خريجو ماجستير الأعمال من ستانفورد الأكثر تفوقاً والأعلى دخلاً
خرّجت كلية دراسات الأعمال في جامعة ستانفورد ما لا يقل عن أربعة من المليارديرات العصاميين و244 من الرؤساء التنفيذيين، ولكن روس بيدرسون (من خريجي عام 2016) يستيقظ عند الساعة الثانية صباحاً أربعة أيام في الأسبوع للعمل في تنظيف دورات المياه. وكان هذا الشاب الذي يبلغ الخامسة والعشرين من العمر حتى مطلع شهر فبراير الماضي نائباً للرئيس في صندوق التحوط فيرداد أدفايزرز، الذي يتخذ من دالاس مقراً له، حيث يقول إنه ساعد على اختيار أسهم للشراء وشركات تستحق الاستثمار فيها. وقد بدأ العمل في الأشهر الأخيرة من دراسته في جامعة ستانفورد، في عمل جزئي (بارت تايم)، ثم متفرغاً بعد نحو أسبوع من تخرجه. وعلى بيدرسون ديون دراسية بنحو 55 ألف دولار يتعين عليه سدادها، وعرض صندوق فيرداد عليه حزمة تعويض سنوية من ستة أرقام. ولكن خلال بضعة أشهر من العمل يقول إن الرغبة في الشروع في خدمة عامة بدأت "تنهشني"، وبعد وقت قصير وبمباركة رئيسه أخذ اجازة لمدة سنة بغية الالتحاق بالجيش الأميركي، ويستعد لأن يلتحق بالحرس الوطني.ويساعد اختيار روس على تفسير سبب تفوق خريجي الماجستير في ادارة الأعمال في جامعة ستانفورد في الكسب على نظرائهم. وفيما كان يتدرب في فورت بيننغ في جورجيا ليصبح ضابط مشاة كان العديد، إن لم يكن معظم، رفاق صفه السابقين يشغلون وظائف تختلف من الاستشارة الى الأسهم الخاصة وتدر رواتب من ستة أرقام، ويحقق البعض ما يصل الى 450 ألف دولار في السنة. وفي ستانفورد التي تصنفها بزنس ويك مثل ثاني أفضل برنامج لشهادة الماجستير في ادارة الأعمال في الولايات المتحدة، بعد جامعة هارفارد، يحصل الطلاب على تشجيع لمتابعة عواطفهم بدلاً من القبول بمخصصات تقليدية. ويقول بيدرسون: "لدينا ثقافة تشجعك على القيام بالعمل الذي تريد واستكشاف الأشياء التي تريد القيام بها، وقد يظنها آخرون جنونية".
وفي ستانفورد يحتفل بفشل الماضي ويعرف عن الطلبة تخطيهم لقراءة المهمات لمصلحة الاجتماع مع رأسماليي المشاريع، على أمل أن تحظى أفكارهم بتمويل. والطلبة من ذوي الطموح العالي في أعلى الكليات التجارية يسعون عادة وراء وظائف مجزية في شركات مساهمة وقطاعات اخرى عالية الأجر. ويقول بيدرسون: "في ستانفورد تولد مثل تلك الوظائف استهجاناً من قبل الطلاب لأنهم يستهدفون مشاريع أكثر مخاطرة. ويسعد أرباب العمل دفع زيادة ضئيلة في مقابل فرصة تقديم خريجي الماجستير الجدد لمثل هذا الموقف الى شركتهم. ويحصل خريجو الكلية التجارية في جامعة ستانفورد على أعلى تعويض بعد أول سنة من التخرج يتفوق على الخريجين الآخرين من الكليات التجارية وبقدر يزيد على ما يجنيه خريج هارفارد وكلية وارتون التجارية في جامعة بنسلفانيا، بحسب دراسة لبزنس ويك. وبعد 6 سنوات الى 8 سنوات من التخرج يكسب خريج ستانفورد الحاصل على شهادة الماجستير في ادارة الأعمال بشكل نموذجي 285 ألف دولار ما يعادل هارفارد في أعلى أجر بين برامج شهادة الماجستير". ويقول مسؤولو التوظيف والكلية والطلبة السابقون والخريجون الآخرون من حملة شهادة الماجستير في ادارة الأعمال إن مكانة جامعة ستانفورد وموقعها في منطقة الخليج العالية التكلفة في سان فرانسيسكو وقربها من شركات وادي السليكون –تبعد مقرات غوغل وفيسبوك أقل من 7 أميال– تُسهم كلها في الأجر السخي. ويقول جون تشالنجر، وهو الرئيس التنفيذي لشركة تشالنجر غراي وكريسماس في شيكاغو: "الشعور بأن لدى ستانفورد أفضل الأفضل هو الدافع وراء ذلك".وتساعد نسبة القبول المتدنية والعدد القليل نسبياً من الطلاب في الصف أيضاً على حصول الخريجين على رواتب أعلى، بحسب جاي بهاتي، وهو رأسمالي مشاريع يتخذ من نيويورك مقراً له، وشريك مؤسس في براند بروجكت، وعضو في صف كلية وارتون لعام 2002. وتقول ميشيل بوكاريا، وهي رئيسة قسم التوظيف الجامعي لبنك جي بي مورغان تشيس: "حقيقة برامج الماجستير هي أن علينا التعويل على مستويات القبول للكليات المتعددة من أجل قياس مستوى الجودة". وتقبل ستانفورد 5.1 في المئة من المتقدمين لصف عام 2018، وهي نسبة تقل بمعدل النصف عن معدل القبول في جامعة هارفارد (9.6 في المئة) وأكثر قليلاً من نصف معدل كلية وارتون (12.7 في المئة)، بحسب موقع الكلية على الشبكة العنكبوتية.ويقول بهاتي: "عندما يذهب الناس لتوظيف أشخاص من ستانفورد يدركون أن لديهم مرشحين ربما حصلوا على عروض من هارفارد ووارتون ". وثمة حقيقة أخرى، يقول تشالنجر، وهي أن العديد من الخريجين ينتهي بهم الأمر الى العمل في سان فرانسيسكو وحولها، حيث يحصل العمال على أعلى أجر في البلاد، وذلك بفضل صناعة التقنية. وبحسب معلومات من جامعة سيراكيوس فإن 4 من 15 مقاطعة ذات معدلات الدخل الأعلى في الولايات المتحدة موجودة في منطقة بي في سان فرانسيسكو.
عناصر الدخل الأعلى
قد تكون ثقافة وادي السليكون ونجاح ستانفورد الواضح في التميز بتلك الثقافة من أكبر الأسباب وراء تفوق خريجي ستانفورد في الدخل على نظرائهم. وعلى سبيل المثال، يقول بيدرسون، فإن الطلاب في ستانفورد قد يحتفلون برفيق صف أسس شركة ناشئة ثم فشل، بقدر يفوق الاحتفال بشخص أكمل كل عمله الدراسي.وتظهر معلومات دراسة للبزنس ويك أن من بين أعلى 50 برنامجاً لشهادة الماجستير في ادارة الأعمال لدى جامعة ستانفورد أعلى معدل من ريادة الأعمال. وفي كلية الدراسات التجارية النموذجية تباشر نسبة نحو 3 في المئة من الخريجين من حملة شهادة الماجستير في ادارة الأعمال أعمالاً تجارية بعد التخرج. وتبلغ النسبة في ستانفورد نحو 16 في المئة، وهي نسبة ظلت ثابتة بشكل نسبي خلال السنوات الخمس الماضية، بحسب مائيف ريتشارد وهو مساعد عميد كلية ومدير مركز مهن الكلية. ونتيجة لذلك عندما يريد جي بي مورغان، على سبيل المثال، توظيف خريجين من حملة شهادة الماجستير في ادارة الأعمال من ذوي المهارة في ريادة الأعمال فإنه يتوجه الى ستانفورد، بحسب بوكاريا.ليس من الواضح كم سوف تستمر سمعة هذه الجامعة. وعندما انفجرت فقاعة دوت-كوم هبطت معدلات ريادة الأعمال بين حديثي التخرج من كلية الدراسات التجارية في ستانفورد. ويقول تشالنجر: "ما دام وادي السليكون مستمراً في اشراقه سوف ينال خريج ستانفورد بعضاً من ذلك البريق".