زرع أوباما فحصد ترامب
ترامب لم يأت بجديد، فخطاب مواجهة الإرهاب والقضاء على المتطرفين في سورية والعراق وليبيا مكرر، وسبقة الرئيس أوباما إليه، وفي نظري ونظر الكثيرين أن الرابح الحقيقي من كل ما يحدث اليوم في الوطن العربي هو الكيان الصهيوني، وأن أميركا لن تتخلى عنه.
![أ. د. فيصل الشريفي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/93_1682431901.jpg)
على الأقل الرئيس ترامب كان أكثر وضوحاً من سلفه لأنه قدم مصالح الأميركيين على ما سواها، وعلى العالم أن يدفع مقابل الأمن الذي يعيش فيه، لكنه زاد من حدة تهديده لمنطقة الخليج ووعدها بالزوال، وعليها أن تدفع إن أرادت البقاء. الحقيقة أن ترامب حصد ما زرعه أوباما، وأن خطة التطبيع مع الكيان الصهيوني لن تكون مفاجئة لأي متابع، والمنطقة مقبلة على تغييرات على مستوى السياسة الخارجية بعد أن استخدمت الإدارة الأميركية العصا والجزرة، فعلى العرب والخليجيين الحذر من وعود الرئيس ترامب، فهو صاحب مقولة «على دول الخليج أن تدفع 19 مليار دولار وأنه سيتحصل عليها».في النهاية الرئيس ترامب لم يأت بجديد، فخطاب مواجهة الإرهاب والقضاء على المتطرفين في سورية والعراق وليبيا مكرر، وسبقة الرئيس أوباما إليه، وفي نظري ونظر الكثيرين أن الرابح الحقيقي من كل ما يحدث اليوم في الوطن العربي هو الكيان الصهيوني، وأن أميركا لن تتخلى عنه، وستظل تصنع لنا كل يوم عدواً حتى يفرض علينا التطبيع والاعتراف بالكيان الصهيوني بالشروط التي تريدها إسرائيل، وفي مقدمتها طي ملف القضية الفلسطينية ونسيان الأقصى.على من يريد أن يعرف الموقف الأميركي من العرب أن يسترجع ما قاله الرئيس الراحل محمد أنور السادات عند قبوله شروط وقف حرب أكتوبر، حين قال إنه لم يكن يحارب إسرائيل بل كانت الحرب مع أميركا.ودمتم سالمين.