في خطوة عملاقة باتجاه تريليوني دولار... الصندوق السيادي السعودي يشارك «بلاك ستون» في تمويل البنى التحتية
يعتبر صندوق الثروة السيادية محور جهود السعودية الهادفة إلى تنويع دخلها بعيداً عن عوائد النفط، وفقاً لخطة التحول الاقتصادية المعروفة باسم رؤية 2030. وقد يشرف الصندوق في نهاية المطاف على أصول تصل قيمتها إلى أكثر من تريليوني دولار، وفق ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
تخطط المملكة العربية السعودية للتوسع في عمليات صندوقها للثروة السيادية، بحيث يصبح الأكبر في العالم. وقد خطت المملكة السبت الماضي خطوة عملاقة باتجاه تحقيق ذلك الهدف، عندما وقعت اتفاقات بمليارات الدولارات مع مجموعتي بلاكستون Blackstone Group وسوفت بنك SoftBank Group.ويعتبر صندوق الثروة السيادية محور جهود السعودية الهادفة الى تنويع دخلها بعيدا عن عوائد النفط، وفقاً لخطة التحول الاقتصادية المعروفة باسم رؤية 2030. وقد يشرف الصندوق في نهاية المطاف على أصول تصل قيمتها الى أكثر من تريليوني دولار، وفق ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. كما أن بيع حصة تقل عن 5 في المئة من شركة النفط العملاقة "أرامكو" سيوفر أموالا إضافية للاستثمار.وفي مناسبة نادرة جمعت في الأسبوع الماضي كبار المسؤولين السعوديين وأقطاب شركات أميركية، بمن فيهم الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورغان، تشيس غامي ديمون، والرئيس التنفيذي لمجموعة سيتي غروب، مايك كوربات، في العاصمة السعودية الرياض، قال المدير العام لصندوق المملكة للاستثمارات العامة، المستشار في الديوان الملكي، ياسر الرميان: "نحن نريد أن نكون قوة استثمار كبرى، ومعظم الاستثمارات التي أعلنا وسنعلن عنها هي استثمارات خارجية، ولكنها ستكون بالتوازي مع استثماراتنا في الداخل السعودي".
وقد تسارعت اتفاقات الصندوق في هذه السنة في مسعى لزيادة نسبة الموجودات الأجنبية من 5 الى 50 في المئة، باستثناء أرامكو.وفي ما يلي البعض من أكبر استثمارات الصندوق حتى الآن:
صندوق البنية التحتية مع «بلاكستون»
وافق صندوق الاستثمارات العامة على استثمار 20 مليار دولار في صندوق استثمارات للبنية التحتية مع شركة بلاكستون، وهي أكبر مدير أوراق مالية خاصة في العالم. وتخطط "بلاكستون" لجمع مبلغ مماثل من مستثمرين آخرين، وتتوقع شركة إدارة الأصول التي تتخذ من نيويورك مقرا لها تحقيق أكثر من 100 مليار دولار على شكل قوة شرائية من أجل مشاريع بنية تحتية، وبشكل رئيسي في الولايات المتحدة. وهذه الاتفاقية غير ملزمة، ولاتزال شروطها قيد تفاوض.وقال الرميان إن الاستثمارات المحتملة تعكس "وجهة نظر الصندوق السيادي الإيجابية إزاء مبادرات البنية التحتية الطموح في الولايات المتحدة، التي أعلنها الرئيس ترامب، وستسمح لصندوق الاستثمارات العامة بتحقيق عوائد في الأجل الطويل في ضوء النقص التاريخي في الاستثمار".صندوق رؤية «سوفت بنك»
أعلنت السعودية وسوفت بنك في الأسبوع الماضي أول إغلاق لجمع أموال أكبر صندوق استثمارات تقنية على الإطلاق في العالم، حيث تم تأمين أكثر من 93 مليار دولار من داعمين بقيادة صندوق الاستثمارات العامة والشركة اليابانية، وقد يرتفع تمويل الصندوق الى 100 مليار.ولم يكشف صندوق الاستثمارات العامة عن حجم استثماراته، لكن الأمير محمد بن سلمان وافق على استثمار محتمل بما يصل الى 45 مليار دولار في الصندوق خلال 5 سنوات، بعد اجتماع عقده مع ماسايوشي صن من "سوفت بنك"، كما ساهمت بمبالغ مالية في الصندوق كل من أبل وكوالكوم Qualcomm ومجموعة فوكسكون تكنولوجي Foxconn وشارب.وخلال إعلانه الاتفاق قال الرميان: "نحن ننشئ محفظة متنوعة في عدة قطاعات وفئات أصول وجغرافيات، ونتوقع أن يعمل صندوق الرؤية على شكل منصة لبلوغ طائفة من الفرص المثيرة والناشئة في قطاع التقنية".أوبر تكنولوجيز Uber Technologies
استثمر صندوق الاستثمارات العامة 3.5 مليارات دولار في شركة سيارات التاكسي الأميركية الشهيرة أوبر تكنولوجيز في شهر يونيو الماضي، ما جعله مستثمرا عالميا رئيسيا. وارتفعت قيمة أوبر نتيجة هذا الاتفاق الى 62.5 مليار دولار، كما حصل الرميان على مقعد في مجلس إدارة الشركة التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقرا لها.الصناعات العسكرية السعودية
أسس صندوق الاستثمارات العامة في وقت سابق من هذا الشهر شركة صناعات عسكرية بغية المساعدة على خفض اعتماد المملكة على مشترياتها الخارجية من المعدات الحربية وخلق صناعة إنتاج محلية للأسلحة. وقال صندوق الثروة السيادي إن هذه الشركة ستسهم بصورة مباشرة بنحو 14 مليار ريال سعودي (3.7 مليارات دولار) في الاقتصاد السعودي بحلول عام 2030، واستثمار أكثر من ستة مليارات ريال في البحث والتطوير، وخلق أكثر من 40 ألف فرصة عمل في الحقول الهندسية والفنية. وقال الرميان إن هذه الشركة "شيء مهم، ونحن ثالث أكبر دولة تنفق على السلاح في العالم، ولذلك نحن نريد بحلول عام 2030 أن ننتج 50 في المئة من مشترياتنا في السعودية".محمد العبار
كان صندوق الاستثمارات العامة من بين المستثمرين المشاركين في إطلاق مشروع التجارة الالكترونية في الشرق الأوسط "نون Noon" في شهر نوفمبر الماضي. وقد تعهد هذا الصندوق بقيادة قطب الأعمال مدير دائرة تنمية دبي ومستشار الشيخ محمد بن راشد ومؤسس ورئيس إعمار العقارية محمد العبار، باستثمار 500 مليون دولار – وهو نصف رأسمال "نون"، ووعد أن يكون عضوا فعالا في مجلس إدارته.وعمل الصندوق السعودي على تعميق علاقاته مع العبار الذي يشغل أيضا منصب رئيس مجلس إدارة شركة إعمار العقارية في دبي، وهي الأكبر في تلك الامارة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، وعندما استحوذ على حصة 50 في المئة من أداة استثماراته، وهي أديبتيو أي دي انفستمنتس، أقدمت أديبتيو على شراء أمريكانا شركة الأغذية الكويتية التي تدير مطاعم كنتاكي وبيتزاهت في إقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.بوسكو Posco
وكانت استثمارات صندوق الاستثمارات العامة في شركة بوسكو للهندسة والبناء الكورية واحدة من أول اتفاقات الصندوق في الخارج. وقد دفع الصندوق 1.1 مليار دولار لقاء حصة من 38 في المئة منها مع حق تعيين عضوين في مجلس إدارتها.في السعودية
على الصعيد المحلي لدى صندوق الاستثمارات العامة كمية من الأصول تقدر بنحو 106 مليارات دولار، بما في ذلك حصص في شركات مثل الصناعات الأساسية السعودية، وهي ثاني أكبر مصنع في العالم للبتروكيماويات والبنك التجاري الوطني وهو أكبر ممول في المملكة.كما أن الحكومة تخطط أيضا لتحويل ملكية العديد من أصول الدولة التي تم تخصيصها، بما في ذلك البورصة ومطاحن الدقيق الى الصندوق. ويعتبر صندوق الاستثمارات العامة المستثمر الرئيسي في مدينة الرياضة والترفيه المزمع إنشاؤها على مساحة 334 كيلومترا مربعا الى الجنوب من العاصمة الرياض، وفق ما أعلنته الحكومة في أبريل الماضي. وسوف يشمل الخطط منطقة سفاري ومركز الترفيه والألعاب العالمي المعروف باسم الستة أعلام Six Flags.
الصندوق السعودي يطلق مع «سوفت بانك» أكبر استثمار تقنية في العالم