هلّ علينا الأبيض ذو الوجه الأحمر والشعر الأشقر، فارع الطول ضخم الهيئة الرئيس الأميركي "بو إيفانكا"، كما نحب أن نكنيه في عالمنا الذي يحترم الجمال ويقدسه، استقبلناه بحفاوة أذهلت المجتمع الدولي، فأكرمناه بقصائد المديح، وتغزلنا بحسنائه إيفانكا التي سرقت الألباب، وأشعلت الغيرة في نفوس الخليجيات، حتى إنهن رمينها بوابل النعوت القبيحة التي تعف عنها الألسن المتذوقة للجمال، "يا لهوتي"!لم يمض "بو إيفانكا" في ديارنا إلا 48 ساعة حقق فيها نصرا مبينا، وحصد 460 مليار دولار أميركي من عقود أسلحة وتجارة متبادلة، واجتمع بقادة وممثلين عن خمس وخمسين دولة إسلامية، وحظي بشرف إلقاء خطبة عصماء ذكّرهم فيها بأن يتمسكوا بالسلام، وأن يطردوا كل إرهابي أفاك، وعليهم أن يتعاونوا مع أميركا، فهي قارب النجاة من العدو الإيراني وحماس وحزب الله، وألا ينتظروا تدخلاً أميركياً لإصلاحهم.
فمن كان يتوقع يا سادة أن يحصل ما حصل مع من رفع راية الحرب ضدنا في حملته الانتخابية، وشن هجوماً قاسياً لاذعاً تجاه ديننا وثقافتنا، ووصمنا بأننا لا نملك غير النفط، ويجب علينا دفع الجزية له، واتهمنا بأننا خلف هجمات 11 سبتمبر، وقل ما شئت من سلسلة شتائم وجهت لنا ليتوسد رئاسة أميركا، وبعد وصوله للرئاسة كان أول قرار له منع الدول ذات الأغلبية المسلمة من دخول أميركا، وطرد كل من خالف سياسته بمن فيهم مسؤولون في حكومته، ورئيس مكتب التحقيقات الفدرالي، فتحول بقراراته إلى أضحوكة الإعلام الأميركي، يسخرون منه صباح مساء، ونحن في المقابل نخضع له، ونمكنه من خزائن الشعب لنودعه الجمل بما حمل!ولربما يقول قائل، أنت تعلم أننا أمة مهزومة ومغلوبة على أمرها، ولا نملك إلا النفط "الله يطول بعمره" فما الحل؟ ليس علينا اختراع العجلة، فالواجب النظر الى الأمم من حولنا أين كانت قبل 30 سنة مثل ماليزيا وسنغافورة وكوريا الجنوبية؟ وأين نحن منها اليوم؟ فهي لم تعتمد على الأعمام لإغاثتها، إنما على الشعب فاستثمرت فيه، وها هي تجني الأرباح والإنجازات في حين أننا ما زلنا متأخرين!
مقالات - اضافات
«بو إيفانكا ودفع الجزية»!
27-05-2017