البغدادي يرحل إلى مصر بحثاً عن الكنز (4 - 30)
في هذا الجزء من ليالي «ألف ليلة وليلة»، تصل شهرزاد إلى مجموعة حكايات تدور حول قيم الوفاء بالدين والزهد واللجوء إلى الصبر، في مواجهة المكاره والأزمات التي يمرّ بها البشر. تتنقل بين قصص قصيرة عدة، من بينها قصة الرجل البغدادي البسيط، الذي قال له الهاتف في المنام إن رزقه في مصر، فلما وصل إليها سُرق وضُرب وعُذِّب، إلى أن وصل إلى الوالي، الذي ضحك من سبب مجيئه من بغداد إلى مصر ثم حكى له مناماً رأى فيه بيتاً في بغداد يختبئ فيه كنز ثمين.
لما كانت الليلة السادسة والعشرون بعد الثلاثمئة، قالت شهرزاد، يحكى أيها الملك السعيد، أنه كان في ما مرّ من الزمان رجل عابد، له عيال يغزلون القطن، فكان كل يوم يبيع الغزل ويشتري قطناً، وما بقي من الربح يشتري به طعاماً لعياله.خرج ذات يوم وباع الغزل، فلقيه أخ له، فشكا إليه الحاجة فدفع له ثمن الغزل ورجع إلى عياله من غير قطن ولا طعام. ولما سألوه: أين القطن والطعام؟ أجابهم: استقبلني فلان فشكا إليَّ الحاجة، فدفعت إليه ثمن الغزل. فقالوا: ماذا نصنع وليس عندنا شيء نبيعه؟ وكانت عندهم قصعة مكسورة فذهب بها إلى السوق، فلم يشترها أحد منه، وبينما هو في السوق مرّ به رجل ومعه سمكة، فلما رآها كانت منتنة منفوخة لم يقبل أحد أن يشتريها، فقال لصاحبها: أتبيعني كاسدك بكاسدي؟ أجابه: نعم. دفع له القصعة وأخذ منه السمكة ورجع بها إلى عياله، فقالوا له: نشويها ونأكلها إلى أن يرزقنا الله تعالى من فضله. فأخذوها وشقوا بطنها، فإذا فيها حبة لؤلؤ، فقال لهم: إن كانت مثقوبة فهي لبعض الناس، وإن كانت غير مثقوبة فإنها رزق ساقه الله تعالى إلينا. فوجدوها غير مثقوبة.ولما أقبل الصباح، توجّه بها إلى بعض أخوانه من أصحاب المعرفة، فسألوه من أين هذه اللؤلؤة؟ أجابهم: رزقنا الله بها. فقال له أحدهم: إنها تساوي ألف درهم، ولكن اذهب بها إلى فلان فإنه أكثر مني مالاً ومعرفة. ذهب بها إليه فاشتراها منه بسبعين ألف درهم، ودعا بالحمالين فحملوا له المال حتى وصل إلى باب منزله، فجاء سائل وقال له: أعطني مما أعطاك الله تعالى، فقال للسائل: كنا بالأمس مثلك. خذ نصف هذا المال. فلما قسم المال شطرين، وأخذ كل واحد شطره، قال له السائل: أمسك عليك مالك وخذه بارك الله لك فيه، وإنما أنا اختبار ربك. فقال: الحمد لله والمنة. وما زال في أرغد عيش هو وعياله إلى الممات.
ثم قالت شهرزاد للملك شهريار: يُحكى أن أبا حسان الزيادي قال: اشتدت عليّ الحال في بعض الأيام، ووجدت ضيقاً شديداً، وألحّ عليّ البقال والخباز وسائر من أعاملهم في طلب ما لهم عندي من ديون. وبينما أنا على تلك الحال، ولا أدري كيف أصنع، إذ دخل عليَّ غلام لي فقال: إن في الباب رجلاً يطلب الدخول عليك. فقلت: أئذن له. ودخل الرجل فإذا هو خراساني، فسلم عليّ فرددت السلام، ثم سألني: هل أنت أبو حسان الزيادي؟ فأجبته: نعم، وما حاجتك؟ فقال: إني رجل غريب أريد الحج، ومعي عشرة آلاف درهم أثقلني حملها، وأريد أن أودعها عندك إلى أن أقضي حجي وأرجع، فإن رجع الركب ولم ترني فاعلم أنني مت والمال هبة مني إليك، وإن رجعت فهو لي. ثم أخرج المال من جراب معه وعده وسلمه إليّ، وذهب في سبيله.
المأمون ينقذ الزيادي
لما كانت الليلة السابعة والعشرون بعد الثلاثمئة، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أن أبا حسان الزيادي قال: ما كاد الخراساني ينصرف من عندي حتى قضيت ما كان عليّ من الدين وقلت لنفسي: إذا رجع يكون الله قد فتح علينا بشيء من عنده. ولكن لم تمض أيام حتى جاءني غلامي ذاك، وقال لي: إن صاحبك الخراساني في الباب، فقلت له: أئذن له...فلما دخل قال لي: كنت عازماً على الحج، فجاءني خبر بوفاة والدي، وعزمت على الرجوع، فأعد إليّ المال الذي أعطيتك إياه. لما سمعت منه هذا الكلام، صرت في همٍ عظيم لم يحصل لأحد مثله، وتحيَّرت فلم أرد جواباً خشية الفضيحة في الدنيا والآخرة، ثم قلت له: عافاك الله إن منزلي هذا ليس بحصين، ولما أخذت جرابك أرسلته إلى شخص يحفظه عنده. عد إلينا غداً لتأخذه إن شاء الله تعالى. انصرف الرجل، وبت متحيراً في تلك الليلة ولم تغمض عيناي، ثم قمت وقلت للغلام: أسرج لي البغلة.خرجتُ بها وأنا لا أدري أين أذهب، فطرحت عنان البغلة على عاتقها، وتركتها تسير كما تشاء، فسارت إلى الجانب الشرقي من بغداد. بينما أنا سائر، إذا بقومٍ مقبلين نحوي، فعدلت عن طريقهم إلى طريق آخر، لكنهم لحقوا بي وسألوني: أتعرف منزل أبي حسان الزيادي؟ أجبتهم: هو أنا. قالوا: أمير المؤمنين يأمرك بالحضور. سرت معهم حتى دخلت على المأمون، فقال لي: اشرح لي قصتك...لما شرحتها له بكى بكاء شديداً، وقال: ويحك ما تركني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنام في هذه الليلة بسببك، فأنا لما نمت أول الليل قال لي: أغث أبا حسان الزيادي، فانتبهت متعجِّباً، ثم نمت، فأتاني وقال لي: ويحك أغث أبا حسان الزيادي، فانتبهت أشدّ عجباً، ثم نمت، فأتاني وقال لي: ويحك أغث أبا حسان الزيادي، فما تجاسرت على النوم بعد ذلك، وسهرت الليل كله وأرسلت في طلبك. ثم أعطاني عشرة آلاف درهم وقال: أصلح بها أمرك، ثم أعطاني 30 ألف درهم وقال: جهِّز نفسك بهذه، وإذا كان يوم الموكب فآتني حتى أقلّدك عملاً. خرجت والمال معي، وجئت إلى منزلي فصليت فيه الغداة، وإذا بالخراساني حضر فأدخلته البيت، وأخرجت له صرة، وقلت له: هذا مالك؟ فقال: ليس هذا عين مالي، فقلت: نعم. فقال: ما سبب ذلك؟ فقصصت عليه القصة، فبكى وقال: والله لو صدقتني من أول الأمر ما طالبتك، وأنا الآن والله لا أقبل شيئاً.رزق الرجل البغدادي
لما كانت الليلة الثامنة والعشرون بعد الثلاثمئة، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد، أن الخراساني قال للزيادي: لا أقبل شيئاً من هذا المال وأنت في حل منه. وانصرف من عنده.لما كان يوم الموكب توجّه الزيادي إلى المأمون، فقربه إليه وأخرج له عهداً بتوليته قضاء المدينة المنورة وأجرى عليه رزقاً سنوياً يكفيه وزيادة، وقال له: اتق الله عز وجل، وحافظ على عناية رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بك. فتعجب الحاضرون من هذه العبارة، فأخبرهم بالقصة من أولها إلى آخرها، وشاع الخبر بين الناس، وما زال أبو حسان الزيادي قاضياً في المدينة المنورة إلى أن مات في أيام المأمون.قالت شهرزاد: يحكى أيها الملك السعيد، أن رجلاً كان ذا مال كثير، وصار لا يملك شيئاً، فأشارت عليه زوجته أن يقصد بعض أصدقائه، فيما يصلح حاله. ذهب إلى صديق له وذكر له حاجته، فأقرضه خمسمئة دينار على أن يتاجر فيها، وكان في أول أمره جوهرياً، فأخذ المال ومضى إلى سوق الجواهر، وفتح دكاناً ليشتري فيها ويبيع، فلما قعد في الدكان أتاه ثلاثة رجال وسألوه عن والده، فلما أخبرهم بوفاته قالوا: هل خلف أحداً من الذرية؟ فقال: خلف العبد الذي بين أيديكم، فقاموا وسألوا أهل السوق، فشهدوا بأنه ولده. على ذلك، أخرج القادمون الثلاثة خرجاً فيه مقدار 30 ألف دينار، وفيه جواهر ومعادن ثمينة، وقالوا له: هذا كان عندنا أمانة لأبيك، ثم انصرفوا.وبعد قليل جاءته امرأة وطلبت منه شيئاً من تلك الجواهر، واشترت منه بثلاثة آلاف دينار، ثم قام وأخذ الخمسمئة دينار التي كان اقترضها من صديقه وحملها إليه وقال له: خذ الخمسمئة دينار التي اقترضتها منك فقد فتح الله عليّ ويسر لي، فقال له صديقه: إني أعطيتك إياها وتنازلت عنها لله، فخذها وخذ هذه الورقة ولا تقرأها إلا وأنت في دارك واعمل بما فيها، فأخذ المال والورقة وذهب إلى بيته، فلما فتحها وجد مكتوباً فيها هذه الأبيات: إن الرجال الأولى جاؤوك من نسبي أبي وعمي وخالي صالح بن علـــي كذاك ما بـــــــــــــعته نقداً لوالدتي والمال والجوهر المبعوث من قبلي وما أردت بهذا منك منقصــــــــة لكن ليكفيك مني ورطة الخجــــل ثم قالت شهرزاد: ويحكى أيها الملك السعيد، أن رجلاً من بغداد كان صاحب نعمة وافرة ومال كثير، ثم فقد ماله وتغيَّرت حاله، وصار لا يملك شيئاً، ولا ينال قوته إلا بجهد جهيد، فنام ذات ليلة وهو مغموم مقهور، فرأى في منامه قائلاً يقول له: إن رزقك بمصر فتوجه إليه، فسافر إلى مصر، ولما وصل إليها أدركه المساء فنام في مسجد بجواره بيت، فقدر الله تعالى أن لصوصاً دخلوا المسجد وتوصلوا منه إلى ذلك البيت، فانتبه أهل البيت على حركة اللصوص واستغاثوا، فأغاثهم الوالي وأتباعه، وهربوا، ثم دخل الوالي المسجد فوجد الرجل البغدادي نائماً فيه، فقبض عليه وضربه بالمقارع ضرباً مؤلماً حتى أشرف على الهلاك، وسجنه ثلاثة أيام، ثم أحضره بين يديه وسأله: من أي البلاد أنت؟ أجاب: من بغداد.فقال له: ما حاجتك التي هي سبب مجيئك إلى مصر؟ فقال له: رأيت في منامي قائلاً يقول لي إن رزقك في مصر فتوجه إليها، فلما جئت وجدت الرزق الذي أخبرتني به تلك المقارع التي نلتها منك، فضحك الوالي وقال له: هذه أضغاث أحلام، وقد رأيت أنا في المنام قائلاً يقول لي: إن البيت الذي صفته كذا وكذا في بغداد، فيه كنز عظيم فاذهب وخُذه، ولكني لم أصدق ذلك، ثم أعطاه دراهم وقال له: استعن بها على عودتك إلى بلدك.لما كانت الليلة التاسعة والعشرون بعد الثلاثمئة، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد، أن الرجل البغدادي أخذ الدراهم من الوالي في مصر، ثم عجَّل بالعودة إلى بغداد، وكان البيت الذي وصفه له الوالي في بغداد هو بيت ذلك الرجل، فلما وصل إليه حفر المكان الذي ذكر له الوالي أنه رآه في المنام، فوجد فيه أموالاً كثيرة، ووسع الله رزقه، وهذا اتفاق عجيب .المتوكل ومحبوبة
قالت شهرزاد: ومما يحكى أنه كان في قصر أمير المؤمنين المتوكل على الله أربعمئة سرية: مئتان روميات، ومئتان مولدات، وأهدى عبيد الله بن طاهر إلى المتوكل أربعمئة أخرى، من بينهن جارية من مولدات البصرة، يقال لها محبوبة، وكانت فائقة في الحسن والجمال، والظرف والدلال، تضرب بالعود وتحسن الغناء وتنظم الشعر وتكتب خطاً جيداً. أفتن بها المتوكل، ولم يكن يطيق فراقها ساعة، فلما رأت شدة ميله إليها، تكبَّرت عليه، فغضب عليها غضباً شديداً وهجرها، ومنع أهل القصر من التحدث إليها، فمكثت على ذلك أياماً.وكان للمتوكل ميلٌ إليها، فأصبح ذات يوم وقال لجلسائه: رأيتُ في منامي كأني صالحتُ محبوبة، فقالوا له: نرجو من الله تعالى أن يكون ذلك يقظة، فبينما هم في ذلك وإذا بخادمة أقبلت وأسرَّت إلى المتوكل حديثاً، فقام من المجلس ودخل دار الحريم، وكان الذي أسرته إليه أنها قالت له: سمعنا من حجرة محبوبة غناء وضرباً بالعود، وما ندري سبب ذلك، فلما وصل إلى حجرتها سمعها تغني على العود وتنشد هذه الأبيات:أدور في القصر لا أرى أحداً أشكو إليه ولا يكلمنـــــــــي حتى كأني ارتكبت معصيـــةليس لها توبة تخلصـــــــــني فهل لنا شافع إلى مــــــلكقد زارني في الكرى وصالحني حتى إذا ما الصباح لاح لناعاد إلى هجره وقاطعنــــــــــــيلما سمع المتوكل كلامها، تعجَّب من الأبيات، ومن التوافق الغريب، إذ رأت محبوبة حلماً مشابهاً لحلمه، فدخل عليها في الحجرة، فلما رأته بادرت بالقيام وانكبت على قدميه وقالت: والله يا سيدي رأيت ذلك في منامي الليلة البارحة، فلما انتبهت من النوم نظمت هذه الأبيات. فقال لها المتوكل: والله إني رأيتُ حلماً مثل ذلك. ثم تعانقا وتصالحا، وأقام عندها سبعة أيام بلياليها.وكانت محبوبة كتبت على خدها بالمسك «جعفراً»، وهو اسم المتوكل، فلما رأى ذلك أنشد يقول: وكاتبة بالمسك في الخد جعفرابنفسي من قد خط في الخط ما أرى لئن كتبت في الخد سطراً بنانهالقد أودعت قلبي من الخط أسطرافيا من حواها في البرية جعفر سقي الله من سقيا شرابك جعفراولما مات المتوكل، سلاه جميع من كان له من الجواري إلا محبوبة، فإنها لم تزل حزينة عليه حتى ماتت ودفنت بجانبه، رحمة الله عليهم أجمعين.الرشيد والجارية
وحكت شهرزاد للملك شهريار، فقالت: يُحكى أن جعفر البرمكي نادم الرشيد ليلة، فقال الرشيد: بلغني أنك اشتريت الجارية الفلانية، ولي مدة أطلبها فإنها على غاية من الجمال، وقلبي بحبها في اشتعال، فبعها لي. فقال: لا أبيعها يا أمير المؤمنين. فقال: هبها لي. فقال: لا أهبها. فقال الرشيد: زبيدة طالق ثلاثاً إن لم تبعها أو تهبها لي. قال جعفر: زوجتي طالق ثلاثاً إن بعتها أو وهبتها لك. ثم أفاقا وعلما أنهما وَقَعا في أمرٍ عظيم، وعجزا عن تدبير الحيلة. فقال الرشيد: هذه واقعة ليس لها غير الإمام أبي يوسف، فطلبوه وكان انتصف الليل، فلما جاءه الرسول قام فزعاً وقال: ما طلبت في هذا الوقت إلا لأمر خطير...خرج مُسرعاً وركب بغلته وقال لغلامه: خذ معك مخلاة البغلة لعلها لم تستوف عليقها، فإذا دخلنا دار الخلافة فضع لها المخلاة حتى تأكل ما بقي من عليقها إلى حين خروجي. فقال الغلام: سمعاً وطاعة. لما دخل على الرشيد قام له وأجلسه على سريره إلى جانبه، وكان لا يُجلس معه أحداً غيره، وقال له: ما طلبناك في هذا الوقت إلا لأمر مهم هو كذا وكذا، وقد عجزنا عن تدبير الحيلة. فقال: يا أمير المؤمنين، هذا الأمر أسهل ما يكون، ثم قال: يا جعفر بِع لأمير المؤمنين نصفها، وهب له نصفَها، وتبرآن من يمينكما بذلك، فسر أمير المؤمنين بذلك، وفعلا ما أشار به، ثم قال الرشيد: أحضروا الجارية في هذا الوقت.لما كانت الليلة الثلاثون بعد الثلاثمئة، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أن الخليفة هارون الرشيد قال: أحضروا الجارية لي في هذا الوقت فإني شديد الشوق إليها، فأحضروها إليه، وقال للقاضي أبي يوسف: أريد أن أتزوجها في هذا الوقت فإني لا أطيق الصبر عنها حتى تنقضي مدة الاستبراء. فقال أبو يوسف: أئتوني بمملوك من مماليك أمير المؤمنين الذين لم يجر عليهم العتق، فأزوجها منه ثم يطلقها قبل الدخول فيحل زواجها من غير استبراء.أعجب الرشيد بذلك الحل، وأمر بإحضار المملوك، فلما حضر قال الخليفة للقاضي: أذنت لك في العقد. فعقد زواج المملوك بالجارية، ثم قال له: طلقها ولك مئة دينار. فقال: لا أفعل. ولم يزل يزيده وهو يمتنع إلى أن عرض عليه ألف دينار فرفض قائلاً: هل الطلاق في يدي أم في يدك؟ والله لا أطلقها أبداً. اشتد غضب أمير المؤمنين وقال: ما الحيلة يا أبا يوسف؟ فقال يا أمير المؤمنين لا تجزع فإن الأمر هين، ملك هذا المملوك للجارية، قال: ملكته لها. فقال لها القاضي: قولي قبلت. فقالت: قبلت. فقال القاضي: حكمت بينهما بالتفريق لأنه دخل في ملكها فانفسخ النكاح.فقال له الرشيد: مثلك من يكون قاضياً في زماني. ودعا بأطباق الذهب فأفرغت بين يديه وقال له: هل معك شيء تضع فيه الذهب؟ فذكر مخلاة البغلة ودعا بإحضارها، فملئت ذهباً، وأخذها وانصرف إلى بيته، فلما أصبح قال لأصحابه: لا طريق إلى الدين والدنيا أسهل من طريق العلم، فإني أعطيت هذا المال العظيم في مسألتين أو ثلاث.وأدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح.وإلى حلقة الغد
الإمام أبو يوسف يتدخّل لإنقاذ هارون الرشيد وجعفر البرمكي من قسمي طلاق بسبب جارية
المأمون ينقذ العبد الفقير «الزيادي» بسبب توصية من هاتف في المنام
المأمون ينقذ العبد الفقير «الزيادي» بسبب توصية من هاتف في المنام