شن المرشد الإيراني علي خامنئي هجوما عدائيا على سياسات المملكة العربية السعودية، بعد أيام من انعقاد القمة العربية الإسلامية الأميركية في الرياض التي طالب خلالها العاهل السعودي الملك سلمان طهران بوقف رعاية الإرهاب وزعزعة استقرار دول المنطقة.ونقلت وكالة أنباء "فارس" عن خامنئي قوله، خلال فعالية دينية أقيمت عصر أمس الأول، إن "المجتمع الإسلامي كسائر المجتمعات الأخرى يواجه بعض المشاكل، فبعض الأشخاص غير الأكفاء كالسعوديين باتوا اليوم يتحكمون في مصير جمع من الأمة الاسلامية".
وأضاف خامنئي: "إن السعوديين أشداء مع المؤمنين ورحماء مع الكفار".وتابع: "الباطل لا محالة آيل إلى الزوال والاضمحلال".يذكر أن خامنئي بموجب الدستور الإيراني، هو صاحب الكلمة الأخيرة في جميع الشؤون الاستراتيجية للبلاد، باعتباره المرشد الأعلى للثورة الإيرانية.وكان الملك سلمان قد قال خلال القمة العربية الإسلامية الأميركية التي حضرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب و50 من قادة العالم العربي والإسلامي الأسبوع الماضي إن "إيران هي رأس الإرهاب العالمي... ولكننا لا نأخذ الشعب الإيراني بجريرة نظامه".واعتبر الملك سلمان أن "النظام الإيراني وحزب الله والحوثيين وداعش والقاعدة متشابهون".وهاجم ترامب طهران خلال زيارته للسعودية، وقال إنه "يجب على كل الدول التي تملك ضميرا أن تعمل معا لعزل إيران".وكانت السعودية قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران بعد أن اقتحم متظاهرون السفارة السعودية في طهران، وأشعلوا النار في جزء من المبنى، بعد أن نفذت السلطات السعودية الإعدام بحق رجل دين شيعي.
تحسين العلاقات
وفي خط مغاير لنهج خامنئي العدائي، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني، وهو شخصية برجماتية لديه في الواقع نفوذ أقل من المرشد الأعلى، إلى تحسين العلاقات مع دول الخليج خلال اتصال هاتفي مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد الذي تعرضت بلاده لانتقادات بسبب علاقتها مع طهران.وقال روحاني لأمير قطر: "نريد أن يسود الاعتدال والتعقل في العلاقات بين الدول، ونؤمن بأن الأولوية ينبغي أن تكون للحل السياسي".وأضاف روحاني للشيخ تميم: "بلدان المنطقة بحاجة لمزيد من التعاون والمشاورات لحل أزمتها، ونحن مستعدون للتعاون".اغتيال قائد
إلى ذلك، أكدت مصادر أمنية إيرانية لـ"الجريدة" اغتيال قائد ثكنة ضيائي، العقيد محمد رضا فيروزي في مدينة اروميه بمحافظة اذربيجان الغربية وسائقه في كمين أسفر عن إصابة 7 جنود وضباط أمس الأول.وثكنة ضيائي هي معسكر لحرس الحدود قرب إقليم كردستان العراق، حيث تنشط مجموعات كردية إيرانية مناوئة للنظام الإيراني.وكانت وسائل الإعلام الإيرانية نشرت أمس الأول خبرا يفيد بأن جنديين من حرس الحدود قتلا في اشتباك مع عناصر حزب "بيجاك" الكردي المقرب من حزب "العمال الكردستاني"، إلا أن مصادر "الجريدة" أكدت أن قائد الثكنة هو المستهدف.قلق فرنسي
في سياق منفصل، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، رومان نادال، عن قلق بلاده إزاء إعلان إيران عن مواصلة إنتاج الصواريخ وإجراء التجارب الباليستية، قائلاً إنها تتعارض مع القرار رقم 2231 الذي أصدره مجلس الأمن بالأمم المتحدة، عقب الاتفاق النووي بين إيران ودول "5+1" في يوليو 2015.ويحظر القرار الأممي على إيران إنتاج وتطوير صواريخ بعيدة المدى، وإجراء التجارب الباليستية على الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية.انتخابات الرئاسة
في شأن آخر، عقد مجلس صيانة الدستور الإيراني أمس اجتماعا تناول خلاله سير عملية الانتخابات الرئاسية التي أجريت أخيرا وفاز فيها روحاني بولاية ثانية على منافسه مرشح التيار الأصولي إبراهيم رئيسي.وبحث الاجتماع التجاوزات التي شابت العملية الانتخابية، ومن المقرر أن يعلن المجلس نتائج اجتماعه لاحقاً.