واصلت القوات المصرية ضرباتها لليوم الثالث على التوالي انتقاماً لمقتل 29 قبطياً في مذبحة المنيا الجمعة الماضي، التي نفذتها عناصر تنتمي إلى تنظيم "داعش" تسللت من تجمعات في ليبيا، التي تعاني فراغا أمنيا وانتشارا للميليشيات المسلحة.وكشف مصدر رفيع المستوى لـ"الجريدة"، أن القوات المصرية نفذت فجر أمس، ضربة جديدة لعدد من معسكرات الإرهابيين في ليبيا، وذلك بالتنسيق مع قوات الجيش الوطني التابعة للمشير خليفة حفتر، مشيراً إلى أن وفدا أمنياً من مصر غادر إلى ليبيا لبحث تأمين الحدود مع قوات حفتر، التي سلمت قائمة بأسماء 950 مصرياً في معسكرات إرهابية على الأراضي الليبية. وعلمت "الجريدة" أن الضربة الجوية نجحت في تصفية القيادي بـ"مجلس شورى درنة"، التابع لتنظيم "القاعدة"، عبدالمنعم سالم، الملقب بـ"أبو طلحة"، وأربعة من أتباعه كانوا برفقته، بخلاف عشرات آخرين ممن كانوا بموقع الاستهداف في مدينة درنة.ويعد أبوطلحة أحد قيادات تنظيم "القاعدة" وعضوا سابقا في الجماعة المقاتلة، وسجينا سابقا في قضية تفجير القبة بليبيا، والتي استهدفت محطة وقود، ومركزا للشرطة، ومنزل رئيس مجلس النواب الليبي، راح ضحيتها نحو 40 شخصا، بدعوى الانتقام من عمل عسكري مصري ردا على قطع رؤوس 21 قبطيا مصريا بليبيا في فبراير عام 2015.
إخطار أممي
وأخطرت القاهرة عبر بعثتها لدى منظمة الأمم المتحدة مجلس الأمن الدولي، بأن الضربات الجوية التي استهدفت مواقع التنظيمات الإرهابية في مدينة درنة بشرق ليبيا، تأتي اتساقاً مع المادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة المعنية بالحق الشرعي في الدفاع عن النفس، واتساقا مع قرارات مجلس الأمن الخاصة بمكافحة الإرهاب.وقال الخبير العسكري، اللواء سمير فرج، إن الضربات المصرية نجحت في القضاء على عدة أهداف ومعسكرات بمدينة درنة، متوقعا أن تبدأ القوات المسلحة في دراسة نتائج العمليات وتحليلها لدراسة قرار الإنزال البري في ليبيا لتنظيف المواقع التي تم قصفها جوا.تفاصيل جديدة
وفي سياق الجهود الأمنية لتتبع منفذي مذبحة دير الأنبا صموئيل بالمنيا، قال مصدر أمني لـ"الجريدة" إن توجيهات صدرت لقوات حرس الحدود للاستعانة بـ"قصاصي الأثر"، لتتبع تحركات العناصر الإرهابية من جهة، وتوسيع دائرة التمشيط بالمنطقة الصحراوية، والاستعانة بعناصر من القوات الجوية، لتغطية المساحات مترامية الأطراف على الحدود الغربية الجنوبية، وإمكانية تحويل الإرهابيين المتورطين في الهجوم الإرهابي لوجهتهم من الغرب إلى الجنوب، في إطار محاولة خداع القوات المصرية.وأشار المصدر إلى أن مسلحين استقلوا ثلاث سيارات دفع رباعي، استخدموا أكثر من 500 طلقة في الهجوم على الحافلتين، وسط ترجيحات بمساعدة مجموعة من "الأعراب البدو" لتسهيل مهمة الإرهابيين والوصول إلى موقع الحادث بالمنيا، عبر المدقات الجبلية.من جهته، قال رئيس المجلس الأعلى للقبائل المصرية والعربية، سالم أبوغزالة، لـ"الجريدة"، إن بعض الأعراب في غربي محافظة المنيا سافروا إلى ليبيا، وأقاموا هناك، وتجمعهم علاقات نسب مع قبائل ليبية، متوقعا أن يكون أحد أبناء عرب المنيا قد سهل دخول العناصر الإرهابية عبر الدروب الصحراوية إلى المنطقة القريبة من دير الأنبا صموئيل، مؤكدا أن التحقيقات الجارية ستحسم هذه المسألة بشكل نهائي.يأتي ذلك في وقت حذرت أجهزة سيادية من عمليات إرهابية جديدة خلال الأيام المقبلة، مطالبة بزيادة إجراءات التأمين حول المنشآت الحيوية والسيادية ودور العبادة المسيحية تحسبا لأي هجوم، وضرورة تكثيف الوجود الأمني في الشوارع والميادين الرئيسية للتضييق على تحركات العناصر الإرهابية.قمة العشرين
إلى ذلك، علمت "الجريدة" أن الرئيس عبدالفتاح السيسي سيشارك في قمة دول العشرين التي تستضيفها ألمانيا خلال يونيو المقبل، وقال مصدر مسؤول، إن مشاركة الرئيس في هذه القمة التي تأتي خلال منتصف الشهر المقبل بألمانيا، تعد تأكيدا على ما تتمتع به الدولة المصرية في الوقت الراهن من ثقل وثقة وتقدير الدول الغربية، ومن المقرر أن يجري السيسي على هامش القمة التي تضم قادة أكبر عشرين اقتصادا في العالم، مباحثات سياسية مهمة مع عدد من قادة العالم في المجالات الاقتصادية والتجارية، فضلا عن جهود مكافحة الإرهاب في العالم.في غضون ذلك، تستضيف القاهرة اليوم أعمال الاجتماعات المصرية الروسية "2+ 2" بحضور وزيري الدفاع والخارجية في كلا البلدين، ويصل وزيرا الدفاع والخارجية في روسيا سيرجي شويجو وسيرجي لافروف إلى القاهرة بعد غد، ومن المقرر أن يلقتيا الرئيس المصري.ويعقد الوزيران الروسيان مع نظيريهما المصري صدقي صبحي وسامح شكري، جلسة مباحثات لمناقشة مجمل ملف العلاقات السياسية والعسكرية والأمنية وسبل تعزيزها، بالإضافة إلى التشاور حول الأوضاع في سورية وليبيا وعدد من القضايا المطروحة على جدول أعمال مجلس الأمن التي تهم البلدين.«المسيحيين غير آمنين» هاشتاغ يثير جدلاً
دشن نشطاء أقباط هاشتاغ "المسيحيين غير آمنين في مصر" باللغة الإنكليزية للتعبير عن غضبهم من تكرار استهدافهم من قبل العناصر الإرهابية، ونشر الناشط القبطي إبرام لويس، الهاشتاغ عبر صفحته الرسمية على موقعي "فيسبوك" و"تويتر"، مما تسبب في حالة واسعة من الجدل.الهشتاغ لقي معارضة من داخل الصف المسيحي نفسه، حيث انتقد المدون رامز صبحي الهاشتاغ ووصفه بـ"العنصري"، فضلاً عن أنه يعكس صورة سيئة عن مصر أمام دول العالم باعتبارها دولة لا تستطيع حماية مواطنيها المسيحيين، في حين قال المفكر العلماني، سليمان شفيق لـ"الجريدة" إن الإحباط العام هو الدافع الأساسي وراء تدشين ذلك الهشتاغ والتفاعل معه على الرغم من أن الهشتاغ انفعالي.