حول برنامجه «نبي الرحمة والتسامح»، يقول الداعية عمرو خالد: «نحرص على ربط قصة النبي (ص) بالواقع، وكأننا نقول إن السيرة حياة، فقد سُميت السيرة كذلك لتسيرَ بنا في الحياة. من ثم، ستكون السيرة بمنزلة عِبرة ونموذج للشباب والشابات الذين يتخذون من مسيرة النبي قدوة لهم».

وحول الإسقاطات التي سيعمد خالد إلى مقاربتها مع حياتنا الراهنة، يقول: «كانت حياة النبي ثرية جداً، وهو الوحيد الذي جمع له الله خلال الستين سنة التي عاشها كل ما يحتاج إليه الإنسان، فعاش غنياً وفقيراً، حاكماً ومحكوماً، أعزب وزوجاً وأباً وجداً.. وغير أسلوب حياته ثلاث مرات، ليعلّم الناس معنى الإصرار في الحياة وبأن الأبواب لا تُطرق مرة واحدة».

Ad

ويلفت خالد إلى أن سيرة النبي لم تكن غنية باحتياجات الناس الدينية فحسب، بل بخبرات الحياة. ويضرب مثلاً بقوله: «نسلط الضوء في البرنامج على قصة الحب التي جمعت سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بزوجته السيدة خديجة وهي علاقة تُدرّس، كونها إحدى أقوى قصص الحب في التاريخ، فقد جمعتهما أحلام مشتركة وإصرار على معانٍ مختلفة للحياة».

نبذ العنف

يركِّز خالد على أهمية التطرّق إلى قضية نبذ العنف من منظور السيرة النبوية وأفعال وممارسات نبي الرحمة، ويقول حول هذا المحور: «نطرح موضوع نبذ العنف والتطرّف من خلال السيرة النبوية، إذ كانت للنبي حرية الاختيار بين السلام والتسامح وبين الصراع والعنف، فاتخذ من السلام طريقاً... ومن هنا، سمّينا البرنامج «نبي الرحمة والتسامح، كذلك نكتشف بأن الآية الكريمة التي أُنزلت «وما أرسلناك إلاّ رحمةً للعالمين» كانت هدفاً نفّذه النبي فعلاً».

يشدد عمرو خالد على عدم  تصديق المتشددين الذين يلجؤون إلى العنف، ويوضح: «نقول في البرنامج: إياكم أن تصدقوا أولئك المتشدّدين، فنبيّنا هذه اختياراته... فهو نبي الرحمة والتسامح الذي يفتخر به المسلمون».

خلطة جديدة

يختم خالد حديثه قائلاً: «كنا نعزل غالباً بين العاطفة الدينية والمحبة للرسول عند المسلمين من جهة وبين مواجهة التطرف من جهة أخرى، وهو عزل بين العاطفة والفكر، بينما الخلطة الجديدة تركز على تسخير شدّة التعلق بالرسول كمُحفِّز لتحريك العقل، وهو في الوقت نفسه سعي إلى نبذ العنف والتطرف».

يُذكر أن البرنامج يعتمد على تقديم الحكاية عن طريق الرسوم المتحركة التي لم نرها في المسلسلات سابقاً، ونُفِّذت في رومانيا، إحدى أكثر الدول إنتاجاً لهذا الفن المتقدم في أوروبا. أما ديكور البرنامج فيمزج بين المعاصرة والأصالة العربية، فيما يؤدي الأغنية الخاصة بالبرنامج الفنان هشام عبّاس.