مع دخول جامعة الكويت فترة تحديد مصير الطلبة لتحديد مدى جهودهم وتحصيلهم العلمي في الفصل الدراسي الثاني من خلال تصحيح الاختبارات، تدور أحاديث طلابية عن وجود أدوات مساعدة بمنح درجات "بونص" أو "كيرف"، وهي بضع درجات تكون بيد أستاذ المقرر الذي تكون له مطلق الصلاحية في إعطائها للطالب أو حرمانه منها. وفي هذا الصدد التقت "الجريدة" مجموعة من اعضاء هيئة التدريس بالجامعة، وناقشتهم حول "البونص" وفلسفتها ومعايير إعطائها للطلبة وطريقة توزيعها، وما يشهده منح تلك الدرجات من تساهل لدى بعض الأساتذة، في مقابل انضباط البعض الآخر.
بداية، قال عميد كلية التربية في جامعة الكويت د. بدر العمر ان فترة الاختبارات النهائية لا تتعارض كليا مع شهر رمضان، إذ تحرص الكلية على تهيئة جميع الاجواء للطلبة، من خلال تكييف القاعات الدراسية التي ستجرى بها الاختبارات، مبيناً أن بعض الاختبارات تكون في اول النهار وبعضها في اخره، فلا وجود للتعب والجهد في هذه الفترة. وأوضح العمر ان مسألة "البونص" التي تعطى للطلبة خلال فترة الاختبارات النهائية متعلقة بعضو هيئة التدريس، لتحديد مصير الطالب، فهناك بعض الاساتذة يعتمدها لرفع درجة الطالب، مشيراً إلى أنها موجودة في الكلية، ولكن بشكل محدود، وليست على نطاق واسع.
رصد الدرجات
من جانبه، ذكر رئيس قسم الفيزياء في كلية العلوم د. يعقوب مقدسي، ان آلية طرح "البونص" ترجع إلى عضو هيئة التدريس، فمن خلال رصد الدرجات يتضح للأساتذة المصححين ان الطالب بحاجة الى القليل من الدرجات حتى يجتاز المقرر، لذا يتم التصعيد لدرجة افضل من الدرجة التي تم رصدها. وبيَّن مقدسي أن اجراء الاختبارات النهائية في الكلية خلال فترة الصوم لا يؤثر على الطالب، كونه كان على علم سابق بأن الاختبارات ستتزامن مع الشهر الكريم، وقد وطن نفسه على ذلك، بل إن بعض الطلبة سيمر باختبارين في يوم واحد، ومن هذا المنطلق ليس هناك تذمر من هذا التزامن. وأشار مقدسي الى ان الاختبارات النهائية ليست المؤشر الوحيد لمجهود الطالب، حتى يتم تقديره بأنه طالب متفوق او متعثر، وذلك لوجود اختبارات استباقية تتمثل في "الميدتيرم" الاول والثاني، فتلك جميعها اختبارات تبين مدى جهد الطالب العلمي لعضو هيئة التدريس في جامعة الكويت، لافتا الى انه خلال فترة التصحيح تتم مراعاة بعض الطلبة، من خلال مقارنة الجهود في فترة الاختبارات الاولى والنهائية.المستوى البدني
بدوره، قال رئيس قسم المحاسبة في كلية العلوم الادارية بجامعة الكويت د. صادق البسام، ان "البونص" في الجامعة موجودة، وهناك العديد من اعضاء هيئة التدريس يعطون الطلبة "الكيرف"، وهذا من الاخطاء الشائعة التي تشجع الطالب على الاعتماد على درجات قد تعطى من دون حق، مشيرا إلى أن هناك تسيباً في إعطاء الكيرف أو البونص في الجامعة، من قبل الأساتذة وهذا أمر غير مقبول، بل يجب محاربته والحد منه. وأضاف البسام: "نحاول محاربة ظاهرة البونص والكيرف والحد منها في جامعة الكويت، وذلك عن طريق متابعة آلية معينة في توزيع الدرجات، حتى يكون المعيار الاساسي لنيل الدرجات هو الاختبار، لاسيما أن بعض أعضاء هيئة التدريس ملتزم بإعطاء الكيرف وبعضهم غير ملتزم بذلك.ورأى أن تزامن الاختبارات النهائية مع شهر الصوم لا يؤثر على الطالب، إذ مازال كل منا بحيويته في أول الشهر، وإن كان لحرارة الطقس مع الصيام أثرها على الجهد البدني، مؤكداً حرص الكلية على مصلحة الطلبة بتوفير قاعات مكيفة، مع خروج الطلبة من الاختبارات قبل موعد الافطار بساعتين، مما يحفز الطلبة على خوض الاختبارات دون تردد او عوائق.