الانتقال الكبير التالي في إيران أقرب مما نظن
![واشنطن بوست](https://www.aljarida.com/uploads/authors/862_1719164326.jpg)
وسم انتصار روحاني في الانتخابات الرئاسية عام 2013 مقاربة جديدة اعتمدتها الطبقة الوسطى في المدن، التي سعت إلى إحداث تغييرات بسيطة من خلال الآلية التي قدمها النظام، وخصوصاً الانتخابات، وتعتبر هذه الشريحة من المجتمع الانتخابات وسيلة للحؤول دون ازدياد الوضع سوءاً، مع أن هؤلاء الناخبين يدركون جيداً أن الحكومة تتحكم بقوة في هذه العملية الانتخابية.يعاني النظام الإفلاس العقائدي، لذلك يزداد اعتماداً على الجيش، والأجهزة الأمنية، والوكالات الاستخباراتية، لكن اجتماع الإخفاق العقائدي وتنامي القوة القاسية ولّد مزاجاً جماعياً متناقضاً. صحيح أن كثيرين يمقتون النظام، إلا أنهم يرون فيه الضمان الوحيد الموثوق به في وجه تقلبات هذه المنطقة الكثيرة الاضطرابات. في الوقت عينه يتمتع المواطنون العاديون بحرية كبيرة في حياتهم الشخصية بفضل انتشار السوق السوداء والثقافات المخالفة لما هو سائد، لكن اللحظة الأكثر حرجاً في تاريخ إيران ستكون رحيل خامنئي. ستتبع التطورات عقب رحيل خامنئي على الأرجح واحداً من مسارَين: في الأول سيتولى حرس الثورة الإسلامية القوي مهمة تحديد خلفه، وستنجح فصائل الحرس الداخلية، التي يجهلها الشعب عموماً، في تشكيل إجماع صعب حول مَن سيشغل منصب القائد الأعلى تالياً. أما في الثاني فتخفق فصائل الحرس في الاتفاق، مما يؤدي، حسبما يُفترض، إلى تقاتلها علناً، وقد يؤدي هذا الاقتتال إلى فوضى تشل قدرة الحكومة على اتخاذ قرارات أساسية.ينبغي أن تفهم الدول الغربية أن نظام ما بعد خامنئي لن يكون بالضرورة أكثر سهولة، ورغم ذلك تبقى المبادئ الأساسية ذاتها، صحيح أن الغرب يجب أن يحافظ على تعامله مع إيران، ولكن عليه القيام بذلك بطرق تتيح له مواصلة الضغط على النظام، فمهما كان الرجل الذي سيحكم البلد بعد خامنئي، فلن تكون إيران مستعدة للتفاوض بجدية ما لم تبرهن الولايات المتحدة وحلفاؤها أن تهديد مصالحهم يكلّف غالياً.*مهدي خلجي* «واشنطن بوست»