تظاهر بضع مئات من الأشخاص في الحسيمة بشمال المغرب مساء الأحد لليلة الثالثة على التوالي لكن دون وقوع حوادث، بحسب ما أفاد مصور فيديو لوكالة فرانس برس.وتجمع شبان في حيين على الأقل على أمل التظاهر في الساحة الكبرى بوسط الحسيمة وهم يهتفون «دولة فاسدة» و«كرامة» و«كلنا زفزافي» في إشارة إلى ناصر زفزافي زعيم الحراك الفار حالياً والمطلوب من القضاء.
إلا أن قوات الأمن التي فرضت طوقاً في المدينة منعتهم من التقدم وبعد التجمع لمدة ساعة تقريباً في جادة طارق بن زياد تفرق عناصر الشرطة والحشد المكون من 200 إلى 300 شاب دون حصول صدامات.وقال ناشط لوكالة فرانس برس عبر الهاتف «لم يكن بالإمكان أن نخطو خطوة واحدة، الشرطيون في كل مكان»، مشيراً إلى تكرار الوضع نفسه إنما بعدد أقل من المتظاهرين في حي آخر من المدينة.وتابع الناشط أن تظاهرة تضم بضع مئات من الأشخاص نظمت دون حوادث أيضاً في مدينة امزورين (18 كلم عن الحسيمة).كما نظمت تظاهرات «تضامناً» في مدينتي الناظور وطنجة (كلاهما في الشمال) والدار البيضاء والرباط حيث أشار أحد المشاركين إلى تجمع نحو 300 شخص في العاصمة.
حركات تمرد
ويشهد إقليم الحسيمة في منطقة الريف التي جرت فيها في الماضي حركات تمرد، تظاهرات منذ أن قتل في نهاية أكتوبر 2016 بائع سمك سحقاً داخل شاحنة نفايات.وبات زفزافي منذ مساء الجمعة مطلوباً رسمياً من قوات الأمن المغربية وذلك بسبب تهجمه على إمام مسجد أثناء القائه خطبة الجمعة.وتمكن زفزافي من الافلات من الشرطة وهو فار حالياً، وفي آخر تسجيل فيديو نشره الجمعة، دعا إلى «المحافظة على الطابع السلمي للمسيرات».ونظمت عدة تظاهرات ليلية (بسبب شهر رمضان) يومي الجمعة والسبت في الحسيمة وبلدات أخرى من الإقليم شهدت صدامات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن.وفي غضون ثلاثة أيام، أوقفت الشرطة 22 شخصاً، بحسب تعداد رسمي أخير اتهمتهم بـ «التعدي على الأمن الداخلي» وبـ «التحريض على ارتكاب جنح وجرائم واهانة موظفين حكوميين» وبـ «العدائية ضد الرموز».وقال المحامي عبد الصادق البشتاوي أن الشرطة أوقفت 70 شخصاً منذ الجمعة.تابع البشتاوي الذي أتى لمساعدة الأسر المتجمعة الأحد أمام مديرية الأمن الرئيسية في الحسيمة في انتظار معلومات عن أقاربهم، لوكالة فرانس برس «هناك 37 عملية توقيف يوم السبت وحده».وتسعى الحكومة منذ سنوات إلى احتواء الاستياء، وبادرت إلى عدد من الإعلانات المتعلقة بتنمية اقتصاد المنطقة، مرسلة وفوداً وزارية في الأشهر الستة الأخيرة، لكنها عجزت عن تهدئة الاحتجاجات.وأحيت في الأسابيع الأخيرة سلسلة من المشاريع التنموية للمنطقة معتبرة أنها «أولوية استراتيجية»، وأكدت أنها «تشجع ثقافة الحوار».