صدر حديثاً في القاهرة كتاب عن دار الهيثم للنشر والتوزيع بعنوان "إلى الدعاة" للداعية الإسلامي د. ناجح إبراهيم، وفيه أشار المؤلف إلى أن الداعية الحقيقي هو الذي تذكرك رؤيته بالله ويقربك إلى الله حديثه ويدعوك منطقه إلى التسامح، فإذا حدث العكس، فهناك خلل في منظومة الدعوة إما فيك وإما فيه، والدعوة إلى الله هي نفثة إيمانية تنبعث من قلب داعية صادق محب لربه ولدينه ولرسوله ولأمته ومحب للكون كله وللناس، فإذا بهذه النفثة الإيمانية الطيبة تصل إلى قلوب المدعوين فتهديهم، فالدعاة يسيرون إلى الله بقلوبهم، ويبلغون رسالة ربهم عبر هذه القلوب وليس عبر الألسنة، فالألسنة موصلة فقط، لكن ما خرج من القلب يستقر في القلوب.وتناول المؤلف عصارة علمه وخبرته في الدعوة إلى الله، مؤكدا أنه حاول الاختصار دون إخلال بالمعنى والمحتوى، وسطر أهم قضايا الدعوة في رسائل تلغرافية سريعة وبسيطة وواضحة لا تلتبس على أحد، فالإسلام قضية عادلة يتولاها أحياناً محامون فاشلون فتخسر هذه القضية، والإسلام تجارة رابحة يتولاها أحياناً تجار فاشلون فتخسر التجارة على أيديهم، ولو أن هؤلاء تركوا الإسلام يدافع ويذود عن نفسه ويتاجر بنفسه ما خسر أبداً، ومن أبدع كلمات الشيخ محمد الغزالي "إن نصف الذين كفروا بالله وجحدوا رسالته يتحمل مسؤوليتهم بعض الدعاة الذين بغضوا الناس في الدين ولم يحببوا الخلق في الخالق سبحانه"، وهذه مشكلة بعض الذين يحملون الإسلام إلى الناس وليست مشكلة الإسلام نفسه، فالداعية الحقيقي هو الذي يجعل الناس ترى الله في أعماله وتصرفاته وأخلاقه ورحمته وإحسانه قبل أن يقول لهم: قال الله كذا.
وأشار المؤلف إلى أن الدعوة إلى الله يمكن أن نعرفها في كلمتين قصيرتين بسيطتين هما "الصدع بالحق والرحمة بالخلق"، فمن جمع هذين العنصرين فقد أصبح من الدعاة بحق، ومن فقد أحدهما فقد شرطاً أساسياً في الدعوة إلى الله، والدعوة "حب" في المقام الأول، فمن كره نفسه أو كره الناس أو كره الكون فلن يصبح داعية، والداعية المحب هو الذي ستصل دعوته إلى القلوب، والداعية إلى الله يحتل مقام النبوة العظيم، فعليه ألا يلوث شرف هذا المكان بشهوة أو شبهة، فكل منهما محبط للدعوة إلى الله.
توابل - دين ودنيا
«إلى الدعاة»... يرصد مشكلات الدعوة
27-05-2017