من الفدرالية واللامركزية أو الإدارة الذاتية بأسلوب حكم من شأنه تخفيف احتقانات طائفية استغلها تنظيم داعش لاختراق المحافظة واحتلالها بمبررات استمرار القمع والتهميش والفساد.ولا يجرؤ المحافظ الحالي على إثارة مطالب الحكم اللامركزي وتطبيق الدستور العراقي الذي يتيح لنينوى صلاحيات واسعة يمكن استخدامها لكبح جماح تدخلات أجنحة مقربة على إيران في شؤون المحافظة، التي تشهد تعقيدا دينيا ومذهبيا وقوميا هو الأبرز في العراق، بينما يتقدم ممثلو قبيلة شمر في البرلمان المحلي وهم منتشرون في ربوع الجزيرة العربية ايضا، بمقترح تفعيل النظام اللامركزي في الإدارة لمنع تكرار الأخطاء السابقة التي تعود الى حقبة المالكي، تجنبا لعودة أسباب العنف المسلح المساعد لظهور صيغة تمرد أخطر من تنظيم داعش الحالي، كما يقول كثير من أهل المحافظة.وتكثف الولايات المتحدة جهودها لمنع الفصائل الموالية لطهران من مد نفوذهم الى الضفة الغربية للفرات والممتدة على طرف الصحراء الغربية قرب الحدود مع الكويت جنوبا، وصولا الى الأنبار في الوسط، ثم اتجاه نينوى في الشمال، ويهدف ذلك الى حماية طرق التجارة وأنابيب تصدير النفط ومنع طهران من امتلاك طريق بري تحلم به يربطها بدمشق وسواحل المتوسط.
هل تأجلت معركة الحسم في الموصل؟
كشف النائب عن محافظة نينوى أحمد الجبوري أمس، عن أن القيادة العسكرية في مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، شمال العراق، قررت تأجيل معركة السيطرة على ما تبقى من مناطق «داعش» في المدينة.وأوضح الجبوري أن القوات العراقية ترى أن خطة جديدة أصبحت ضرورية، بسبب خصوصية منطقة الوسط التاريخي القديم للموضل بكثافتها السكانية وأزقتها الضيقة.وكانت الحكومة العراقية أكدت انها ستحرر كل الموصل قبل حلول شهر رمضان.من ناحيته، نفى المتحدث باسم العمليات المشتركة رائد شاكر جودت تأجيل العمليات العسكرية في الموصل القديمة، مؤكداً أن السيطرة على آخر جيوب «داعش» في المدينة باتت وشيكة.وحذر مسؤول عراقي من تسلل قادة التنظيم من نينوى إلى الحدود المشتركة بين محافظتي صلاح الدين وديالى، داعياً إلى تكثيف الجهود الأمنية فيها.في غضون ذلك، اختطف تنظيم «داعش» أمس، 3 آلاف مدني من قرى تقع غرب الموصل، واصطحبهم معه إلى الحدود العراقية - السورية. جاء ذلك، فيما أعلن «الحشد الشعبي» العراقي أمس، إنطلاق عملية لتحرير قضاء البعاج شمال غربي الموصل.