اعتاد المسلمون في مشارق الارض ومغاربها استقبال شهر رمضان الفضيل بطقوس وعادات اختلفت وتنوعت فيما بينهم بتنوع منابع تراثهم المحلي وتقاليدهم الا انها اجتمعت على الفرح والحبور باستقبال شهر الخير وتآلف القلوب.
ولبيروت ومدن الساحل اللبناني عاداتها الخاصة باستقبال الشهر الفضيل اذ اعتاد اهلها منذ القدم على وداع شهر شعبان واستقبال شهر رمضان الكريم بعادة عرفت باسم (سيبانة رمضان) والتي تتشابه في فكرتها مع عادة (القريش) في دولة الكويت.وفي هذا الصدد قال المؤرخ واستاذ التاريخ في جامعة بيروت العربية الدكتور حسان حلاق في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان "(سيبانة رمضان) هو تحوير شعبي لكلمة استبانة اي انتظار رؤية هلال شهر رمضان الكريم خصوصا والاشهر الهجرية عموما والتي اعتمد تحديد بدايتها على الرؤية بالعين المجردة".واضاف ان "المسلمين سواء في بيروت او في اي منطقة في العالم اعتادوا ان يتبينوا هلال رمضان شهر الصوم المبارك بأنفسهم وهي من المناسبات البارزة الى جانب عيد الفطر وعيد الاضحى ولذلك تحولت الى احتفال شعبي يرافق حلول الشهر الكريم اطلق عليه العامة في بيروت اسم (سيبانة رمضان)".واوضح حلاق ان اهل بيروت اعتادوا قصد شاطئ البحر ليلتمسوا هلال شهر رمضان فإذا ما رآه ثلاثة اشخاص على الاقل من المشهود لهم بالتدين والامانة والصدق يقصدون مقر مفتي بيروت ويشهدون امام المفتي والعلماء وقضاة الشرع ليعلن المفتي ان يوم غد هو اول ايام شهر رمضان.ولفت الى ان المناسبة الدينية باتت اليوم جزءا من التراث الشعبي وبعدما كان يحتفى بها قديما في اواخر ايام شهر شعبان بات الناس اليوم يحتفون بها في ايام العطل في الاسبوع الاخير الذي يسبق شهر رمضان المبارك اذ يقصدون برفقة الاسر والاصدقاء شاطئ البحر والمتنزهات البعيدة مع المأكولات والمشروبات للاحتفاء بقدوم شهر رمضان.من جهته قال رئيس جمعية (فانوسي) مروان فرعون في تصريح مماثل لـ(كونا) ان (سيبانة رمضان) او (السيبانية) هي عادة اصيلة من عادات استقبال الشهر الفضيل لدى اهالي بيروت تعبيرا عن فرحهم بقدوم الشهر المبارك.واضاف ان "الجمعية التي اسسها منذ عشر سنوات عملت على ابراز هذه المناسبة المهمة لتعريف الاجيال الصاعدة بها وخصوصا الاطفال من خلال حفلات ونشاطات ثقافية فنية هادفة تنطلق كل عام في يوم (سيبانة رمضان) اي في اواخر شهر شعبان وتستمر حتى عيد الفطر السعيد".واشار فرعون الى ان النشاطات هذه تترافق مع اغان واشرطة مصورة حول شهر رمضان وعاداته وتقاليده والقيم الدينية السامية لهذا الشهر الكريم باطار مبسط يجذب الاسر والاطفال سنويا ويترافق مع اشغال يدوية ومنتجات تراثية وشعبية مرتبطة بشهر رمضان.وبدورهم قال عدد من اهالي العاصمة اللبنانية بيروت في تصريحات متفرقة ل(كونا) ان تقليد (سيبانة رمضان) متوارث من الاباء والاجداد الذين اعتادوا استقبال الشهر الفضيل في اجواء من الفرح والسرور.واشارت مهى الشامي الى ان (سيبانة رمضان) تغيرت كثيرا مع التغيرات الاجتماعية التي شهدها المجتمع اذ كانت تجمع العشرات من الاهل والاقارب على شواطئ بحر بيروت مع المأكولات والحلويات الشعبية بينما باتت اليوم تقتصر على الاسرة الصغيرة التي تحتفي بها سواء داخل البيوت او في المطاعم والمقاهي والمتنزهات.من جانبها ذكرت غنى الفاكهاني ان تقليد (سيبانة رمضان) ما يزال مستمرا ومرتبطا بشكل وثيق بقدوم رمضان شهر الخير الذي يجمع الاسر والاقارب الا ان التركيز في هذه المناسبة اليوم بات على الاطفال الذين ينتظرون هذه المناسبة سنويا لقصد المهرجانات المحلية والكرنفالات الشعبية التي تقام احتفالا بحلول الشهر الكريم.وفي سياق متصل قال محمود الطويل ل(كونا) ان الاحتفال ب(سيبانة رمضان) اليوم مستمر الا انه انتقل من الشواطئ والمتنزهات التي كان يقصدها اهل بيروت الى الاحتفالات المحلية التي تقام بالمناسبة في بيروت وغيرها من المناطق والكرنفالات والنشاطات التي ترعاها جمعيات ومؤسسات خيرية واجتماعية.واضاف ان "الاهالي باتوا يحرصون سنويا على اصطحاب اطفالهم الى هذه الاحتفالات استمرارا للاحتفاء بالتقليد القديم ولتعريفهم اكثر على التراث الشعبي المرافق لرمضان" مؤكدا حرص الكثير من الاسر البيروتية على احياء (سيبانة رمضان) وقصد الطبيعة والمتنزهات في الاسبوع الاخير من شعبان.
أخر كلام
«سيبانة رمضان».. عادة بيروتية لإستقبال الشهر الفضيل
26-05-2017