«داعش في ميزان الإسلام»... كتاب يفضح الفكر الشاذ للفئة الضالة

صدر حديثاً في القاهرة كتاب "داعش في ميزان الإسلام.. عرض ونقد" للدكتور علي محمد حسن الأزهري، عضو هيئة التدريس في جامعة الأزهر، يفند خطورة الفكر الخارجي على الأمة وشبابها وهويتها، مؤكداً أن تلك الأفكار تضرب بِجذورها السحيقة في أعماقِ تاريخِ الأمةِ التليدِ، ليمتد كالنارِ في الهشيمِ يكدر صفو واقعها، ويعَكر على الناس مشاربهم.

يركز الكتاب على أفكارِ تلك الفئة الضالة قديماً وحديثاً وتفنيدها بالمراجعِ والصور والأقوالِ المسندة لأصحابِها، وتناول الكتاب نشأة داعش ومنهجها وفرقها وألقابها وتعاليمهم مبيناً كيف كانت عقيدتهم في استباحةِ الدماءِ الطاهرةِ، وتكفيرِ أصحابِ النبي (صلى الله عليه وسلم) وقتلِ الأكابرِ كعثمان، وعلي.

وتناول الكتاب كيف فهم هؤلاء الغلاةُ، وكيف انتقل فكرهم النتن عبر الأصلاب والأحقاب، وكيف انخدعَ بهِم الشباب، والغوغاء، والدهماء، ومن أين جاء تكفيرهم للمجتمعاتِ، ومن ثم قتالهم لأهل الإيمان، والقعود عن قتالِ أهل الأوثان، بدعوَى الفريضة الغائبة.

أوضح الكتاب كيف تفرق هذَا الفكرُ الشاذ في جماعات، وفرق لَا يرقبون في مؤمن إلاً ولَا ذمة، مبينا أهدافَهم وأساليبهم في العملِ السري، وكيف توسعوا بطريقة لا مركزية بداية من التكفير والهجرة، وتنظيم الجهاد، للسروريةِ، امتداداً بالقاعدةِ، حتى وصلنا إلى داعش، التي تمددتْ في عقولِ شبابِ الأمة بشبهاتِها، وقوتِها الإعلامية، والتقنية، والمالية، فشغلت مساحة كبيرة في عقول شباب مغيب حُرِم العلم الشرعي، والهدف، والغايةَ مِن الحياة، بل أحياناً حرم الوسيلةَ، حتى امتدت له يد الجهل والتطرفِ، التي كفرت حكام الأمةِ، ورعاياهم، ومثلت بالعلماء، وجعلوا أنفسهم في موقف الند مع أصحابِ النبي (صلى الله عليه وسلم) بل فضلُوا أنفسَهُم علَى الصحابةِ في غيرِ ميدانٍ، ونبذُواْ كتابَ اللهِ وراءَ ظهورِهِم، ومَا نجَا منهُم عالمٌ حيّاً أو ميتاً، فأعناقُ الأحياءِ قدْ حزتْ، وقبورُ الصالحينَ قد نبشتْ أوْ دمرتْ أوْ أحرقتْ، وحاضرةُ العباسيينَ أضحتْ هشيماً تذرُوهُ الرياحُ، وأهلُ الشامِ بينَ هاربٍ لاجئٍ أوْ منحورٍ مستباحٍ.

تناول الكتاب الرد على شبهات داعش، التي يدعون بسببها تكفير المجتمعات، ومن أبرز تلك الشبهات، التي تناولها المؤلف، فتنة التكفير، والخروج على الحكام، وفتنة التفجير والاغتيالات والخطف والسرقات، والحكم بغير ما أنزل الله، والجزية، وإقامة الحدود ومنها حد الردة، وسبي النساء، وحرق الطيار الأردني، والبيعة ووهم الخلافة الداعشية، وتحريم الانتخابات البرلمانية لدى داعش.