بدأت القوات العراقية أمس عملية عسكرية لاستعادة ما تبقى من الأحياء التي لاتزال تحت سيطرة تنظيم «داعش» في الساحل الأيمن لمدينة الموصل مركز محافظة نينوى شمال العراق.وقال قائد عمليات «قادمون يا نينوى»، الفريق الركن عبدالأمير رشيد يارالله في بيان: «انطلقت جحافل القوات المشتركة لتحرير ما تبقى من الأحياء غير المحررة في الساحل الأيمن (الغربي)». وأوضح أن «قوات الجيش اقتحمت حي الشفاء والمستشفى الجمهوري، وقوات الشرطة الاتحادية اقتحمت حي الزنجيلي، وقوات مكافحة الإرهاب اقتحمت حي الصحة الأولى».وتحيط هذه الأياء الثلاثة بالمدينة القديمة، أي الوسط التاريخي للموصل من الجهة الشمالية الغربية.وتحاصر القوات العراقية المدينة القديمة التي تضم مباني متراصة وشوارع ضيقة من الجهة الجنوبية منذ عدة أشهر، لكنها لم تتمكن من التوغل فيها بسبب صعوبة دخول الآليات في شوارعها الضيقة.وكان قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت قال في بيان أمس الأول، إن «قطعات الشرطة المتمركزة في المحاور الجنوبية والشمالية، تشن قصفاً مكثفاً بصواريخ كراد ومدفعية الميدان والطيران المسير استهدف مقرات الدواعش ودفاعاتهم في باب الطوب، وباب جديد، والفاروق والزنجيلي، تمهيداً لاقتحام المدينة القديمة في الساعات المقبلة، وحشد قوات خاصة لإخلاء المدنيين ومساعدتهم في الخروج من مناطق الاشتباك».وأضاف أن «قواتنا قادرة على حسم معركة المدينة القديمة واستعادة جامع النوري، وداعش يفقد سيطرته على المناطق الحيوية القريبة من الحدباء».ونجحت القوات العراقية منذ منتصف أكتوبر 2016 حتى الآن في معارك متواصلة بالتعاون مع طيران التحالف الدولي من تحرير الأغلبية العظمى من مناطق واحياء محافظة نينوى من سيطرة «داعش».
مخاوف على المدنيين
وأمس الأول، أسقطت القوات العراقية منشورات تحث سكان المدينة القديمة على الفرار، الأمر الذي اثار مخاوف بين منظمات الإغاثة على سلامة المدنيين. ويواجه المدنيون المحاصرون داخل المناطق التي مازالت خاضعة لـ«داعش» في الموصل وضعاً مروعاً، في ظل ندرة الغذاء والماء وانقطاع الكهرباء وخدمات طبية محدودة.وقال أحد سكان حي الفاروق في المدينة القديمة أمس الأول: «ننتظر الموت في أي لحظة من القصف أو من الجوع... الكبار يأكلون وجبة واحدة في اليوم إما الطحين أو حساء العدس».وأشارت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي إلى أن ما يصل إلى 200 ألف شخص قد يفرون من الموصل مع اقتراب القتال من المدينة القديمة.وفر حتى الآن نحو 700 ألف من سكان الموصل، أو حوالي ثلث سكان المدينة قبل الحرب، وسعوا للاحتماء لدى أصدقاء أو أقارب أو في مخيمات للنازحين.«الحشد»
في سياق متصل، أعلنت قوات الحشد الشعبي، التي تضم فصائل شيعية عن تحرير قاعدة سنجار العسكرية غرب مدينة الموصل بالكامل والسيطرة على أربع قرى وطريق سنجار- البعاج غربي القيروان في قضاء سنجار.كما أعلن إعلام «الحشد» أن قواته حررت قريتي رمبوس الشرقية والغربية شمال قضاء البعاج في محافظة سنجار غربي محافظة نينوى قرب الحدود مع سورية.وأكد الأمين العام لمنظمة «بدر» هادي العامري، القيادي في «الحشد» إن قواته لن «تسمح لأي أحد بالتدخل في عمليات تحرير الأراضي العراقية»، مشدداً على أن «عمليات الحدود» تمت بالاتفاق مع القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الحكومة حيدر العبادي.وقال العامري: «نحن في بداية العمليات أكدنا على أن هذه العمليات للحدود وليس عمليات تنتهي للقيروان أو البعاج، إنما الحدود العراقية- السورية بشكل كامل»، لافتاً إلى أن «معركتنا ستستمر باتجاه الحدود والتقدم جيد جداً ووفق الخطة المرسومة، وقريباً سنكون على الحدود العراقية- السورية وسنفاجئكم بذلك».وفيما يخص الوصول إلى الحدود العراقية - السورية وانعكاساته المحتملة، قال العامري «لا ننسق مع غير الحكومة السورية الشرعية، ولا نتدخل في الشأن السوري إلا إذا طلبت منا الحكومة السورية ذلك أو مطاردة تنظيم داعش إن اضطررنا إلى ذلك، وأيضاً لا ندخل إلا بإذن من الحكومة السورية».