اغتال الإرهاب فرحة المصريين بحلول شهر رمضان المعظم، إذ استيقظت مصر على نبأ استهداف عناصر إرهابية لحافلة تقل أقباطاً بينهم أطفال كانوا في طريقهم إلى دير الأنبا صموئيل بمحافظة المنيا، صباح أمس.وأطلق الإرهابيون، الذين كانوا يرتدون أزياء شبه عسكرية، النار على الحافلة، مما أسفر عن مقتل 28 مسيحياً وإصابة 26، معظمهم من الأطفال.
وقال مصدر أمني لـ«الجريدة»، إن عشرة إرهابيين ملثمين أطلقوا النار على الحافلة بالطريق الصحراوي الغربي بمركز مغاغة بمحافظة المنيا (صعيد مصر)، وسيارة ربع نقل كانت تقل 16 عاملاً في طريقهم إلى الدير ذاته.وفر المنفذون باتجاه الصحراء، في حين كثفت السلطات الأمنية حملات التمشيط لتتبعهم.ووسط مشاهد الغضب والحزن، تلقى المصريون، خصوصاً الأقباط في المنيا، الأنباء الحزينة، وهرعوا إلى المستشفيات، بينما تظاهر بعض الأقباط في مناطق متفرقة من البلاد.
ودعا الرئيس عبدالفتاح السيسي، لاجتماع مجلس أمني مصغر لبحث تداعيات الحادث، في حين كلف النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق فريقاً من محققي نيابة شمال المنيا الكلية بسرعة مباشرة التحقيقات.وبينما توالت الإدانات داخلياً وخارجياً، أعلنت دار الإفتاء المصرية إلغاء الاحتفال الذي كان مقرراً عقده مساء أمس لاستطلاع هلال شهر رمضان المعظم، والاكتفاء ببيان مفتي الديار المصرية الذي يعلن فيه نتيجة استطلاع الهلال، وذلك لما يمر به الوطن من حالة حداد وحزن جراء العمل الإرهابي، في حين دعت الكنيسة والأزهر الشريف إلى الوحدة، وتفويت الفرصة على الإرهابيين.وجاء الهجوم عقب إصدار السفارة الأميركية تحذيراً، في رسالة أمنية لرعاياها في مصر على موقعها الإلكتروني، الأربعاء الماضي، قالت فيه إنها «على دراية بتهديد محتمل نُشر على موقع من قبل جماعة حسم الإرهابية، يشير إلى عمل غير محدد هذا المساء». وأضافت السفارة أنه ليس لديها معلومات أخرى عن هذا التهديد المحتمل، ولكنها تتواصل مع السلطات المصرية.في المقابل، قالت تقارير إن بعض الشركات الأجنبية العاملة في مصر أصدرت تحذيرات للعاملين بها لتجنب الوجود بجوار المصالح الحكومية والتجمعات الأمنية والكنائس.