قوات فرنسية خاصة في سورية والأسد يتقدم في «معركة البادية»
مقتل 80 من عائلات مقاتلي «داعش» بغارة أميركية في الميادين
صرحت وزيرة القوات المسلحة الفرنسية سيلفي غولار أمس، أن فرنسا لديها قوات خاصة إلى سورية، لكنها لا تنوي إرسال قوات برية لاستعادة مدينة الرقة التي تعتبر عاصمة الدولة التي أعلنها تنظيم «داعش». وأكدت غولار ان «هناك قوات خاصة تقوم بعمليات آنية»، مضيفة أن «إرسال قوات بشكل كثيف امر مختلف». وتتكتم فرنسا بشكل عام بشأن استخدام قواتها الخاصة التي يقدر عديدها ببضع عشرات من الأفراد في سورية. وقالت إن فرنسا تنفذ «كل حصتها» في التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» بطائرات قتالية متمركزة في المنطقة. ويضاف الى هذا مستشارون عسكريون وعناصر سلاح المدفعية الفرنسيون.
ويؤمن التحالف الدولي تغطية جوية واسعة ومدفعية محدودة للقوات البرية ضد تنظيم «داعش»، المشكلة من «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) التي وصلت الى بعد ثلاثة كيلومترات عن الرقة من الشرق، واربعة كيلومترات من الشمال. وقالت غولار ان «الفكرة حتى لدى الأميركيين، هي تكثيف القوات الحالية».
معركة البادية
إلى ذلك، استعادت قوات النظام السوري للمرة الاولى منذ 2014 الطريق الدولي الواصل بين دمشق ومدينة تدمر الأثرية، بعدما تمكنت بدعم روسي من طرد الجهاديين من منطقة صحراوية واسعة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان امس.وقال المرصد: «استطاعت قوات النظام بدعم من الطائرات الروسية التي شنت ضربات كثيفة، طرد مقاتلي داعش من منطقة صحراوية تمتد على مساحة اكثر من الف كيلومتر مربع»، مضيفاً ان مقاتلي التنظيم «انسحبوا بشكل متتال من مواقعهم نتيجة للقصف الكثيف».وبدأت قوات النظام بحسب المرصد هجومها قبل اسبوع للسيطرة على المنطقة الفاصلة بين مدينتي دمشق وتدمر الواقعة في محافظة حمص (وسط).وتقع مدينة تدمر الأثرية المدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) للتراث العالمي الانساني، في قلب البادية السورية التي كان التنظيم يسيطر منذ العام على اجزاء واسعة منها قبل أن يتراجع تدريجياً في الأشهر الأخيرة تحت وطأة الضربات الروسية.وتشكل البادية السورية المترامية على مساحة تقدر بنحو تسعين الف كيلومتر مربع، واحدة من الجبهات المتعددة الأطراف في الحرب السورية المستمرة منذ عام 2011، والتي تسببت في مقتل اكثر من 320 ألف شخص. وتتقدم قوات النظام في هذه المنطقة الصحراوية على حساب الفصائل الجهادية من جهة، والفصائل المعارضة المدعومة اميركيا والموجودة في المثلث الحدودي بين سورية والأردن والعراق.ونفذت الولايات المتحدة الاسبوع الماضي ضربة جوية استهدفت قافلة لمقاتلين موالين لقوات النظام كانت في طريقها الى موقع عسكري تتولى فيه قوات التحالف تدريب فصائل معارضة في منطقة التنف. وتسببت الضربة الأميركية في مقتل ثمانية مقاتلين من ميليشيا تضم مقاتلين شيعة مدعومين من إيران وموالين لدمشق.تحذير من إيران
في غضون ذلك، حذر نائبان في مجلس النواب الأميركي من نية إيران بناء قواعد عسكرية في سورية، مطالبين باتخاذ جميع التدابير اللازمة للحيلولة دون حدوث ذلك. وكتب النائبان بيتر روسكام من الحزب الجمهوري، وتيد دويتش من الحزب الديمقراطي رسالة إلى وزيري الدفاع والخارجية الأميركيين جيمس ماتيس وريكس تيلرسون، يحذران فيها من نية إيران الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط عن طريق سورية. واعتبرت الرسالة أن «حضور إيران الدائم في سورية، يضر بمصالح الولايات المتحدة، ومن شأنه أن يضعف إمكانية التوصل إلى حل سياسي للحرب».وطالبت باتخاذ التدابير اللازمة لـ»منع انتقال قوات ومعدات عسكرية من إيران إلى سورية عبر الطائرات المدنية والتجارية».تأشيرة مسلم
إلى ذلك، قال رئيس حزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي- السوري، الذراع السياسية لـ«وحدات حماية الشعب» صالح مسلم، إن أميركا لم تمنحه تأشيرة دخول لزيارتها، لافتاً إلى أنه «كان للوبي التركي في أميركا دور في رفض منحي التأشيرة». يشار إلى أن هذه هي المرة الثانية التي يرفض فيها طلب مسلم زيارة الولايات المتحدة، علما بأن الولايات المتحدة وافقت على تسليح «الوحدات».في غضون ذلك، وبعد تحذيرات أممية من تصاعد عدد القتلى المدنيين في الغارات على تنظيم «داعش»، قتل أمس 80 شخصاً بينهم 33 طفلاً من أفراد عائلات ارهابيي تنظيم «داعش»، في غارات نفذتها طائرات تابعة للتحالف الدولي بقيادة اميركية على مدينة الميادين في محافظة دير الزور شرق سورية، وفق ما زعم المرصد السوري لحقوق الإنسان.من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وفاة جندي أميركي متأثراً بجروح أصيب بها عند انقلاب مركبته بشمال سورية.