البيت الأبيض يشكل «غرفة حرب» للدفاع عن ملف روسيا
صهر ترامب إلى التحقيق
يسود التوتر أروقة البيت الأبيض، استعداداً لما وصفته مصادر مسؤولة فيه بـ«الحرب»، التي شُكِّلت لخوضها غرفة عمليات في مواجهة ملفات ضخمة تراكمت قبل جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخارجية وخلالها. وفي حين أعلن وزير العدل جيف سيشن أن وزارته سترفع ملف الأمر الرئاسي المتعلق بمنع سفر مواطني سبع دول إسلامية إلى المحكمة العليا بعدما رفضت محكمة فدرالية في ولاية فرجينيا أمس الأول الاستئناف الذي رفعته الإدارة لوقف قرار تجميده، بدا أن معارك كبرى تتجمع قبيل عودة ترامب من جولته الخارجية، خصوصاً في ملف التدخل الروسي المفترض في الانتخابات الأميركية، بعد بروز تعقيدات جديدة صبت كلها في غير مصلحة إدارة ترامب، كاشفة أن صهر الرئيس جاريد كوشنر بات محور التركيز في التحقيقات المتعلقة بهذا الملف.
وبينما اعتبرت بعض الأوساط أن قرار بريطانيا العودة عن وقف التعاون الاستخباري مع واشنطن حول التفجير الذي وقع في مدينة مانشستر البريطانية، فرضته طبيعة المعلومات الاستخبارية وتشابكها مع عناصر أخرى على علاقة بملف محاربة الإرهاب وبتعقيدات لها علاقة بطرف ثالث حليف لم تشأ تسميته، قالت إن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قد تكون أعطت ترامب أداة قتال قد تعينه في مواجهته المفتوحة، سواء مع الأجهزة الأمنية أو وسائل الإعلام، عندما انتقدت التسريبات الأمنية التي نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز».ومع إعلان لجان التحقيق المُشكّلة، سواء في مجلسي الشيوخ والنواب أو من قبل المحقق الخاص روبرت مولر مدير «إف بي آي» السابق، مواعيد نهائية وأوامر قضائية لتلقي المستندات وأشرطة التسجيل المتعلقة بملف التدخل الروسي المفترض، رصدت أوساط سياسية تحركات لافتة في معسكر الحزب الجمهوري، توحي بضيق صدر قادته من الانعكاسات السيئة التي باتت تهدد قاعدته الحزبية والجماهيرية جراء ملفات «الفضائح» التي تهدد، ليس فقط موقع الرئاسة، بل أغلبيته المهددة في انتخابات مجلسي الشيوخ والنواب العام المقبل.ورأت تلك الأوساط أن «الإنجازات» التي حققها الرئيس في بعض محطات رحلته الخارجية، خصوصاً في السعودية، قد لا تكون كافية لرد الموجة السلبية التي تنتظره بعد عودته إلى واشنطن في ظل الاستنفار الكبير الذي تعيشه الطبقة السياسية، مترافقة مع انتقادات وجهت إليه بسبب مواقفه المتعارضة مع أبرز حلفاء الولايات المتحدة سواء في حلف «الناتو» أو مع قادة دول الاتحاد الأوروبي.وخلصت تلك الأوساط إلى أن الأسبوع المقبل قد يشهد تطورات سياسية وقانونية سترسم مستقبل إدارة ترامب، في حين بعض التكهنات تتحدث عن إجراءات- في تلميح إلى العزل- قد لا يتجاوز تطبيقها عيد الميلاد نهاية هذا العام!