قال مدير عمليات الغاز في مصفاة ميناء الأحمدي محمد العجمي، إن «مشروع خزانات الغاز الشمالية يعتبر من أهم المشاريع الحيوية لمصفاة ميناء الأحمدي، حيث إنه يوفر السعة التخزينية للغاز المسال، بما يسمح بزيادة الإنتاج العام لدولة الكويت من الغاز»، مشيراً إلى أن «هذا المشروع يتيح لشركة نفط الكويت تزويد مصانع الغاز في المصفاة بكميات إضافية من الغاز المصاحب، مما يؤدي إلى زيادة إنتاج المنتجات من البروبين والبيوتين، وبالتالي زيادة في التصدير، مما يؤدي إلى زيادة المبيعات والأرباح لمؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة».وأشار العجمي في حوار لـ»الجريدة»، خلال جولة خاصة للتعرف على المشروع، إلى أنه «في الوقت الحالي، حسب ما هو متاح، يتم تصدير باخرة واحدة فقط، ويكون التصدير متتالياً، ومتى ما تم الانتهاء من المشروع فإنه سيكون بمقدور الشركة تصدير منتجات الغاز إلى باخرتين مختلفتين في نفس الوقت».
وأضاف أن «المشروع يتكون من 10 خزانات للغاز المسال مناصفة بين منتجي البروبين والبيوتين، تم بناؤها من خلال المشروع، وتتكون من 5 خزانات لغاز البروبين، و5 لغاز البيوتين، وتبلغ سعة الخزان الواحد 72 ألف متر مكعب من الغاز، ما يعادل 450 ألف برميل، مما سيجعل المشروع يوفر 2.250.000 برميل زيادة للمنتج الواحد»، موضحا أن المقاول الرئيسي للمشروع شركة «جي اس» الكورية للهندسة والإنشاءات، وتبلغ قيمة عقد المشروع 156 مليون دينار.
تقنية جديدة
ولفت العجمي إلى أنه سيتم استخدام تقنية جديدة لأول مرة في الكويت في هذا المشروع، وهي مضخات التحميل الغاطسة في داخل الخزان، التي أصبحت التقنية المستخدمة عالميا في مجال خزانات الغاز، وهذه المضخات لها استخدامات متعددة، أهمها تزويد أرصفة التصدير بمعدل تدفق عال، مضيفا أن «المشروع يتكون من مضخات وخطوط تزويد مصانع الشعيبة وأم العيش التابعة لشركة ناقلات النفط، كما يحتوي على وحدة إنتاج النيتروجين بكفاءة إنتاج عالية ستخدم وحدتي تخزين الغاز بشقيها الشمالي الجديد والجنوبي القديم».وحول الجوانب الفنية للمشروع قال «نظرا لطبيعة الغاز المسال، الذي يعد من الغازات المتطايرة متى ما تعرض للحرارة والضغط الجوي، فإنه يتبخر مباشرة، مما يؤدي ارتفاع ضغط الخزانات، لذلك تم وضع نظام خاص يقوم بتبريد الغاز قبل تخزينه».وأضاف «كما أنه يوجد أيضا نظام يقوم بضغط وتكثيف الغاز في حالة تبخر كميات من الغاز، ومن ثم يتم إرسالها إلى وحدة التبريد قبل أن تتم إعادتها إلى الخزان، وهذا النظام خاص لخزانات غاز البروبين، فضلا عن نظام يقوم بتبريد وتكثيف غاز البيوتين من خلال تبريده بواسطة غاز البروبين».وأشار إلى أنه تم وضع أنظمة كاشفة للغاز في جميع أنحاء الوحدة، للكشف عن التسرب مبكراً، حتى تتم السيطرة عليه في أسرع وقت، وأما في حالة الحريق فقد تم تجهيز شبكة مياه لمكافحة الحريق حول جميع معدات الوحدة وخزاناتها.إزالة الخزانات القديمة
من جهته، قال رئيس فريق عمليات المنطقة (9) في مصفاة الأحمدي فالح المطيري، إن «مشروع خزانات الغاز المسال تهدف إلى الزيادة المتوقعة للانتاج من خط الغاز الرابع، إضافة إلى الخط الخامس، وتضم الحظيرة 5 خزانات للبيوتان، و5 للبروبان، حيث كان لدينا 6 خزانات قديمة تمت إزالتها حسب نطاق عمل المشروع».وتم بناء الخزانات الـ10، وتبلغ سعة كل خزان 72 ألف متر مكعب من الغاز، وهناك 9 كمبروسرات للتبريد، ومحطتان ثانويتان لتعزيز الكهرباء, و»ستلايت هاوس»، وهو عبارة عن مركز للتحكم بالآلات الدقيقة في موقع المشروع.وأشار المطيري إلى أن الخزانات صممت بتقنية جديدة، حيث جرى رفع الخزانات عن الأرض مترين ونصف المتر، وهذا وفر علينا وضع سخانات كهربائية التي تمنع تكون الجليد والرطوبة، للحد من التآكل الناتج عن الصدأ، وهذه العملية ستقلل الصيانة الدورية بحيث تتم عملية التبادل الحراري مع الجو بشكل تلقائي.وتم بناء الخزانات بتقنية ذات جدارين لتتحمل الضغط العالي، وهي أيضاً مقاومة للكوارث الطبيعية والحرارة، ويتم عزلها حرارياً بمواد تراعي ظروف المنتجات والجو على مدار العام، متوقعا ان يتم تشغيل المشروع خلال الربع الثالث من هذه السنة.تدريب الكويتيين
من جانبه، قال كبير مهندسي مشروع الخزانات محمد المهندي إن الحصول على الغاز سيتم من مصنع الغاز في مصفاة ميناء الاحمدي، ومن الخطوط الاول والثاني والثالث والرابع، اضافة الى الخط الخامس مستقبلا، موضحا أن مساحة موقع المشروع في ميناء الاحمدي تبلغ 3500 متر مربع.وأشار المهندي إلى أن عدد العمالة التي شاركت في المشروع من قبل المقاول وصل الى 3800 عامل، اما العمالة من الشباب الكويتيين فوصل عددها الى 26، وجار تدريب 30 عاملاً جديداً من الكويتيين لهذا المشروع.من جهته، أوضح فراج المشوط، مراقب الوردية الذي تكفل خلال الجولة بشرح التكنولوجيا المستخدمة وكيفية التعامل معها، بعض الجوانب الفنية للخزان، حيث تم تركيبه على قاعدة مؤلفة من 212 عمودا بعمق 20 مترا تحت الارض، وهي تقنية جديدة بالشركة. وأشار المشوط إلى «الاستفادة من هذه الخبرة بطريقة التعامل مع انشاء صبات خرسانية، وإجراء اختبارات المتانة عليها بهذا العمق، كما تم التغلب على مصاعب جمة اثناء التنفيذ، منها وجود مياه تحت الارض، وفي بعض الاحيان واجهتنا صخور أدت الى توقف المعدات وتلف الحفار، مما استدعى توفير فريق صيانة جاهز لعمليات الاصلاح باسرع وقت ممكن».وقال ان زيادة السعة التخزينية للغاز في حظيرة خزانات الغاز المسال الشمالية في ميناء الاحمدي تصب في مصلحة الشركة ومؤسسة البترول الكويتية خصوصا والكويت عموما، وهو ما يحافظ على دور الكويت الريادي في مجال استخدام وتصدير الغاز، وهي من الاهداف الرئيسية لهذا المشروع.تحديات واجهت المشروع
قال رئيس قسم عمليات تخزين الغاز عبدالله العجمي إن المشروع واجه العديد من التحديات التي تم تجاوزها بشكل عملي، وتمثلت احدى المشاكل الفنية في عملية الهدم، حيث ان «خبراتنا السابقة كلها في البناء ولأول مرة نقوم بعملية هدم خزانات كبيرة ومتهالكة تحتوي على بقايا مواد قابلة للاشتعال، وهو الامر الذي يحتاج للتنسيق مع دوائر العمليات، والتعامل بحذر مع ما يستجد من متطلبات العمل بصورة يومية لضمان سلامة العاملين وممتلكات الشركة، خصوصا ان المنطقة كانت تحتوي على خطوط حية مرتبطة بعمليات انتاج يصعب ايقافها خلال فترة الازالة، وهو ما اكسبنا خبرة جديدة».وأضاف أن «هناك تحديات واجهتنا اثناء عملية البناء، إذ ان المنطقة قديمة وكانت تتبع شركة نفط الكويت سابقا، وقد تم البناء في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وقد انتقلت مصفاة الأحمدي تحت ادارة البترول الوطنية في ثمانينيات القرن الماضي»، موضحاً أن المشروع واجه مشكلة عدم توفر بعض المخططات والخرائط للبنية التحتية الموجودة تحت الارض من تمديدات كهربائية وأنابيب غير مرئية.